نظرت منتصف الأسبوع الجاري المحكمة العسكرية الابتدائية الدائمة بصفاقس في قضية استشهاد رئيس مركز الحرس الوطني بالشابة محمد بوفريخة
والعون صابر الغيضاوي وإصابة ثلاثة آخرين مساء يوم 15 جانفي الفارط بمدينة قصور الساف بالرصاص الحي بينما كانوا في طريقهم من المهدية إلى الشابة لمباشرة عملهم والتي تورط فيها كل من الملازم أول علي المولدي(قضي في شأنه ابتدائيا بالسجن 5 سنوات سجنا) وحافظ الأمن بهاء الدين علوان(قضي في شأنه ابتدائيا بالسجن 5 سنوات سجنا) وناظر أمن مساعد فتحي الدرويش(قضي في شأنه ابتدائيا غيابيا بالسجن 15 سنة) والعون علي الدماغ(قضي في شأنه ابتدائيا غيابيا بالسجن 15 سنة )العاملين بثكنة النظام العام بقصور الساف من أجل القتل العمد ومحاولة القتل العمد طبق احكام الفصلين 59 و205 من المجلة الجزائية، ولكن المتهمين المحالين بحالة فرار اعترضا على الحكم الغيابي وجلست الدائرة مجددا للنظر في القضية وقررت تأجيلها إلى جلسة يوم 30 أوت القادم بسبب تأخر رد الإدارة العامة لوحدات التدخل على طلب المحكمة مدها بتقرير حول نوعية السلاح والذخيرة التي كانت بحوزة المتهمين الاثنين يوم الواقعة. وكشفت الأبحاث المجراة في القضية أن رئيس مركز الحرس الوطني بالشابة وأربعة من أعوانه كانوا مساء يوم 15 جانفي 2011 على متن سيارة مدنية من نوع"بولو" عائدين من المهدية إلى الشابة لإعادة فتح مركز الحرس ولكن على مستوى مركز الأمن الوطني بقصور الساف استوقفهم عدد من المواطنين ممن استرابوا في أمر راكبيها خصوصا بعد أن شاهدوا أسلحة بين أرجلهم رغم استظهار سائقها الشهيد محمد بوفريخة والمتضرر جوهر الخياط ببطاقتيهما المهنية وعرفاهم بهويات بقية الافراد وبمكان عملهم إلا أن المواطنين منعوا السيارة من مواصلة السير وتولى بعض الاشخاص الاتصال بثكنة النظام العام بقصور الساف والاشعار عن وجود سيارة مشبوهة يحمل أفرادها أسلحة وبعد وقت قصير حلت بالمكان سيارة تابعة لوحدات التدخل بقصور الساف يستقلها عدد من الأعوان بينهم الملازم أول علي المولدي وحافظ الأمن بهاء الدين علوان وناظر أمن مساعد فتحي الدرويش والعون علي الدماغ. وبوصول السيارة الأمنية نزل منها ناظر أمن أول عبد العزيز سعيد وتمركز خلفها بينما تقدم المتهمون نحو سيارة أعوان الحرس ببطء وصاحوا نحو المدنيين"إبعدوا...إبعدوا.." ثم نحو سيارة الأمنيين"صوب.. عرف بنفسك.. صوب عرف بنفسك» دون أن ينزل منها أي أحد في المقابل وضع سائقها يديه فوق رأسه الذي كان مطأطا الى الاسفل ودون أن تصدر عن أي واحد منهم أفعال خطيرة ضد اعوان الأمن المذكورين أو ضد المواطنين الذين كانوا يطوقون السيارة من جميع الجهات وحتى فوق غطاء محركها ورغم ذلك فقد عمد المتهمون الى اطلاق وابل من الرصاص مباشرة نحو أعوان الحرس فأصابوا الشهيدين محمد بوفريخة في الرأس والعريف أول صابر الغيضاوي الجالس إلى جانبه في الوجه فأردوهما قتيلين في الحين كما أصابوا المتضرر الوكيل جوهر الخياط الراكب خلف السائق في كامل جسده وخاصة اسفل الجنب الايسر وأعلى الجنب الأيمن وكذلك في كعب الرجل اليسرى وأعلى الفخذ الأيسر كما أصيب المتضرر المذكور بعيار ناري من بندقية صيد مجهولة المصدر في كامل الظهر وأصيب المتضرر الوكيل النافع كمون الذي كان يركب بالكرسي الخلفي الأيمن للسيارة المدنية بطلقتين ناريتين من بندقية صيد احتكتا برأسه واحدة من الجهة اليمنى والاخرى باليسرى أما المتضرر الوكيل أول مرشد الفريخة فأصيب بحبات رش في الرأس صادرة من بندقية صيد مجهولة المصدر.