اعتبر شكري بلعيد الناطق الرسمي باسم حركة الوطنيين الديمقراطيين في تقييمه للوضع الراهن أنه وضع تعمقت فيه البطالة كما تعمقت فيه صعوبة العيش في ظل غياب أدنى قرار سياسي مشيرا إلى أن حركة الوطنيين الديمقراطيين تصف الحكومة الحالية بأنها قامت بالتفاف على الثورة وهي معادية للشعب ولمصالح طبقاته. كان ذلك أمس خلال ندوة صحفية التامت بأحد نزل العاصمة قصد عرض ابرز توجهات المؤتمر التأسيسي التوحيدي المزمع انعقاده أيام 31 من الشهر الجاري و1 و2 سبتمبر القادم على أن يكون الافتتاح بقصر المؤتمرات بالعاصمة. ورغم أن اللقاء كان شعاره "جميعا من اجل مؤتمر تأسيسي موحد للتيار الوطني الديمقراطي" فان النقاش تناول أيضا الوضع الاجتماعي وحالة الاحتقان التي تمر بها عدد من ولايات الجمهورية. واوضح بلعيد في هذا السياق أن الحكومة لا تريد معالجة الملفات الحارقة، وعوض أن تنكب على معالجة محاور أساسية على غرار معضلة التشغيل فإنها تعمل على تعيين 81 وزيرا وكاتب دولة. من جهة اخرى تطرق بلعيد إلى الاعتداء الذي شنته قوات الأمن عبر استعمالها للغاز المسيل للدموع على المحتجين في منطقة زعفرانة من ولاية الكاف (جراء احتجاجهم على عدم توفر الماء الصالح للشراب على مدار سنة ونصف) مما أسفر عن اعتقال 4 منهم. اعتداء على الحريات وأشار بلعيد إلى أن الاعتداء على الحريات بلغ حد محاكمة النقابيين والتي تمثل استهدافا للطبقة العامة وللاتحاد العام التونسي للشغل فضلا عن الاعتداء على النشطاء السياسيين والنقابيين والمبدعين. كما أبدى استياءه بشان التعويض للمساجين السياسيين معتبرا أن التعويض الذي يبلغ أكثر من ألف مليار كحد أدنى يصبح غنيمة ولا سيما أن البلاد تشكو تفاقم البطالة فضلا على آن عائلات الشهداء والجرحى تعيش أوضاعا مزرية. أما في ما يتعلق بالمؤتمر التأسيسي الموحد المزمع انعقاده في الأيام السالفة الذكر بين بلعيد إلى أن الجهود منكبة اليوم صلب التيار اليساري على تجاوز حالة تنظمه القديمة في اتجاه تقديم حزب لعموم التيار الديمقراطي. وقد تم للغرض خوض نقاشات واسعة حتى يتسنى تشكيل تيار يساري منحاز لعامة الشعب. واضاف انه انبثق عن الندوتين الوطنيتين أيام 10 جوان الفارط و14 و15 جويلية الماضي 21 لائحة تتعلق بمختلف أوجه حياة الشعب مشيرا إلى أن وحدة التيار الديمقراطي تكمن في حزب سياسي مندمج ويطرح البديل حتى يتسنى القطع مع الاستبداد والفساد وبناء القرار الوطني المستقل. وأضاف أن المؤتمر يمثل مسارا توحيديا ولا يزال مفتوحا أمام الكفاءات الوطنية التي ترغب في الالتحاق بمسار التوحيد لأنه مؤتمر الوحدة ومؤتمر التوافق لعموم الوطنيين الديمقراطيين. آثار تعذيب تجدر الإشارة إلى انه تم التطرق خلال هذا اللقاء إلى مسالة محاكمة النقابيين. وقد أوضح محمد جمور المنشق عن حزب العمل الديمقراطي أن آثار التعذيب كانت واضحة على عديد النقابيين وما رفض النيابة عرض المتهمين على الفحص الطبي إلا عزما منها على طمس معالم الجريمة رغم أن الفصل 13 مكرر من المجلة الجزائية يمنح حق عرض المتهمين على الفحص الطبي.