تحتفل "الصباح" اليوم بالذكرى السابعة والخمسين لتأسيسها على يد المرحوم الحبيب شيخ روحه الذي أقدم بدافع حس وشعور وطنيين على بعث صحيفة يومية يوم كانت تونس ترزح تحت وطأة استعمار سلبها وشعبها الإرادة والحرية، ولقد ارتأى المؤسس رغم ما عاناه من سلطات الاستعمار أن تكون "الصباح" منبرا لجميع الوطنيين ومجالا رحبا لكلمة الحق وللصوت الصادع عاليا بالتوق إلى الانعتاق والتحرر أي الاستقلال. وأثمرت نضالات الشعب الاستقلال وهو ما أعطى "الصباح" دفعا لتواصل مسيرتها الإعلامية والوطنية بكل ثبات من منطلق إيمانها بالمشاركة في بناء دعائم الدولة الحديثة بمؤسساتها المتطورة وحياتها السياسية المستندة على الديموقراطية وتعدد الآراء والمساهمة في النهوض بالإنسان التونسي وحقه في التنمية والرفع من مكانته وتوفير مقومات العيش الكريم له.. كل ذلك من خلال التمسك بثوابتها المستندة على الجدية والمصداقية والنزاهة وهي ثوابت خطها ورسخها المرحوم الحبيب شيخ روحه. وإيمانا منه بمكانة الصحافة عموما ودورها في البلاد وبمستقبل الصحافة المكتوبة خصوصا حرص مؤسس "الصباح" على مواكبة التطور في مجالات التكنولوجيا بالتحديث المتواصل لوسائل العمل وطرقه فجعل من "الصباح" القلب النابض لمؤسّسة صحفية كبرى "دار الصباح" أسسها لتكون منارة إعلامية في تونس تزيد "الصباح" وشقيقاتها اليومية والأسبوعية إشعاعا ولتكون على مدى عقود طويلة معاضدة للمشهد الإعلامي وتنويعه وإثرائه . وكما وفرت "الصباح" للقارئ في الداخل جريدة دسمة وذات إخراج فني راق وللمعلنين وشركات الإشهار مجالا واسعا يجمع بين الجدوى والجمالية فإنها وفرت للقارئ خارج الوطن إمكانية مواكبة المستجدات الوطنية والدولية من خلال موقع الكتروني على شبكة الأنترنات بما يعطي صورة عن صحافة وطنية جدية تكون مرجعا للباحثين والمحللين. وليس من قبيل الصدفة أن يثار في الآونة الأخيرة جدل حول القطاع الإعلامي التونسي إذ كانت "الصباح" سباقة إلى مزيد النهوض بالمشهد الإعلامي بمبادرتها إلى طرح المسائل والقضايا الوطنية بكل رصانة وموضوعية آخذة في الاعتبار دوما مصلحة تونس ومزيد رقيها وقد أثبتت أن الصحافة المكتوبة رغم ما تواجهه من تحديات عديدة في مختلف أنحاء العالم قادرة على ضمان ديمومتها متى بقيت حرية التعبير مترسخة وقامت الصحافة بدورها الطبيعي في صلب المجتمعات وحصلت على نصيبها من الإشهار الذي استأثرت الإذاعات والقنوات التلفزية بنصيب الأسد منه. ومثلما خاضت "الصباح" النضال ضد الاستعمار وبذلت جهدها من أجل إقامة الدولة العصرية فإنها ستواصل المعركة من أجل استمرارية الصحافة المكتوبة وبالتالي ستظل نموذجا للصحافة الرصينة والموضوعية والراقية.. صحافة الجودة والمصداقية والتميز بما يساهم في إبراز مكانة تونس وإشعاعها عربيا ودوليا.