رفع الحراسة الأمنيّة على المقرّ الرّسمي للهيئة العليا علمت "الصباح" من مصادر مطلعة من داخل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات انه تم تكليف عدول تنفيذ بمطالبة الهيئات الجهوية "المتخلية" بتسليم المقرات الجهوية للحكومة. و قالت ذات المصادر أن هذه المطالبة صاحبتها تهديدات من السلط المحلية بإخلاء هذه المقرات بكل ما تحتويه من قاعدة معلوماتية وتجهيزات الأمر الذي دعا بعض أعضاء من الهيئة بوصف هذه الخطوة " بالعمل المشبوه" موضحة انه " من غير المنطقي أن يتم تسليم المقرات للحكومة في حين أنه كان من المفروض أن يتم بين الفريق المتخلي والفريق الجديد المنوط بعهدته تنظيم انتخابات مستقلة". كما تم أيضا رفع الحراسة الأمنية على المقر الرسمي للهيئة العليا المستقلة للانتخابات. ورأت مصادرنا"ان تسليم مقرات الهيئات الجهوية ان تم للحكومة- من شأنه أن يولد قطيعة بين الهيئتين، ولن يخدم المسار الانتخابي وسيجعل مسألة اجراء انتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية وشفافة أكثر عسرا حيث ستخسر الهيئة الجديدة كل رصيد نجاح الهيئة المتخلية والتي حازت على ثقة الناخب ورضا مختلف الملاحظين على المستوى الوطني والدولي". وبينت نفس المصادر أنه من المنتظر أن يعقد أعضاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات اجتماعا طارئا غدا الجمعة سيتم خلاله اتخاذ عدد من القرارات الحاسمة خاصة بعد تقديم الحكومة لمشروع قانون يضرب استقلالية الهيئة التي تشرف على الانتخابات القادمة. وذكرت نفس المصادر أن" القول بأن الهيئة قد انتهت وتم حلها نهائيا أمر غير صحيح فلا يمكن حلها إلا عند نشوء هيئة جديدة". وأشار الى أن الهيئة الحالية ترفض التفويت في مقراتها في انتظار تكوين الهيئة الجديدة التي يحق لها تسلم هذه المكتسبات التي ستساعدها على إنجاح عملها". إلغاء الهيئات الفرعية ومازال مشروع الهيئة الوطنية للانتخابات يثير الكثير من الاسئلة اذ اعتبر عدد من المتابعين" إن أكبر خطأ ممكن ارتكابه في حق المسار الانتخابي المقبل هو محاولة التخلي عن الهيئات الفرعية الفاعلة والقوية والمكونة من شخصيات عامة من المجتمع المدني مسيسة وغير متحزبة ومحترمة جدا في الجهات التي تنتمي لها ( رابطة حقوق الانسان واتحاد الشغل وعدول اشهاد ومحامين عدول تنفيذ وقضاة..) ومكنت من حل عديد الاشكاليات التي طرأت مع القائمات المرشحة وحتى مع المواطنين حيث لم يتجرأ أحد على الاقتراب من أية هيئة فرعية طيلة انتخابات 23 أكتوبر نظرا للثقل المعنوي لأعضائها وتأثيرها على المواطنين في مناطقهم رغم تواتر عمليات "ديقاج" الشهيرة في جميع المناطق لطرد المسؤولين الجهويين". وبين المتابعون" أن الهيئات الفرعية عنصر توازن مع سلطات الهيئة المركزية الواسعة في الانتخابات الفارطة ومن المفضل أن تلعب نفس الدور في المستقبل مع مجلس الهيئة ومع الجهاز التنفيذي. كما أن التخلي عن الصبغة النضالية لأعضاء الهيئات الفرعية التي تجعلهم لا يخشون السلطات الجهوية وتعويضهم بمجرد موظفين مجبرين على تطبيق الأوامر خشية معاقبتهم أو حتى طردهم... من شأنه أن يضر بالعملية الانتخابية وأن يزرع الشكوك حولها". رسالة الرحموني وفي سياق متصل علمت " الصباح" أن عضو الهيئة زكي الرحموني قد دعا كمال الجندوبي إلى عقد اجتماع طارئ لتدارس وضع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. وجاءت دعوة الرحموني من خلال رسالة داخلية خاصة باعضاء الهيئة تحصلت "الصباح" على نسخة منها وهذا نصها: "السيد رئيس الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات السيدة نائبة الرئيس السيد الكاتب العام الزميلة والزملاء الأعضاء بعد تحيتكم جميعا لئن كنت من المؤمنين بقول الحكيم فيثاغورس "لا تُحافظ على الأمل فيما لا يُؤمَلُ منه" فإنني أجد أنه من واجبي تذكيركم وتذكير نفسي بالواجب المحمول على الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات بتنفيذ أمر دعوة الناخبين عدد 1086 لسنة 2011 في فصله السابع والذي ينص على ما يلي: الفصل 7: الوزير الأول والوزراء وكتاب الدولة والهيئة العليا المستقلة للإنتخابات مكلفون كل فيما يخصه بتنفيذ هذا الأمر الذي ينشر بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية واعتبارا لتنصيص الفصل السادس من ذات الأمر المذكور أعلاه على ما يلي: الفصل6: يجتمع المجلس الوطني التأسيسي بعد تصريح الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات بالنتائج النهائية للإقتراع ويتولى إعداد دستور للبلاد في أجل أقصاه سنة من تاريخ انتخابه. وباعتبار الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات مكلفة بتنفيذ الأمر المشار إليه أعلاه وفي غياب نص رسمي مثبت لتعهد لا يدع مجالا للشك من قبل المجلس المنتخب وفق ذات الأمر فإنني أدعو السيد رئيس الهيئة للدعوة لإجتماع عاجل للهيئة يتخذ قرارا بمراسلة المجلس الوطني التأسيسي ودعوته لاتخاذ قرار رسمي لا لبس فيه بإعداد دستور البلاد في أجل أقصاه 23 أكتوبر 2012. ودون التذكير بأن اللحظات المفصلية في التاريخ لا تحتمل الإنتظارية ومع تقديري واحترامي لكم جميعا ارتأيت أن تكون رسالتي هاته مفتوحة كي تكون معلومة ولا يطويها النسيان كسابقاتها المغلقة."