راجح القفصي... إذا حكى! بقامته القصيرة وحقيبة جلدية صغيرة... بشعر أبيض وسيجارة لا تفارق شفتيه استطاع راجح القفصي أن ينحت لنفسه شخصية يصعب أن تمحى بسهولة من ذاكرة الثقافة الوطنية. فهذا الفنان المسرحي كان شاهدا على تفاصيل وكواليس الحياة الثقافية والمسرحية بالخصوص كان صديقا لمنور صمادح وعاش مرحلة تأسيس فرقة الكاف أواخر الستينات مع السويسي وانتقل معه الى تونس عندما أصبح مديرا لفرقة بلدية تونس للتمثيل انتج برامج للاذاعة وللتلفزة وكتب في معظم الصحف والمجلات التونسية... تتلمذ على حسن الزمرلي وعبد العزيز العقربي ومحمد الحبيب... كان يلازم أبو زيان السعدي كظله. عمل ممثلا وموظبا ومديرا للانتاج في عشرات الأعمال المسرحية وفي كل ذلك كما كان راجح أو أبو الرجوح أو رجوحة كما يحلو لأصدقائه مناداته فنانا محبا للحياة ولأصدقائه. لماذا أتحدث عن راجح القفصي الآن؟ إن راجح الشخصية الطريفة الدافئة والحيميمة كان شاهدا على أسرار ومعارك ودسائس في الوسط الثقافي لا بد أن يكتبها للناس ففن المذكرات فن عظيم نفتقر اليه في تونس وفي العالم العربي وراجح القفصي الآن بعد تقاعده الاداري من فرقة بلدية تونس للتمثيل يستطيع أن يكون شاهدا على أربعين عاما من الثقافة التونسية فقد أفنى حياته وأجمل سنوات عمره مدافعا عن أصدقائه منتصرا للمحبة وكثيرا ما كان يكافأ بالجحود لكن راجح كان يغفر دائما ولا يكن حقدا لأحد مثل أي فنان أصيل. فتحدث يا راجح واكتب مذكراتك لأن أجيالا تريد أن تستمع اليك!