الاحتفالات بليلة 27 رمضان بربوع الجريد لها نكهة خاصة وتستعد لها كل العائلات كأحسن ما يكون الاستعداد روحيا واجتماعيا .ويعتبر هذا اليوم عيد لحم حيث تبادر العائلات بشراء كميات كبيرة من لحم الحاشي لإحضار الكسكسي وأطباق متنوعة من المأكولات لإطعام المقيمين بالزوايا أو بعض العائلات المعوزة. ولهذه الليلة التي فضلها الله عن ألف شهر لها العديد من الخصوصيات بهذه الربوع وليلة القدر تتجسد فيها منذ القدم بتوزر وباقي مدائن الجريد معاني التضامن والتآزر . وبهذه الربوع تختلف الطقوس والعادات المرتبطة بهذه المناسبة الدينية حيث تواترت عبر الزمان العديد من العادات والتقاليد التي توارثتها الأجيال. مكانة القداسة وإذ نتوقف عند خصوصية ليلة القدر بربوع الجريد فلأن الأهالي يعتبرونها كثيرا وتشهد فيها كافة المناطق حركية غير عادية إضافة إلى ما تتميز به من خصوصية دينية وروحانية ترسخت في الذاكرة إذ يستعد المتساكنون لهذه المناسبة السعيدة ؛ فبيوت الله تفتح أبوابها لاستقبال المصلين وتتعالى أصوات الأذكار الدينية والأحاديث النبوية الشريفة وتعد العائلات البخور ليصلى عليه في الجوامع ويسمى بخور 27 وفي العادة يطلق على هذه الليلة ليلة القدر فتوزع الأكلات سيما الكسكسي والقصد من ذلك صدقة لذويها المتوفين. ختان و خطوبة وليلة القدر هي كذلك مناسبة للاتقاء ولتجاوز الخلافات وتجديد العهد وللمة العائلية الموسعة ومناسبة للتعاون ولإدخال الفرحة على الآخرين كما أنها فرصة للعديد من العائلات للإقدام على ختان الأبناء في هذه الليلة المباركة كما أن هناك من يختارها لعقد قرانه أو القيام بخطوبته في حين تشهد المساجد والزوايا اكتظاظا كبيرا بالرواد الذين يغتنمون هذه الفرصة لزيارة الأولياء الصالحين للتبرك في وتشهد الزاوية القادرية بتوزر أنشطة دينية متنوعة وتستغل النسوة هذه المناسبة للحضور بكثافة في هذه المواكب وتعم الفرحة في كافة البيوت نظرا لمكانة هذه الليلة وهي فرصة للتزاور وتسهر العائلات إلى ساعات متأخرة من الليل فهذه الليلة سميت بليلة القدر وفضلها الله سبحانه وتعالى على بقية أيام السنة. كما تشهد مدينة توزر توافد مئات الزوار من الولايات المجاورة الذين يفضلون قضاءها بالزوايا ومواكبة مختلف الأنشطة الدينية التي تقام بها وتمثل ليلة 27 رمضان عيد قبل عيد الفطر الذي تلوح تباشيره منذ هذه الليلة المباركة التي تتميز عادة بتنوع الأكلات أيضا على غرار ( الملوخية) لتكون بقية الأيام والليالي خضراء فضلا عن (الكسكسي) وهو الطبق الرئيسي والسائد في تلك الليلة السعيدة.