يعد القطاع الفلاحي بتوزر المحرك الأساسي للمسيرة التنموية بهذه الربوع إلا أن عوامل عديدة ما انفكت تعرقل تطور هذا القطاع الحيوي بما أثر سلبا على مردوديته وذلك نتيجة تدهور المنظومة المائية بمختلف واحات الجهة حتى إن معظم نخيل عديد المستغلات قد أصبح مهددا بالاندثارلاسيما في الواحات القديمة. كما أن النقص الحاصل في مياه الري قد ساهم في تدني جودة التمور وتقلص الانتاج وبالتالي في تأخر نهضة قطاع التصدير إلى جانب حرمان المنتسبين إلى هذا القطاع من تنويع القاعدة الفلاحية ليظل القطاع أحادي الانتاج بالرغم من أن منطقة الجريد كانت منتجة للخضر والغلال بجميع أصنافها وبكميات تؤمن الاكتفاء الذاتي للمنطقة وتضمن التصدير للجهات المجاورة. هذا ويأمل المنتسبون إلى القطاع الفلاحي بولاية توزرأن تأتي السنة القادمة بحلول عاجلة لمعضلة النقص الحاصل في مياه الري وببرامج وتدخلات تمكن من تنويع المنتوج والارتقاء بالبنية الأساسية الفلاحية إلى الأفضل. حفريات مائية هامة هذا وفي إطار سعيها إلى مزيد النهوض بهذا القطاع الحيوي بالجهة استفادت الصباح من مصادر جديرة بالثقة أن مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بتوزر قد كانت اقترحت على وزارة الإشراف لحساب ميزانية 2012 جملة هامة من المشاريع والتدخلات القيمة والتي مست كل مكونات القطاع الفلاحي بالجهة ؛ إذ من المنتظر أن تشهد سنة 2012 إنجاز 4 آبار لدعم الري بكل من واحة نفطة القديمة وواحة حامة الجريد ومجمع المحاسن بدقاش وذلك بكلفة استثمارات جملية تقدر بمليون و700 ألف دينار مثلها استكشافية بوادي الزيتونة والغواطين والرميثة ودغومس من معتمديات نفطة ودقاش وتمغزة وذلك بكلفة جملية تقدر بحوالي مليون و380 ألف دينار. كما ستشهد السنة المذكورة (2012) انطلاق أشغال مشروع الاقتصاد في مياه الري بواحات الجنوب في مرحلته الثانية وذلك بكلفة جملية تقدر بحوالي 2672 ألف دينار ويهدف هذا المشروع إلى حماية وتثمين الموارد الجوفية غيرالمتجددة والتي تكوّن أهم الموارد المتاحة والتخفيض من مستوى المائدة المائية السطحية وذلك للحدّ من معضلة "النزّ" والأملاح المضرة بالزراعات والأرض. وكذلك مشروع صيانة شبكات التجفيف بواحات الجريد باعتمادات قدرها 400 ألف دينار. ومن مكونات هذا التدخل جهر 30 كلم من مجاري الأودية وتنظيف 200 كلم من الخنادق من القصب والأعشاب الطفيلية ويهدف هذا الانجاز إلى تحسين جدوى شبكات صرف المياه والخفض من مستوى المائدة السطحية وخفض تملح الأرض وتحسين جودة التمور والرفع من المنتوج. مواصلة استصلاح الواحة القديمة من المشاريع القيمة والتي ستسعد كثيرا فلاحي معتمدية توزر نذكر مشروع استصلاح الواحة القديمة بتوزر والذي ستنطلق أشغاله خلال السنة القادمة بكلفة جملية قدرها 2060 ألف دينار.
ومن مكونات هذا الانجاز إحداث بئرين جديدتين تدعيميتين وإعادة جهيز محطات الضخ واستصلاح شبكة التجفيف. هذا المشروع يهدف بالأساس إلى المحافظة على هذه الواحة من الاندثار باعتبارها تمثل مخزونا تراثيا هاما بالجهة والحدّ أيضا من نقص المياه في بعض المناطق في هذه الواحة وتمكينها من مكيات المياه الضرورية لريها ووضع حد لتوقف اشتغال الآبار نتيجة تقادم التجهيزات المركزة بها كما سيتم الشروع أيضا في استغلال البئر الاستكشافية بمنطقة الفريد من معتمدية تمغزة بكلفة جملية قدرها 420 ألف دينار. ومن أهداف هذا الانجاز تثبيت قرابة 100 عائلة على الحدود وتمكينها من زراعة الأشجار المثمرة والتزود بالمياه. إحداثات سقوية وجيوحرارية وبالإضافة إلى جملة هذه المشاريع الهامة والتي ستساهم بالتأكيد في تحسين المنظومة المائية بالعديد من المناطق الواحية بالجهة ستشهد أيضا سنة 2012 إنجاز أشغال الجزء الثاني من مشروع إحداث المنطقة السقوية والجيوحرارية التي ستقام على "بئر وادي الرتم" بنفطة بكلفة جملية قدرها مليون و910 ألف دينار؛ وينتظر أن تساهم هذه المنطقة السقوية والجيوحرارية في خلق 80 موطن شغل قار وفي الزيادة في إنتاج التمور والخضروات تحت البيوت المسخنة بالمياه الجوفية الحارة بالإضافة إلى منطقة سقوية ثانية بمعتمدية تمغزة بما كلفته 370 ألف دينار وثالثة بمنطقة عين الكرمة بذات المعتمدية بحوالي 420 ألف دينار بالإضافة إلى استصلاح شبكات مياه الشرب بثلاثة تجمعات سكنية بمعتمديتي تمغزة وحزوة بما كلفته 177 ألف دينار واستصلاح شبكات الري والتجفيف بالواحة القديمة بتمغزة بحوالي 800 ألف دينار.