يبدو أن نشاط جمعية «كلنا تونس» في المجال الثقافي ومساهمتها العملية في تفعيل كل المبادرات الفنية والثقافية أخذت منحى تفاضليا في انتقاء العروض وتنظيم التظاهرات الثقافية لعل آخرها الدورة الأولى من مهرجان دقة للمسرح التي ستنتظم من 12 إلى 15 من الشهر الجاري. لتساهم هذه التظاهرة الوطنية في إعادة الاعتبار للفضاء والمعلم التاريخي وليفتح ركح دقة أبوابه على امتداد أربعة أيام للاحتفاء بأبي الفنون ليحول الجهة إلى قطب ثقافي وفني من خلال مشاركة مجموعة نيرة من مسرحيين وأعمال مسرحية متنوعة ولكنها تلتقي من حيث النوعية ومستوى الإبداع أنتجت خلال هذه السنة ونالت استحسان الجميع. فإضافة إلى العروض المسرحية التي تؤثث عروض سهرات المهرجان اختارت الأطراف المشرفة على تنظيم هذه التظاهرة أن يكون الافتتاح مختلفا عما هو متعارف عليه في مثل هذه المناسبات. وذلك من خلال التجليات أو الارتجالات المسرحية الموظفة لأغراض مختلفة في مساء اليوم الأول للمهرجان يشارك فيها كل من جميل الجودي الذي خبر الميدان الفني ونهل من صميم الفنون خلال مسيرته التي تواصلت على امتداد عقود. فيما سيقدم عبد الستار عمامو إضاءات تاريخية عن المعلم الأثري بدقة على طريقته التي يعتمد فيها على فن الحكاية. ليرتجل جمال مداني على طريقته في التعاطي مع الفن الرابع مشاهد تذكر واستحضار لأقطاب المسرح في تونس ومن ساهموا في إرساء تعاليم أب الفنون في بلادنا منذ الاستقلال إلى الآن. إضافة طبعا إلى مشاركة أسماء أخرى. أما فيما يتعلق بعروض المهرجان فستعرض في سهرة اليوم الأول مسرحية «هلال ونجمة» للمخرج سامي نصري وهي من إنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف لهذه السنة. فيما تعرض في اليوم الثاني مسرحية «خلوة» للمخرج توفيق بكار ومسرحية «موزاييك» لفرقة بلدية تونس التي يخرجها زهير الرايس ويشارك في تجسيدها على الركح كل من منى نورالدين وكوثر الباردي ونعيمة الجاني وغيرهن. ويختتم المهرجان بعرض مسرحية «صاحب لحمار» للمخرج الفاضل الجزيري. وتنتظم على هامش المهرجان في اليوم الثاني منه ندوة فكرية تسمتد موضوعها من مشغل الميدان الثقافي بمختلف قطاعاته تطرح إشكالية «المهرجانات ما بعد الثورة» يشارك في طرح القضايا الحافة بها أهل الميدان من أجل بحث الحلول الممكنة لتجاوز النقائص والصعوبات التي يواجهها الناشطون في المجال.