- علمت"الصباح" حصريا من مصادر حقوقية أن المحكمة العسكرية الابتدائية الدائمة بصفاقس باشرت أخيرا النظر في قضية استشهاد رئيس مركز الحرس الوطني بالشابة محمد بوفريخة والعون صابر الغيضاوي وإصابة ثلاثة آخرين مساء يوم 15 جانفي الفارط بمدينة قصور الساف بالرصاص على أيدي كل من الملازم أول علي المولدي(بحالة إيقاف) وحافظ الأمن بهاء الدين علوان(بحالة إيقاف) وناظر أمن مساعد فتحي الدرويش(بحالة فرار) العاملين بثكنة النظام العام بقصور الساف والمتهمين بالقتل العمد ومحاولة القتل العمد طبق احكام الفصلين 59 و205 من المجلة الجزائية. وقد تقدم محامو القائمين بالحق الشخصي والمتضررون في هذه الجلسة بإعلامات نيابة وطالبوا بإدخال الممثل العام لنزاعات الدولة في حق وزارة الداخلية فيما تقدم محامو الدفاع بمطلبي إفراج عن المتهمين الاثنين المحالين بحالة إيقاف غير أن المحكمة رفضت المطلبين وأصدرت بطاقة جلب في شأن المتهم المحال بحالة فرار. وكانت الأبحاث أنتجت أنه بتاريخ يوم14 جانفي 2011 وبسبب الاحتجاجات والاضطرابات وإثر تعرض بعض مراكز الحرس بولاية المهدية للحرق من طرف المحتجين على النظام السابق وكذلك حرق مركز الأمن الوطني بالشابة والتهديد بحرق مركز الحرس الوطني بذات الجهة تولى أعوان هذا المركز(الحرس)وهم المتضررون الوكيل أول مرشد الفريخة والوكيلان النافع كمون وجوهر الخياط والعريف أول صابر الغيضاوي الانتقال الى مقر منطقة الحرس الوطني بالمهدية بعد أن تولى رئيس المركز الملازم محمد بوفريخة تسخير احدى السيارات المدنية ونقل الاسلحة التي كانت بالمركز الى مقر منطقة الحرس بالمهدية على غرار بقية الوحدات. وفي صباح يوم 15 جانفي 2011 وبسبب الظروف الأمنية الاستثنائية وتنامي ظاهرة النهب والسرقة صدرت تعليمات أخرى بضرورة إعادة فتح مراكز الحرس الوطني المغلقة التي لم تتعرض للحرق، وتنفيذا لذلك وحوالي الساعة الخامسة مساء جمع رئيس المركز المرتدي للباس مدني أعوانه الذين كانوا مرتدين لأزيائهم النظامية وتسلم كل واحد منهم سلاحه الذي كان أحضره من مقر المركز وأمنه لدى العون المكلف بالأسلحة داخل مقر منطقة الحرس واستقلوا سيارة مدنية على ملك رئيس المركز نوع بولو 4 (بسبب تعرض السيارة الإدارية لحادث مرور وبقائها بورشة الاصلاح بسوسة منذ سنة 2009) وسلكوا طريق الشابة لمباشرة عملهم وذلك بحضور رئيس فرقة الأمن العمومي بمنطقة الحرس الوطني بالمهدية حينها الرائد محرز المير الذي لم يتول إعلام رئيس المنطقة المذكورة سابقا المقدم حاتم المرناوي بخروج تلك السيارة ولا التنسيق في شأنها مع القاعة الجهوية للحرس الوطني رغم إعلان حالة الطوارئ منذ مساء يوم 14 / 01 / 2011 خصوصا أن كل راكبيها كانوا يحملون أسلحتهم. حواجز متعددة وبمرور السيارة بمدينتي الرجيش وقصور الساف استوقفتها مجموعة من المدنيين الذين كانوا يحرسون عدة أماكن سمحوا لها بالمواصلة ولكن بوصولها الى الحاجز الرابع الموجود على مستوى مركز الأمن الوطني بقصور الساف استوقفها عدد آخر من المواطنين ممن استرابوا في أمر راكبيها خصوصا بعد أن شاهدوا أسلحة بين أرجلهم رغم استظهار سائقها محمد بوفريخة وجوهر الخياط ببطاقتيهما المهنية وعرفاهم بهويات بقية الأفراد وبمكان عملهم إلا أن المواطنين منعوا السيارة من مواصلة السير وتولى بعض الاشخاص الاتصال بثكنة النظام العام بقصور الساف والاشعار عن وجود سيارة مشبوهة يحمل أفرادها أسلحة. وبعد وقت قصير حلت بالمكان سيارة تابعة لوحدات التدخل بقصور الساف يستقلها عدد من الأعوان بينهم الملازم أول علي المولدي وحافظ الأمن بهاء الدين علوان وناظر أمن مساعد فتحي الدرويش. وبوصول السيارة نزل منها ناظر أمن أول عبد العزيز سعيد وتمركز خلفها بينما تقدم المتهمون الثلاثة نحو سيارة أعوان الحرس ببطء وصاحوا نحو المدنيين"إبعدوا...