شكل المهرجان الوطني للمسرح بدور الثقافة والشباب في دورته الأخيرة التي تختتم اليوم ببنزرت مناسبة هامة للقاء والحوار والمشاركة في العمل الثقافي والمسرحي مثلما راهنت على ذلك هذه الدورة التي عرفت مشاركة الفرق المتوجة على مستوى إقليمي ممثلة لخمس مؤسسات ثقافية وشبابية وهي دور الشباب لكل من سيدي سالم بمسرحية "حرقة على المباشر" ودار الثقافة العوينة بالعصمة بعرض "عطيل" وعرض " مدرسة الديكتاتور" للمركب الثقافي بصفاقس و"مخاض" لنفس المؤسسة بقصور الساف و"سوس" لشباب فريانة ليكون الاختتام في سهرة اليوم بعرض لشعبة النهضة التمثليلة ببنزرت. فكانت هذه التظاهرة التي انطلقت منذ يوم الخميس الماضي بمثابة مجال للبحث المسرحي والعرض الخلاق وفضاء للتجربة والاقتراح وتطارح الأفكار بين المحفزة على النهوض بالعمل المسرحي وتنميته بالمؤسسات الثقافية والشبابية إلى حد أن العروض المشاركة اعتبرت بمثابة توثيق وقراءة نوعية لمرحلة هامة ومصيرية في تاريخ المسرح وتونس على السواء وذلك بفضل ما أفرزته الثورة وشهدته المرحلة التي تلتها من ظهور أنماط ورؤى وتقنيات جديدة في الفن الرابع تقطع من حيث المضمون والشكل مع المنظومة السائدة في الساحة في السابق.
والهام في هذا المهرجان أنه فضلا عن العروض المسرحية بمعدل عرضين على امتداد ثلاثة أيام فسح المجال لتنظيم تربصات حول جدلية المسرح و"الجسد والتعبير الجسماني والحضور الركحي" أشرف عليها المسرحيان محمد الحبيب المنصوري وحافظ زليط.