تشهد ولاية القصرين في الفترة الأخيرة موجة من التحركات على أكثر من صعيد باتت تنبئ بتطورات أعمق في الفترة المقبلة. وآخر الأخبار تفيد بأن والي الجهة غادر مقر الولاية منذ 3 أيام وتوجه للعاصمة قصد طلب المزيد من الصلاحيات والإمكانيات لمواجهة الطلبات المتزايدة في الجهة. لا سيما وأن الكثير من المقربين من كواليس الولاية يؤكدون أن الوالي أصبح عاجزا عن تقديم إجابات لمشاكل المواطنين وعن الاستجابة لمطالب متساكنى الجهة في ظل تكرر حالات الإقتحام لمقر الولاية من قبل المواطنين المحتجين والساخطين على ما يقولون إنه مماطلة من الحكومة في حسم بعض الملفات. ويواجه الوالي صعوبات كبيرة في التعاطي مع ملفات حارقة معطلة وعلى رأسها ملف شهداء وجرحى الثورة ومستحقاتهم إلى جانب ملف الحضائر بعد تعطل صرف المرتبات منذ شهرين هذا إلى جانب تعالي الأصوات المنادية بالتنمية والبدء في تفعيل المشاريع المبرمجة. اقتحام متكرّر لمقرّ الولاية ومنذ أمس دخل أعوان مقر الولاية بالقصرين في اضراب للتنديد بالإقتحامات المتكررة لمقر الولاية من جموع المواطنين الساخطين وآخرها اقتحام قام به عدد من عائلات الشهداء وجرحى الثورة احتجاجا على ما اعتبروه مماطلة وتهميشا لمطالبهم. وأقدم أمس عدد من عائلات الشهداء وجرحى الثورة على قطع الطريق الرئيسي وسط المدينة كما حاولوا اقتحام مقر النهضة تعبيرا عن غضبهم من أداء الحكومة وطريقة تعاطيها مع ملف جرحى الثورة. ويبدو أن تأخر صرف اجور عمال الحضائر زاد من حدة سخط هؤلاء إلى جانب تململ بقية المنتفعين بآلية الحضائر.إذ تفيد بعض المصادر أن أكثر من 70 بالمائة من المنتفعين بالحضائر في القصرين لم يتحصلوا منذ شهرين على مستحقاتهم. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن ملف الحضائر في القصرين وعلى غرار ما نبه إلى ذلك الكثير من المراقبين تحول إلى قنبلة موقوتة فتكلفة الإلتزام بتوفير مبالغ هذه الحضائر والتي تقدر حاليا بحوالي 4 مليارات شهريا أصبحت ترهق كاهل الدولة وكاهل المجلس الجهوي للولاية خاصة وأن اعتماداتها غير مدرجة في الميزانية. في المقابل فإن إيقاف العمل بهذه الآلية أو حتى تأخر صرفها يثير موجة عارمة من الإحتجاجات قد تهدد الإستقرار في الجهة. خاصة وأن عجلة التنمية لم تبدأ بعد في الدوران لضخ الأمل في نفوس الأهالي. وقفة احتجاجية مفتوحة ويعد أيضا تعطل التنمية في الجهة من بين عوامل الإحتقان المتصاعد مما دفع مواطنيها إلى الشروع منذ أول أمس في تنفيذ وقفة إحتجاجية مفتوحة ومتواصلة بساحة الشهداء وسط الولاية تحت شعارجثمان التنمية في القصرين. حيث أقدم الأهالي على دفن ما أسموه جثمان التنمية في تابوت ودفنوه وسط المدينة كردة فعل على تواصل التهميش للجهة وكتبوا على التابوت عبارةالتنمية في القصرين :إنا لله وإنا إليه راجعون. كما رفع منفذو الوقفة شعارات ساخطة على أداء نواب الجهة في المجلس التأسيسييا نواب القصرين بالتواطؤ وين ماشين ورافضة لتواصل منطق التهميش والإقصاء الذي مورس على الجهة على امتداد عقود. وتفيد مصادر مطلعة أن الكثير من المشاريع التنموية بالجهة ظلت إلى حد الآن حبرا على ورق وتواجه عديد المشاريع صعوبات وعراقيل في الانجاز. وفي سياق متصل استقال أمس المسؤول عن أحد المشاريع المبرمجة وهو مشروع التنمية الثقافية والسياحية ،احتجاجا على حد ذكره، على وعدم جدية الوزارات والسلط الجهوية المعنية بالمشروع إلى جانب عدم تحمسها عدم تعاملها إيجابيا معه. مشكل النيابة الخصوصية من جهة أخرى نفذ أمس عدد من مواطني الجهة والمتضامنين مع عدد من أعضاء النيابة الخصوصية لبلدية القصرين وقفة إحتجاجية ضد ما اعتبروه مساعى ومحاولات لتشكيل النيابة الخصوصية الجديدة وفقا لمنطق المحاصصة الحزبية. وعبر المشاركون في هذه الوقفة عن رفضهم لتغيير يشمل جميع أعضاء النيابة. وطالب المحتجون بتثبيت عدد من أعضاء النيابة الخصوصية الحالية الحائزين على رضا الأهالي عن أدائهم طيلة الفترة الماضية وعلى رأسهم رئيس النيابة مع تطعيم التشكيلة بمستقلين وكفاءات قادرة على تقديم الإضافة وتحسين الخدمات المقدمة للمواطن.