لم يتأثر الفنان الشعبي الهادي حبوبة برفض ملفه بخصوص المشاركة في الدورة الحالية لمهرجان قرطاج الدولي المتعلق بعرض «المطارق» بل أن ثقته بنفسه كفنان له مكانته وتجربته إضافة إلى ما يتمتع به من قاعدة جماهيرية عريضة داخل تونس وخارجها من العوامل التي جعلته يقبل المشاركة «بالإسعاف» في الدروة الحالية دون تردد. وهو ما تأكد من خلال دخوله في التحضير للعرض مباشرة بعد جلسة التدارك التي جمعت النقابات الفنية بوزير الثقافة وهيئة المهرجان مؤخرا وتم إثرها الإفراج عن «المطارق» التي ستؤثث هذا العرض. وسيعتلي الهادي حبوبة مسرح قرطاج في شكله الجديد أي بعد أن أسفرت الأشغال عن إدخال تحوير على الفضاء. وهو المعطى الذي حاول سليم الصنهاجي توظيفه في إخراجه للعرض وذلك باستغلال الأركاح الثلاثة للفضاء وتقديمه في شكل احتفالي تطغى عليه الشماريخ وأصوات قرع الطبول. ولئن يعتمد عرض «مطارق» على آلة «لطبلة» بدرجة أولى على اعتبار أن «مطرق» في المفرد تعني العصا التي تعتمد لقرع الطبل وتوظيفها يعطي تنوعا في الإيقاع الموسيقي لهذه الآلة الموسيقية التقليدية، فإن الهادي حبوبة الذي خبر العزف على الإيقاع لم يغيّب الآلات الموسيقية الأخرى التقليدية منها أو الوترية وعمل على توظيفها على نحو يجعل من هذه الآلات التقليدية مواكبة لإيقاع العصر. من جهة أخرى حرص الهادي حبوبة على تشريك عازفين من عديد الجهات من مناطق مختلفة من الجمهورية التونسية في هذا العرض الذي يشهد مشاركة أكثر من خمسين عازفا وذلك ليقينه للتنوع والاختلاف القائم في مستوى الإيقاع الشعبي بين الجهات فضلا عما تتيحه هذه الحركة من تكريم للفنان الشعبي التونسي أين ما كان حتى وإن كان ذلك من خلال عرض يتيم للتدارك. وسيقدم حبوبة في هذا العرض ما يقارب 14 أغنية تتراوح بين أغان جديدة وأعماله القديمة المعروفة على غرار «هاك دللي» وغيرها من الأغاني التي تحظى بشعبية كبيرة من مختلف الأجيال والشرائح الاجتماعية . والجديد بالنسبة للهادي حبوبة في هذا العرض هو مشاركة صوتين صاعدين في أغنيتين وهما ليندا ونور المرواني. حيث ستشاركه واحدة في أداء إحدى أغانية فيما تقدم الثانية إحدى أغانيه بمفردها. ويرافقه في هذا العرض بالي راقص كبير.