أفضت الجلسة الثانية لمجلس الشورى لحركة النهضة المنعقدة مؤخرا عن استكمال انتخاب الخمسين عضوا المتممين لتركيبة المجلس وبعد التداول حول المحدّدات الكبرى لهذا الاختيار وطبقا للفصول 20 و 21 و 22 و40 من القانون الأساسي أصبح العدد الجملي للأعضاء 150 عضوا. وللحديث عن المجلس الجديد للحركة اتصلت «الصباح الأسبوعي» بالأستاذ أعلية العلاني أستاذ في التاريخ وخبير في الحركات الإسلامية حيث قدم قراءة في التركيبة الجديدة لهذا الهيكل. تحدث العلاني في مستهل حديثه عن دور مجلس الشورى في حزب حركة النهضة حيث قال:»يصعب على التركيبة المنتخبة والمعينة للمجلس ان تقوم بدور السلطة التشريعية المستقلة، فالغرض من توسعته هو الإعداد إلى الانتخابات القادمة. أمر آخر لا يقل أهمية عن الأول هو موقع المرأة فيه حيث اعتبرت الضحية رقم واحد في التركيبة الجديدة للمجلس وهذا ما صرحت به العديد من النهضويات في إحدى الصحف الأسبوعية فنسبة المراة المنتخبة في المجلس 7 % وقد بلغت بعد ذلك حوالي 14 % بالتعيين». ويؤكد أعلية العلاني أن المجلس لا يكون صاحب القرار بحق في التوجهات العامة للحزب لان سلطة القرار في الحركات الإسلامية حسب اعتقاده تبقى بيد المكتب التنفيذي المعين رغم أن تزكيته (أي المكتب التنفيذي) لا تعطيه صفة الهيكل المنتخب. اي حزب سياسي؟ ويقول محدثنا:»لا تزال التركيبة الحالية لمجلس الشورى تحافظ على الحراك القديم الذي لم يقنع بعد بتحول الحركة الى حزب،واعتقد ان القانون الاساسي والنظام الداخلي للحركة لا يتلاءم مع معطيات حزب سياسي. ان التيار الاصلاحي داخل النهضة اصبح في تراجع مؤخرا بعد بروز قضية التعويضات وهو ما يؤكد ان مؤشر الاصلاح والديمقراطية داخلها محدود جدا بل وتراجع عما كان عليه منذ الاشهر الاولى للثورة. كما ان الشخصيات التي اضيفت اغلبها نكرة اجتماعيا حيث لم تتضمن الزيادة شخصيات لها وزن على المستوى الوطني. يبدو ان الحركة قد شغلتها مغانم الحكم كثيرا وهذا ربما يكون اكبر عائق في طريقها نحو اصلاح حقيقي لان الاخطا بدات تتكاثر بوتيرة سريعة في الاونة الاخيرة من قضية البغدادي المحمودي الى التعويضات ومشروع الهيئة المستقلة للانتخابات والهيئة العليا المستقلة للقضاء مرورا بعدم السيطرة على موجة الغلاء في الاسعار المتواصلة الى اغراق البلاد باحزاب سلفية تجاهر بمعاداتها للديمقراطية «. غير قادر على.. ويواصل العلاني الخبير في الحركات الاسلامية حديثه بالقول :»على ضوء النقاط التي ذكرتها انفا حول المجلس وتركيبته فلا اعتقد انه قادرعلى اتخاذ قرارات تهم الحركة ومواقفها من الاحداث الراهنة التي تمر بها بلادنا ولا هو قادر على الزام القيادة التنفيذية بتغيير جذري لسياستها الحالية التي تسير نحو افق مسدود».