يبدو أن إصرار وتمسّك فضاء التياترو بانتهاج سياسة خاصة في التعاطي مع ما هو ثقافي وفني يتمثل في القطع مع المألوف حتى وإن تعلق الأمر بنظام العمل يعود بقوة انطلاقا من هذه الصائفة وخلال الأشهر القادمة. ويتجلى هذا التمرد بالأساس في المهرجان الذي ينظمه هذا الفضاء خلال شهر رمضان تحت عنوان "بين شعبان وقعبان... للتياترو مهرجان" الذي يتواصل من 26 من الشهر الجاري إلى غاية 18 أوت القادم بمعدل عرض كل ليلة أو في التظاهرات الثقافية الأخرى التي يحتضنها الفضاء خلال شهر أكتوبر القادم مثلما أكد ذلك كل من توفيق الجبالي ورفيقة دربه زينب فرحات في ندوة صحفية انتظمت صباح أمس بمقر التياترو خصصت لتقديم هذه التظاهرة. علما أن الأعمال المسرحية التي يتضمنها برنامج التظاهرة ستكون متاحة للعرض والمشاهدة في أكثر من مرة خلال ليالي المهرجان. ليسجل المهرجان انفتاحا على فنون ومجالات ابداع أخرى من خلال القراءات الشعرية والأدبية والمسرحية التي تتبع بعض العروض المسرحية وغيرها من الأنشطة الأخرى المتعلقة بالسينما والفنون التشكيلية سواء خلال هذه الفترة أو في الأشهر القادمة. وعلل توفيق الجبالي هذا الخيار الاستثناء بأنه وليد فكرة عرضية ناجمة عما لاحظه من فراغ فيما يتعلق بتظاهرات الفن الرابع تحديدا لانحسار الفضاءات المهيئة للمسرح فضلا عن ندرة المهرجانات الصيفية التي تؤمن ظروفا مشرفة لممارسة هذا الفن بأبسط قواعد اللياقة من حيث الإحاطة والحضور. وفيما يتعلق ببرنامج التظاهرة أفاد أنه تم اختيار أعمال مسرحية متنوعة وتمثل أجيال ومدارس مختلفة من أهل الفن الرابع لكنها تتميز بكونها خارجة عن مسالك السوق المبتذلة وخارج سلوك الانحراف والتشدق. كما أكد أن جملة تلك الأعمال من انتاج التياترو خلال العام الجاري من قبيل "الخلوة" و"طابا طابا" و"قصيرة ولذيذة" و"le reve marzou- debrayage " إضافة إلى الأعمال التي تبناها هذا الفضاء على غرار مسرحيات " حيرة مفتوحة" للمخرج وليد العيادي و"انفلات" التي أخرجها وليد الدغسني و"الحي يروح" لوليد حصير. ليفتح فضاء التياترو أبوابه في سهرات رمضان إلى جمهور الفن الرابع ومحبي التياتروتحديدا للاستمتاع بعروض مسرحية تجسد وتصور في مشاهدها ومضامينها هواجس ومشاغل وهموم العصر والانسان والوطن بطريقة سلسة دون تكلف في الفكر أو القصد ولا تخلو من المتعة. واعتبر أن فضاء التياترو يعد مشجعا على الاستمتاع بأبي الفنون في سهرات الصيف على خلاف ما وجده من صعوبات تؤثر سلبيا على مستوى العمل أثناء العروض في فضاءات فسيحة في مهرجانات بعض الجهات مثل الحمامات. من جهتها عبرت زينب فرحات عن ابتهاجها بالحصيلة الفنية للتياترو في الموسم 25 المتعلق بالأعمال التي أنتجها خلال الفترة المتراوحة بين شهري أكتوبر 2011 وجوان 2012 والتي قدم خلالها أعمالا اعتبرتها ناجحة ومتميزة وعللت ذلك بالصعوبات الكبيرة التي يواجهها فريق العمل خاصة خلال العروض في المناطق الداخلية التي تفتقد للفضاءات والتقنيات الخاصة بالعروض المسرحية.