بين صفوف المتظاهرات والمتظاهرين في المسيرة الاحتفالية بعيد المرأة ، كان فريديريك ميتران وزير الثقافة الفرنسي السابق متواجدا يراقب الحضور ويستمع ويشاهد الشعارات المرفوعة متحادثا مع بعض المشاركات والمشاركين... "الصباح" استغلت وجوده في شارع محمد الخامس واستطلعت رأيه حول ما يشاهده في تلك اللحظات وحول المشهد السياسي والاجتماعي اليوم في تونس ما بعد الثورة. اكد ميتران ل"الصباح" أن ما يشاهده اليوم امامه هو علامة صحة على أن تونس دخلت مرحلة الديمقراطية رغم أن المظاهرة في حد ذاتها هي ضد بعض مبادئ الديمقراطية وأن الشعارات المرفوعة تطالب السلطة الحاكمة بالحفاظ على مكاسب المرأة وتؤكد على ان المرأة التونسية مساوية للرجل وهي مرحلة كانت السباقة في الوصول اليها منذ عقود. ولا أشك أن المرأة التونسية ستبقى حصينة. وفيما يتعلق بالمسيرة اكدّ ميتران انه منبهر بالحضور وهي مسيرة تدافع عن المرأة كمرأة ولا شيء آخر خاصة ان الحضور كان مختلفا وفيه عدد كبير من المتحجبات وحتى عدد من الاجنبيات. وبخصوص الوضع العام في تونس التي يقضي فيها المسؤول الفرنسي السابق عدد كبير من أيام السنة، ذكر ميتران الذي كان واقفا بجانب مقر حزب التجمع المنحل مشيرا بإصبعه الى ذلك المبنى: "باعتباري أشاهد هذا المبنى مغلقا وفي تلك الحالة المزرية، فاني أعتبر أن الثورة نجحت". ويذكر أن فريدريك ميتران كان من بين المساندين لنظام بن علي الى آخر لحظات حكمه ورفض ادانة موجة القمع ضد الشعب التونسي الثائر قبل 14 جانفي 2011 قبل أن يعتذر للشعب التونسي في رسالة وجهها اليه نهاية جانفي 2011. كما أن زوجة المخلوع ذكرت في حوار مع صحيفة "لوباريزيان" في شهر جويلية الماضي أن :"الشخص الوحيد الذي ساندها وزوجها لآخر اللحظات هو فريدريك ميتران"..