مع بداية كل موسم صيف يتجدّد السؤال حول حضور المسرح التونسي في المهرجانات ،فهذه الظاهرة التونسية الفريدة في المتوسط بنيت أساسا على المسرح عندما كانت المهرجانات تنتج أعمالا مسرحية من دقّة الى الحمامات الى حلق الوادي ومهرجان المغرب العربي في المنستير. هذا التقليد أندثر بداية من التسعينات بسبب رؤية معينّة للوزارة جعلت من المهرجانات مجردحفلات «شطيح ورديح «وفقدت بذلك أي بعد ثقافي يجعل منها فسحة للروح ولم لا الجسد أيضا دون أن يكون مبتذلا ولا رخيصا .
المهرجانات التونسية في حاجة الى مراجعة أكيدة بعد المناخ السياسي والثقافي الجديد الذي تعيشه تونس والبداية لابد أن تكون بالإجابة عن سؤال هام ومحوري وهو لماذا ننظّم المهرجانات ؟
هل لمجرد التنشيط وتسجيل الحضور وهدر المال العام ام لخلق فرص تشغيل ومساعدة فئة هامة من الشعب التونسي على العيش الكريم أم أن لها رسالة ثقافية تندرج في جوهر المشروع التونسي ؟
هذا هو السؤال الأهم الأن والإجابة عنه مرتبطة مباشرة بالمسرح الذي أصبح ضيفا ثقيل الظل في العشرين عاما الأخيرة ماعدا بعض المنوعات المسرحية الترفيهية . إن المهرجانات تتسّع لكل الفنون ومن حق كل العاملين في المجال الفني أن يجدوا لهم مكانا فيها بغض النظر عن اللون الفني الذي يقدمونه طبعا شرط مراعاة الجودة ولكن على الوزارة أيضا أن تحرص على التوازن وأن تدعم الفنون والتجارب الفنية التي ليس لها رواج تجاري من أجل تعميق الوعي الجمالي والثقافي وهذا من مهامها الأساسية .
فماذا سيتغير في مهرجانات 2012 بعد الموسم الماضي الذي كان متواضعا جدا بسبب الظروف الأمنية..