في بلاد الجريد تغلب المنبسطات المتكونة من سباخ مالحة وكثبان رملية وأودية عريضة وهضاب وتوجد بالجريد ثلاث موائد مائية تمتد لتشمل الجنوبين الجزائري والليبي. والجريد مشهور منذ آلاف السنين بواحاته ذات الطوابق الثلاثة فالطابق السفلي تزرع فيه الخضروات وفي الطابق الأوسط تزرع الأشجار المثمرة من (رمان وأعناب وزيتون وخوخ ومشمش وتفاح). أما الطابق الأعلى فإنه يشمل أشجار النخيل التي تنتج 300 صنف من التمور وأجودها وأشهرها "دقلة النور". ومنذ أواسط القرن العشرين بدأت الواحات وخصوصا واحة توزر القديمة تشهد تدهورا ملحوظا على مستوى شح المياه ونقص السماد واليد العاملة، وهذا التدهور متواصل إلى الآن. ولحماية هذا المعلم الفلاحي والإرث الاقتصادي حظيت واحة توزر القديمة بمشروع رئاسي رائد مازالت أشغال مكوناته لم تنته بعد سيما بعد الانتهاء من جميع مراحل الدراسات المتعلقة به لتبقى الواحة بحاجة ماسة إلى الإسراع بوضع حد لهذا التدهور الذي تعيش على وقعه لحمايتها باعتبارها موطن رزق لشريحة هامة من أهالي الجهة ومكانتها السياحية ولموقعها الهام في الاقتصاد الوطني ومساهمتها في تنشيط التنمية المحلية. عطش ونقص في العناية تشكو الواحات القديمة بالجهة إذن ولاسيما واحة توزر القديمة من العديد من الإشكاليات ولعل أبرزها النقص الحاصل في كميات مياه الري وقلة النظافة حيث أصبحت الواحة مصبا عشوائيا لفواضل مواد البناء وغيرها وهو ما أثر سلبا على مردوديتها فالجريدي بعدما كان يصدر الغلال والفواكه والخضروات إلى المناطق المجاورة أصبح يستوردها وقد أرجع أسباب ذلك إلى نقص الحماسة وخلاص المياه التي أصبحت ترهق كاهل الفلاح بالإضافة إلى الإهمال وكثرة الحشرات التي تتسبب في إتلاف جزء كبير من الغلال والخضروات أضف إلى ذلك عامل تشتت الملكية. ديناميكية الواحة القديمة لقد بات من الضروري الآن إدخال إصلاحات مستعجلة لإعادة ديناميكية الواحة القديمة وذلك على مستوى الماء والأرض والإنسان إذ أن هذه الأزمة متأتية من التغيرات السريعة في "ملكية الجنان" وفي انعدام قطاع "الخماسة". فهل من تدخل عاجل وسريع لتنفيذ مختلف مكونات المشروع الرئاسي الرامي إلى إنقاذ وحماية واحة توزر القديمة المهددة بالانقراض؟