إبعدوا..وصوب.. عرف بنفسك.. صوب عرف بنفسك» إلا انه لم ينزل منها أي أحد حينها وضع سائقها يديه فوق رأسه الذي كان مطأطأ الى الاسفل ودون أن تصدر عن أي واحد منهم أفعال خطيرة ضد أعوان الأمن المذكورين أو ضد المواطنين الذين كانوا يطوقون السيارة من جميع الجهات وحتى راكبين فوق غطاء محركها ورغم ذلك-وحسب ما ورد بقرار ختم البحث الذي أجراه حاكم التحقيق العسكري بالمحكمة العسكرية الدائمة بصفاقس- فقد عمد المتهمون الثلاثة الى اطلاق وابل من الرصاص مباشرة نحو أعوان الحرس فأصابوا رئيس مركز الحرس الوطني بالشابة محمد بوفريخة في الرأس والعريف أول صابر الغيضاوي الجالس إلى جانبه في وجهه فأردوهما قتيلين في الحين كما أصابوا الوكيل جوهر الخياط الراكب خلف السائق في كامل جسده وخاصة أسفل الجنب الأيسر وأعلى الجنب الأيمن وكذلك في كعب الرجل اليسرى وأعلى الفخذ الأيسر كما أصيب المتضرر المذكور بعيار ناري من بندقية صيد مجهولة المصدر في كامل ظهره وأصيب المتضرر الوكيل النافع كمون الذي كان يركب بالكرسي الخلفي الأيمن للسيارة المدنية بطلقتين ناريتين من بندقية صيد احتكتا برأسه واحدة من الجهة اليمنى والأخرى باليسرى فأصابته حالة شديدة من الهلع والخوف فنزل من السيارة وألقى سلاحه دون أن يستعمله أمام أعوان وحدات التدخل المشهرين أسلحتهم نحوه ورفع يديه عاليا صائحا «راني حرس.. راني حرس» ولم يسلم من الطلق الناري المتتالي والكثيف الذي أصدره المتهمون الثلاثة من أسلحتهم أما الوكيل أول مرشد الفريخة فأصيب بحبات رش في رأسه صادرة من بندقية صيد مجهولة المصدر قبل أن يهرب نحو أحد المنازل حيث تعرض للاعتداء بالعنف من طرف عدد من المواطنين. إنكار التهم وقد نفى المتهمون هذه التهم رغم اعتراف اثنين منهم بإطلاق النار على السيارة"المشبوهة"، فقد أنكر المتهم الملازم اول علي المولدي ما نسب اليه مشيرا إلى أنه توجه ومرافقوه الى الحاجز المقابل لمركز الأمن الوطني بقصور الساف وبوصولهم على بعد حوالي 30 مترا من السيارة المدنية صاح بأعلى صوته «سلم نفسك شرطة» عدة مرات وكان الضوء الأحمر الرفاف للسيارة الادارية في حالة اشتغال غير أن ركاب تلك السيارة المدنية لم يمتثلوا لطلبه وحاول سائقها اجتياز الحواجز بقوة عندها تولى رفقة العونين بهاء الدين علوان وفتحي الدرويش اطلاق النار في الهواء لاجبارهم على التوقف إلا أن ركاب السيارة المدنية اطلقوا النار بصفة مكثفة مما جعل المواطنين الذين كانوا يشكلون حاجزا ينبطحون أرضا فظن أن عددا منهم أصيب جراء ذلك حينها عمد رفقة العونين المذكورين بهاء الدين وفتحي الى تصويب بنادقهم نوع شطاير كل من الجهة التي كان فيها نحو السيارة المدنية مباشرة وأطلقوا جملة من الأعيرة النارية على راكبيها فتوقفت إثر ذلك السيارة ونزل منها أحد راكبيها الذي كان يرتدي زيا نظاميا تابعا للحرس الوطني وهو يرفع يديه الى الاعلى ويحمل بها سلاحه نوع شطاير ثم سلم نفسه. أما المتهم حافظ الأمن بهاء الدين علوان فقد أنكر بدوره ما نسب اليه وسرد نفس الأقوال التي أدلى بها الملازم أول علي المولدي، مضيفا انه كان على المسؤول على تلك المجموعة إعلام قاعة العمليات بنوعية تلك السيارة وساعة مغادرتها لمقر المنطقة لتكون جميع الدوريات على بينة من أمرها وهو ما لم يحصل في قضية الحال مما جعلهم يعتقدون أنها سيارة مشبوهة. بدوره ذكر المتهم فتحي الدرويش وقائع الحادثة كما جاءت في اعترافات زميليه السابقين، وبالتوازي نفى أن يكون اطلق النار من سلاحه(بندقية نوع شطاير). صابر المكشر