مازالت حامة الجريد ترزح تحت طائلة النقائص وهشاشة البنية الأساسية إن لم نقل انعدامها ولئن شهدت هذه المنطقة المحرومة و المهمشة انجاز مشروع تركيز قنوات التطهير بحي محارب فإن هذا المشروع بات نقمة على المتساكنين من جراء المياه المتعفنة والروائح الكريهة التي تنبعث من القنوات ؛ و ترجع أسباب ذلك حسب رأي العديد من المتساكنين لعدم تركيزها على أسس صحيحة. وقد أثار عديد الفلاحين موضوع الآبار التي جهزت وتضاءل منسوبها ويطالبون بتعويضها بآبار جديدة حتى يتم القضاء على معضلة العطش التي باتت تهدد أشجار النخيل ؛ لقد كانت حامة الجريد في السابق تشتهر بخضرواتها وغلالها على غرار القناوية والفلفل والبطيخ والفقوس حتى إن أهالي توزر كانوا يتحولون خصيصا إليها للتبضع من مثل هذه الخضروات والغلال ويستحمون في حماماتها ذات المياه المعدنية الكبريتية. الحمامات و المردود الاقتصادي وكانت الحمامات مصدر رزق لمئات من الشباب لمساهمتها في بعث حركية تجارية واقتصادية هامة ؛ولئن تميزت حامة الجريد بتعدد منابع مياهها الاستشفائية إلا أن غلق أغلبها واستعمال البعض منها في عمليات الري أدى إلى شحها وخلق انتكاسة اقتصادية باعتبارها كانت قبلة لعديد الزوار من تونس وخارجها فاستفحلت البطالة في صفوف الشباب كما استفحل الفقر والخصاصة في صفوف المتساكنين لغياب فرص التشغيل. المشاكل العقارية ويعتبر المشكل العقاري بحامة الجريد من أبرز العوائق التي تقف حاجزا أمام تحريك عجلة التنمية بهذه المنطقة رغم وجود نوايا استثمار لاسيما في مجال تركيز محطات استشفائية؛ لكن المشاكل العقارية هي المكبل الأول أمام التجسيد وبالتالي القضاء على آفة البطالة والفقروالتهميش. ومن الغريب أن البلدية لا تستطيع التصرف في العقارات إلا بالعودة إلى المصالح المعنية وهي عاجزة عن اقتناء الأراضي لمحدودية إمكانياتها. صرخة الشباب الحامي يطلق شباب حامة الجريد صرخة فزع لتردي الأوضاع بمنطقتهم في ظل غياب فرص التشغيل والفضاءات الترفيهية وغياب تام لفروع الإدارات الجهوية على غرار الحماية المدنية أوالصوناد أو الستاغ ؛ أضف إلى ذلك غياب فرع بنكي بالجهة مما يضطرهم للتنقل إلى مركز الولاية بتوزر لقضاء أبسط الضروريات. أما عن القطاع الصحي فحدث ولا حرج، فقد كان في الحسبان بعث معتمدية بحامة الجريد خلال العهد السابق لكن الوعود ظلت أوهاما ومسكنات أقضت مضاجع الشباب الذي كان يمنّي النفس بهذه الإضافة ظنا من الجميع أنها ستساهم في توفير حد أدنى من مقومات حامة الجريد الأساسية؟ الفلاحون بين مطرقة غلاء مياه الري وسندان شح الآبار ويرجع فلاحو حامة الجريد إشكالية ارتفاع كلفة الري بالواحات وعدم تجدد أصول النخيل مما تسبب في تراجع الانتاج من التمور وجودته وهو ما انعكس سلبا على دخل الفلاحين وعن أوضاعهم الاجتماعية. وتبقى المشكلة التي استعصى حلها تتمثل في كلفة الساعة الوحيدة لمياه الرّي التي تقدر ب6 دنانير في ظل ضعف إمكانيات الفلاح وعدم تدخل المجامع المائية للحد من الارتفاع الصاروخي لهذه المياه وهو ما جعل الديون تتراكم دون سدادها. أما المشاكل الأخرى فإنها تتلخص في عزوف الشباب عن العمل الفلاحي والتوجه نحو العمل بحضائر البناء أو البطالة . 700 ألف دينار لإنجاز عدة مشاريع بدقاش تواجه بلدية دقاش صعوبات كبيرة لإنجاز جملة من المشاريع المتعلقة بالتنويرالعمومي والتطهير وتعبيد الطرقات لعدد هام من الأحياء ذات الكثافة السكانية رغم الدعم الاستثنائي الذي تحصلت عليه والمقدر ب140 ألف دينار ؛ وفي مقابل ذلك أقدمت بلدية المكان على تخصيص 700 ألف دينار لإنجاز عدة مشاريع أهمها التنوير العمومي بالشارع الرئيسي للمدينة وتهيئة الملعب الجديد واقتناء معدات للنظافة ومنها آلة جارفة وحاويات ولكن رغم انطلاقها في انجاز هذه المشاريع إلا أن البلدية تعاني من محدودية مواردها الذاتية حتى تتمكن من تقديم أفضل الخدمات للمتساكنين حيث أن العديد من الإحياء مازالت إلى الآن تحتاج للتطهير وتعبيد الطرقات إضافة إلى ضعف أسطول النقل الخاص بالنظافة ؛ فمحدودية مواردها ترجع لكونها لا تملك رصيدا عقاريا من شأنه أن يوفر لها عائدات مالية فهي تعول فقط على تدخلات الدولة في مجال برامج تهيئة الإحياء الشعبية . البلديات والديون وفي جانب آخر يذكرأن ديون بلديات ولاية توزر تجاوزت 8 ملايين دينار؛ ولمساعدتها على الإيفاء بمصاريفها وسداد ديونها ومجابهة الصعوبات التي أعاقت سير عملها العادي تحصلت على دعم استثنائي قدره مليون و840 ألف دينارمنها 800 ألف دينار لبلدية توزر و300 ألف دينار لبلدية نفطة و140 ألف دينار لبلدية دقاش و150 ألف دينار لبلدية حامة الجريد و200 ألف دينار لفائدة بلدية تمغزة فيما تحصل المجلس الجهوي على دعم قدره 250 ألف دينار؛ فهل تساعد هذا الدعم على إزالة القمامة والمزابل المنتشرة بكافة أرجاء ربوع الجريد.