بعد التّحرك الاحتجاجي العنيف وغير المسبوق الذي شهدته مدينة سيدي بوزيد يومي 27 و28 أكتوبر الفارط وأفضى إلى حرق العديد من المؤسّسات العموميّة والمقرات الأمنيّة حيث بلغت الخسائر الجمليّة وفق الإحصائيّات الرسميّة الصّادرة في الغرض 4 مليارات عادت صباح أمس أعمال الشّغب والتّخريب مجدّدا لتطفو على ساحة الأحداث على خلفيّة التّأخير في صرف المستحقّات الماليّة لعملة الحضائر المتعلّقة بالشّهرين الماضيين. الإحتجاجات الّتي ذكّرت الأهالي بأجواء ثورة 17 ديسمبر 2010 إنطلقت في حدود السّاعة التّاسعة من صباح أمس الخميس بقطع مداخل الأنهج والطريق الرئيسيّة المؤدّية إلى قفصة بواسطة الحجارة والقضبان الحديديّة والحاويّات الخاصة بوضع القمامة ممّا تسبّب في شلّ سير حركة المرور بصفة كليّة لبضع ساعات بالإضافة إلى إنتزاع العلامات المروريّة والإشهاريّة وتهشيم الفوانيس الكهربائيّة وأبواب ونوافذ مركز الولاية بعد رشقها بالحجارة الأمر الذي أجبر أعوان الأمن على إطلاق الغازات المسيّلة للدّموع خاصّة أمام إصرار المحتجّين على إقتحامها بالقوّة وإضرام النّار فيها بعد حرق الإطارات المطّاطيّة داخل الرّواق الخارجي لمقرّ الولاية وإتلاف بعض التجهيزات الموجودة بمكتب الإستقبال، ونظرا لهذه التطوّرات الميدانيّة الخطيرة وتنامي وتيرة الإحتجاجات بنسق تصاعديّ ملفت للإنتباه خاصّة في ظلّ تزايد أعداد الوافدين على ساحة الثّورة بمدينة سيدي بوزيد قامت وحدات فرقة التّدخّل وعناصر من الجيش بحماية مقرّ المؤسّسة المذكورة وإحباط العمليّة التخريبيّة التي كانت تستهدفها. و أسفرت أحداث الأمس كذلك عن تكسير عدد من السيّارات الإداريّة التّابعة لمنطقة الأمن الوطني علاوة على اقتحام مقر المكتب المحلي لحركة النهضة وإتلاف كافة الوثائق والوسائل الخاصّة بالعمل قبل أن يقوم أحد المتظاهرين بانتزاع اللافتة الإشهاريّة للحركة ورميها أمام مقر الولاية.