المتّهم نال 10 سنوات سجنا.. و المتضرّر ظلّ مشرّدا و«لجنة التّصرّف» تماطله لم يترك"الطرابلسية" ميدانا إلا واقتحموه للاستثراء أكثر وجمع المال جمعا، إذ كان كل همهم"تفريخ" الرصيد البنكي، ولأجل ذلك ضربوا عرض الحائط بكل القوانين و"طوّعوا" مصالح الديوانة والأمن والقضاء لخدمة وحماية مصالحهم و تعاملوا مع حرفائهم ب"حقرة" تنم عن انحطاط أخلاقهم وتجبّرهم وطغيانهم في الأرض.. فكم من حريف لهم زجوا به في السجن.. وكم من حريف أرغموه تحت التهديد بالعنف على الإمضاء على صكوك وكمبيالات تتضمن مبالغ مالية خيالية(قضايا منشورة أمام المحاكم).. وكم من حريف أفلسوه وحولوا حياته إلى جحيم.. فلا أمن ولا قضاء ولا غيرهما قادر على التصدي لزحفهم على الأخضر واليابس.. فكل أجهزة الدولة كانت مجندة لخدمتهم والتقرب منهم.. صابر بن صالح البوغانمي تاجر فريب كان يعيش حياة هادئة رفقة عائلته..يكد ويجدّ من أجل لقمة العيش إلى أن شاءت الظروف أن تلقي به أمام محمد الناصر الطرابلسي شقيق زوجة المخلوع..يقول صابر:"لقد سيطر"الطرابلسية" و"آل بن علي" على سوق الملابس المستعملة، إذ كانوا يوردون الحاوية تلو الأخرى بتسهيلات ديوانية فيما تقهقر نشاط بقية تجار الجملة بسبب التضييقات الديوانية، ولذلك أصبح جل تجار"الفريب" بالتفصيل يتعاملون مع"الطرابلسية" و"آل بن علي" فتعرفت عام 2006 على محمد الناصر الطرابلسي الذي كان يملك معملا بالمكناسي ومستودعات بالحفصية، وتعاملت معه مكرها، وفي عام 2008 طلب مني ضرورة الترفيع في قيمة التعامل التجاري وتسليمه 85 ألف دينار ثم 35 ألف دينار أو الانقطاع عن تزويدي فكان أن وفرت له المبلغ المطلوب بعد أن اقترضت من زملائي وأقاربي واتفقنا على أن يرسل لي من حين إلى آخر شاحنة ملابس مستعملة لكن دون أن يسلمني أية وثيقة ضمان". «قلبة» والقانون يحميه وأضاف محدثنا:"فوجئت بمحمد الناصر الطرابلسي يتنكر للاتفاق ويمتنع عن تزويدي رغم اتصالاتي به، فسلمت أمري لله لعجزي عن التشكي به إلى أن فوجئت به عام 2010 يرسل لي شاحنة بها كمية من الملابس المستعملة ويتصل بي هاتفيا ويعتذر عن التأخير ويؤكد لي حرصه على خلاصي ثم اتصل بي مجددا بعد أربعة أيام وطلب مني المجيء فتوجهت إلى مكتبه بالعاصمة". «ما انحبش ناكل عرق العباد»!! توجه صابر فعلا إلى مكتب محمد الناصر الطرابلسي حيث التقى به فكانت المفاجأة ، يقول محدثنا:" عندما التقيته اعتذر لي مجددا عن التأخير في تزويدي بالبضاعة وقال لي حرفيا:"ما انحبش ناكل عرق العباد" ثم أعلمني أنه قام بتوريد 40 حاوية ووصولها إلى ميناء رادس وطلب مني أن أسلمه 80 ألف دينارليتسنى له خلاص الآداءات القمرقية على أن يزودني بالبضاعة وهو ما دفعني إلى التداين مجددا وبيع منزلي الكائن بالمحمدية وتوفير المبلغ المطلوب مقابل اشتراطي عليه تسليمي ضمانا في كل المبالغ التي سلمتها له فسلمني صكين يتضمن كل واحد منهما مبلغ مائة ألف دينار، غيرأنه تراجع عن الاتفاق وامتنع عن تزويدي بالبضاعة كما رفض إرجاع الأموال التي سلمتها له، بل وهدّدني بالسجن والقتل إن تجرأت وصرفت الصكين". أمراض و تشرّد وأكد محدثنا أن حياته انقلبت رأسا على عقب وأصبح عاطلا عن العمل وأصيب بثلاثة أمراض مزمنة بسبب"الحقرة" التي مورست عليه من شقيق زوجة المخلوع، وبقدوم الثورة استرجع الأمل في الحياة ، وبعد سلسلة من الجلسات حكمت المحكمة لفائدته وحصل على حكم في إلزام محمد الناصر الطرابلسي بدفع قيمة الصكين، إضافة إلى سجنه لمدة عشرة أعوام ولكن بما أن مكتسبات شقيق زوجة المخلوع مصادرة فقد توجه إلى لجنة المصادرة للمطالبة بتطبيق عريضة الأمر بالدفع الصادرة عن المحكمة الابتدائية بتونس غير أنها طلبت منه الاتصال بلجنة التصرف. وهنا قال محدثنا:"باتصالي بلجنة التصرف لم ألق سوى"التصريف" والمماطلة وظلت حقوقي مهضومة وبقيت عاجزا عن تنفيذ حكم قضائي بات، لذلك أطالب رئيس وأعضاء هذه اللجنة بتطبيق القانون وتنفيذ الحكم فيكفيني ما عشته من قهر في عهد المخلوع وزبانيته وما عانيته لسنوات".