بنزرت-الصباح مازال مشكل إلقاء الفضلات بطريقة عشوائية مطروحا في مختلف أنهج مدينة بنزرت وشوارعها حيث تنتشر أكوام الزبالة في مداخل عديد الأزقّة وفي زوايا الأنهج وتحت الحيطان. ورغم الحملات المتواترة للنّظافة سواء على المستوى الوطني أو الجهوي ورغم المجهود الملحوظ لبلدية بنزرت في رفع الفضلات بشكل دوري ومتواصل ووضعها لحاويات جديدة بدل القديمة ونصب حاويات إضافية في نقاط أخرى من المدينة ورغم تدخّل عدّة أطراف من المجتمع المدني في مجهود تنظيف المدينة مثل الحملة الوطنية التّي قام بها أول أمس الأحد تلامذة من مدرسة ضباط الشرطة المساعدين بمدرسة الشرطة ببنزرت لتنظيف بعض أحياء المدينة رغم هذا المجهود فإنّ المواطن مازال غير متحمّس بما فيه الكفاية لضرورة الإسهام في هذا المجهود للحفاظ على نظافة حيّه ومدينته وذلك بعدم احترامه لوقت إخراج الفضلات ووضعها في المكان الذّي خصّصته البلدية لها فيلجأ من باب عدم الإحساس بالمسؤولية وضعف الحسّ المدني إلى التّخلّص منها في أيّ وقت وفي أقرب مكان من منزله وقد نتج عن المشكل تذمّر السّكان المتضرّرين من هذه الفضلات والذين يقطنون بجوار المصبّات حيث أصبحوا عرضة للرّوائح الكريهة وتجمّع الحشرات. وسلك العديد منهم طرقا مختلفة في التّصدّي للظاهرة إذ عمد بعضهم إلى كتابة رسائل حائطية فوق المصبّ تحتوي على النّصح وتمنع إلقاء الفضلات ومنها ما يصل إلى التّهديد والشّتم لمن يلقي الفضلات ومن أطرف هذه الكتابات ما رصدنا على أحد الجدران وهو كالتالي(ياحمار لاتلق بالفضلات هنا) كما عمد بعضهم إلى حرق الزبالة الموجودة في المصبّ للتّخلّص منها ومن روائحها في حين يعمد آخرون إلى إعادة تهيئة مكان المصبّ وتنظيفه وتبييضه حتّى يتّخذ صورة جديدة وهوية مغايرة للسّابق. وقد يعتمد آخرون منطق القوّة والمواجهة مع الأجوار من خلال تهديد من يضبط بالجرم عند إلقاء الفضلات في غير أماكنها باستعمال العنف أو التّشكّي به لدى السّلط وهكذا تعكس كلّ هذه المحاولات بأنواعها وصيغها للحدّ من الأوساخ في مدينة بنزرت إحساس الجميع بحدّة المشكل وبحثهم عن حلول عاجلة له.