غص المسرح الأثري بقرطاج ليلة 7 أوت الجاري بجماهير شبابية جاءت خصيصا لمتابعة النجم الايفواري الثائر تيكن جاه فاكولي، الذي يزور بلادنا لأول مرة. وافتتحت مجموعة "عازفي الريقي ومريدي بوب مارلي"، العائدة مجددا لحفلاتنا التونسية سهرة أول أمس في قرطاج في حدود الحادية عشرة ليلا على أنغام أشهر أغاني ملك الريقي بوب مارلي فرددوا صحبة الحضور التونسي الممزوج بجماهير من أبناء إفريقيا وأوروبا المقيمين ببلادنا من طلبة ودبلوماسيين وموظفين أغاني أسطورة الريقي على غرار"I made a mistake" و"jammin " و"no more trouble" وغيرها من الأغاني التي نادت بالسلام ونبذ العنصرية ونشر الحب بين جميع الشعوب.. الجمهور الذي واكب السهرة بلباسه وتسريحاته المستوحاة من ملك الريقي غنى منفردا بعض المقاطع لأغاني بوب مارلي قبل اعتلاء مريدوه ركح المسرح، لعّل أبرزها رائعته"Rasta man vibration" أو"اهتزاز رجل الرستفاري" والتي حققت أرقاما قياسية في حياة المطرب وتوجته كأهم نجم في العالم الثالث وترمز هذه الأغنية لعقيدة بوب مارلي الدينية حيث انظم لشباب سود يعتبرون إفريقيا مهدا للبشرية تأثرا برؤية الزعيم الجامايكي ماركوس كارفي. على أجواء الإيقاعات الإفريقية، رقص رواد الدورة 48 لمهرجان قرطاج طيلة ليلة أوّل أمس وعلى وجوهم علامات الارتياح والفرح فكانوا متعطّشين للسهر في ظل الأجواء المتوترة التي تشهدها البلاد منذ أكثر من سنة. ومع انتهاء فقرة "عازفي الريقي ومريدي بوب مارلي" في حدود منتصف الليل ونصف تعالت أصوات الجماهير الشابة وبصوت واحد تهزج بمطالبها وهي مطالب لا تخلو من غرابة لكن على ما يبدو فإن مهرجان قرطاج الدولي أصبح فضاء للبوح بهواجس الشباب التونسي مهما كانت هذه المواقف ايجابية أو سلبية. الجزء الثاني من السهرة كان بامضاء الفنان الايفواري تيكن جاه فاكولي. اهتزت المدارج مجددا مع حركاته الراقصة وحماسته الملتهبة على ركح مسرح قرطاج الأثري وغنى مطرب إفريقيا للقارة السمراء "Africain" و"je dis non" و"ça va faire mal" وغيرها من أعماله الثورية التي حاول ترديد جلها في كوكتال متجاوزا الساعة الثانية صباحا من السهر مع معجبيه القادمين من العاصمة والجهات الساحلية ومن السياح والأفارقة خصوصا الايفواريين حاملين علم بلادهم. سهرة إيقاعات الريقي حضرها عدد من الفنانين التونسيين الفاعلين في مجال موسيقات العالم على غرار الريقي والروك و"أر.إن.بي" وعشاق بوب مارلي الذين وجدوا في وفاء بعض عناصر فرقته لفنه فرصة لاسترجاع سنوات الشباب في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.