الجريد الصباح واحات الجريد أضحت منذ سنوات بين خيارين أحلاهما مرّ فهي مهددة بالانقراض جراء العطش الذي استفحل في توزر ونفطة ودقاش وغيرها من المناطق الأخرى أضف إلى ذلك ارتفاع نسبة الملوحة في مياه الري لبعض الواحات لا سيما بالواحة القديمة بنفطة أما العامل الآخر الذي أضحى يهدد مصير الواحات فتتمثل في تواجد آلاف من رؤوس الخنزير الوحشي بهذه الواحات فمنذ أكثر من عقد ظهر قطيع من هذا الحيوان لأول مرة ولم يكن الأمر يبعث على الفزع أو الهلع بقدر ما كان يبعث على الاستغراب حتى تكاثر الخنزير الوحشي واستوطن بالجهة ليجتاح واحات حامة الجريد ودقاش وتوزر ونفطة وتمغزة. أضرار جسيمة وهجومات على الفلاحين ولئن لازم هذا الحيوان مواقعه دون أن يتسبب في أي ضرر في بادئ الأمر فإنه أضحى يداهم الفلاحين ويهاجم كل من يعترض سبيله فجرح البعض ولاحق البعض الآخر حتى أنه أصبح مصدر خطر، ليتسبب في امتناع الفلاحين عن مباشرة أنشطتهم وخصوصا في الليل فهجر مئات الخماسة ضيعاتهم خوفا من بطش الخنزير الوحشي التي تسبب أيضا في العديد من الأضرار للممتلكات الفلاحية لا سيما الزراعات فأتى على الأخضر واليابس وحرث الأرض طولا وعرضا وللحد من هذه الأضرار قامت المصالح المعنية بالعديد من حملات الصيد أسفرت على القضاء على المئات ولكن ماذا يمثل هذا العدد أمام 20 ألف رأس خنزير ترتع بكافة واحات الجريد.