سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نعرف من قتل أولادنا وسنتحوّل إليهم منزلا منزلا إذا لم يُنصفنا القضاء في اليوم التاسع من «اعتصام عيد الفطر» بصفاقس.. عائلات شهداء الثورة من الكرم الغربي، سيدي حسين، حمام الأنف، الكبارية وبنزرت ل«الصّباح الأسبوعي»:
بلغ «اعتصام عيد الفطر» يومه التاسع وعائلات شهداء وجرحى الثورة من دقاش يواصلون اعتصامهم السلمي أمام مقرالمحكمة العسكرية الدائمة بصفاقس ولا همّ لهم سوى الوفاء لدماء الشهداء وأن يُنصفهم القضاء في مطالبهم بعد أن لمسوا على حدّ تعبيرهم «سياسة مماطلة وتسويف» في قضية من فقدوهم و قد إلتحقت بمكان الاعتصام عائلات الشهداء من الكرم الغربي، سيدي حسين، حمام الأنف، الكبارية وبنزرت مساندة منهم لعائلات دقاش وتعبيرا عن اصطفافهم جنبا إلى جنب في قضية شهدائهم وجرحاهم من مختلف مناطق الجمهورية معبّرين عن غضبهم من مسار المحاكمات وسياسة تغييب الحقائق المنتهجة من قِبل القضاء. هذا وقد شهد مساء أمس الأول السبت تحوّل مجموعة من الجنود صحبة إطار من قوات الجيش نحو خيمة الاعتصام وفق اتفاق سابق بين منسق الاعتصام والجهة المسؤولة العسكرية على أساس التراجع قليلا من مكان الاعتصام بهدف تأمين المكان كالعادة للمحاكمات التي تجري في المحكمة العسكرية الدائمة بصفاقس حيث ستشهد صبيحة اليوم قضية شهداء وجرحى منزل بوزيان في حين عبّر منسّق الاعتصام علي المكي عن قلقه لكون الاتفاق الحاصل هو على أساس التراجع قليلا صبيحة الأحد ولا مبرّر لخلق مشهد من التوتر بين المعتصمين. من ناحيته فقد تفهّم المسؤول بالمؤسسة العسكرية الوضع وتمّ إمهال المعتصمين بعض الوقت ثمّ قامت على إثرها قوات الجيش بوضع حواجز حديدية تأمينا لمحاكمة اليوم. «الصباح الأسبوعي» تحولت إلى مكان الاعتصام صبيحة السبت والتقت بعائلات الشهداء الذين قدموا من بنزرت وتونس الكبرى حيث عبّر أهالي الشهداء عن عدم رضاهم من مجريات المحاكمات القائمة. السيدة الصيفي والدة الشهيد شكري الصيفي من الكرم الغربي والذي استشهد يوم 13 جانفي 2011 لا مطلب لها سوى محاسبة قاتل ابنها وعبّرت بقولها «أبناؤنا ماتوا رحمة الله عليهم لكن نحن بقينا مجاريح في ظل ما نقوم به من تتبعات قانونينة معقدة وغياب مفهوم الدولة ولذلك فعائلات الشهداء ستأخذ حقها بأيديها وسنتحوّل إلى تطبيق مفهوم العنف وما حكاية القناصة إلا خرافة فنحن نعرف من قتل أولادنا وسنتحوّل إليهم منزلا منزلا إذا لم ينصفنا القضاء ووجّهت أم الشهيد إصبع الاتهام إلى حكومة الباجي قايد السبسي والمرزوقي في ظل المماطلات نحن ندمنا أنّنا وقفنا يوما ما أمامهم لسماعهم ومثلما ذهب بن علي فقد ترك وراءه من يخلفه في نفس التمشي لكن ثقتنا كبيرة في الله وحده لأن هؤلاء السياسيين يريدون الكراسي فقط التي لم يصلوها بجهدهم». من جهتها فقد أفادت منيرة العرفاوي أم الشهيد محمد أمين الوسلاتي المتوفى يوم 15 جانفي 2011 من منطقة الجيارة بسيدي حسين «المؤسسة العسكرية هي المسؤولة عمّا حدث لابني والتي قامت بعد ذلك بحفظ القضية مبرّرين ذلك بغياب الشهود لكنني أتهمهم لأننا قدّمنا الشهود ولكن دون فائدة. وهذه الحكومة الموجودة الآن لم تسع إلى الدفاع عن حقوقنا بل همّها الوحيد الكراسي ومثلما ظل بن علي 23 سنة فهم الآن يحاولون إعادة السيناريو بالتغطية على بعضهم البعض وتغييب الحقائق وكلا المؤسستين من جهاز الداخلية والجهاز العسكري يحاول مماطلتنا وما جرى لبن علي سيحدث لهم لا محالة». أمّا منيرة المرعني أخت الشهيد طاهر المرعني من الكرم الغربي المتوفى يوم 13 جانفي 2011 والتي كانت مصحوبة بزوجة الشهيد سهام أكّدت على أن المؤسسة العسكرية لم تنصفهم كعائلات شهداء وأنّ حرقتهم لاتزال متواصلة على من فقدوهم مضيفة قولها «سنصل إلى النتيجة لامحالة وجميع عائلات الشهداء متماسكة ويجب على الداخلية تقديم من كشفت عنهم الأبحاث للمؤسسة العسكرية». والدة الشهيد محمد الناصر الطالبي من حمام الأنف السيدة نجاة النموشي التي استشهد ابنها يوم 13 جانفي 2011 وهو في زيارة لها قادم من إيطاليا تحدّثت بكل حرقة ومرارة «ابني الذي كان يشاهد التلفزيون في قاعة جلوس المنزل هو وأخوه أصابته رصاصة من قِبل وحدات التدخل والشرطة فابني محمد ولد يوم مسك المخلوع الحكم وتوفي يوم رحيل المخلوع ولن أتخلى عن قضية ابني وليس لدي الثقة لا في المحكمة العسكرية ولا القضائية كذلك». وطالب المانع الحنشي والد الشهيد عادل الحنشي من الكبارية المستشهد يوم 16 جانفي 2011 بقضاء مستقل وأن جهاز الداخلية والجيش لا يختلفان بأي حال من الأحوال عن بعضهما البعض وذلك على حدّ تعبيره. كذلك فإن الهادي العوني والد الشهيد مهدي العوني من سيدي حسين الذي توفي يوم 13 جانفي 2011 أكّد أن قاتل ابنه معروف يوم كانت سيدي حسين تعيش اضطرابات وأنه سيسعى إلى الكشف عن الحقيقة لا محالة. أمّا راوية البلومي زوجة الشهيد سفيان بن جمالة وكيل بجيش البحر الذي استشهد يوم 16 جانفي 2011 مخلفا يومها الرضيع يوسف في سن الستة أشهر فقد أفادت قائلة «القضية في البحث والمماطلة كالعادة في وقت أن القناص القاتل معروف وقد قمت بتقديم الشهود على ذلك، لكن لا فائدة إلى يومنا هذا».