اختار المؤتمرون في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد الحفاظ على نفس قياداتهم الحزبية وقاموا بتفويض الأمانة العام لشكري بلعيد رغم ما دار حوله من تشكيك وتشويه قبل انعقاد المؤتمر. واعتبر المتابعون للشأن العام أن تفويض شكري بلعيد يؤكد على ثقة مناضلي التيار الوطني الديمقراطي في رفيقهم بلعيد وعزمهم على الضفر بتموقع جديد داخل الساحة السياسية وبين قوى المعارضة. في هذا السياق كان ل"الصباح" لقاء مع شكري بلعيد أمين عام حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد والذي اعتبر أن حفاظه على موقع القيادة" لا يعد تميزا بل هو جزء من قيادة جماعية للحزب كما أن الأمانة العامة هي جزء من مكتب سياسي يمثل القيادة.. وليس للأمين العام أي امتياز عن بقية أعضاء المكتب السياسي." مؤتمر تأسيسي.. ورأى بلعيد أن "مؤتمر الحزب الوطني الديمقراطي الموحد كان حاملا للصفة التوحيدية ولذلك انبنى الاختيار على تكليف الرفاق في المؤتمر للعناصر الذين كان لهم شرف ادارة عملية التوحيد بهدف استكمالها وتثبيتها كونها كانت ضامنة للوحدة. وبيّن في الاطار أن مؤتمر التوحيد كان مؤتمرا استثنائيا يستوجب تنظيم مؤتمر عادي في أجل سنتين أو سنتين ونصف على أقصى تقدير وعندها سيختار المؤتمرون من يرونه جديرا بموقع القيادة.. وشخصيا أتمنى أن يكون مؤتمر الحزب الوطني الديمقراطي الموحد الأول مؤتمر تأسيسي توحيدي لقوى اليسار." حملة التشويه وعن مدى تأثير عمل الحزب بحملات التشويه التي يتعرض لها قياداته أوضح بلعيد أن:" القائمين على حملات التشويه لم يقدموا اي دليل على كلامهم لأنهم لا يملكونه أصلا.. وسنواصل ردنا على حملة التشويه الممنهجة بالنضال والعمل وبالوحدة والانسجام وبتوسيع دائرة الحزب واجاح الجبهة الشعبية لتحقيق أهداف الثورة." ووقال :" نحن نعلم أن كل انجاز نقوم به ستكون ردة الرجعية أشرس عليه..مع العلم أن الحملة القادمة من التشويه والأكاذيب ستشمل العديد من الرموز والمناضلين ومن المتوقع أن تبني سيناريوهاتها الجديدة على التمويل ورجال الأعمال. التناصف تحد لم يتحقق وحول ما أبداه مناضلو الحزب في تصريحاتهم الاعلامية عن تبنيهم لمبدأ التناصف في الحزب والقيادات والتي لم يتجسد في المكتب السياسي المفوض في المؤتمر الأخير قال شكري بلعيد أن حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد متشبث بمبدأ المناصفة وهو يأسف لتقصيره في تجسيم هذا المبدأ في تركيبته علما وانه يسعى الى ترسيخ المنظمة النسائية ف يالحزب واعطائها دور أكبر يليق بنضالات وتضحيات نساء التيار الوطني الديمقراطي.." وأضاف :" انها مهمة للانجاز علينا رفع تحدي المناصفة والمساوات داخل الحزب ونتمنى أن ننجزها في المؤتمر القادم." الاستحقاق الانتخابي رأى الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين أن حزبه متجذر وموجود في كل الولايات كما له تمثيليات في المهجر وفي الساحة الحقوقية والنقابية والنسيج الجمعياتي وكان فاعلا في كل المحطات السياسية الكبرى التي مرت بها بلادنا، أما بالنسبة لمسألة الاستحقاق الانتخابي القادم فتلك مسألة مطروحة على الجبهة التي ستحدد طبيعة المعارك السياسية القادمة.. واعتبر بلعيد أن "من المهام المطروحة في المرحلة القادمة هي شحذ القوات وتكوين جبهة حقيقية تكون بديلا للحكم." لائحة المسألة الدينية : لماذا أقر المؤتمر لائحة تخص المسألة الدينية؟ رأى بلعيد أن "الاسلام مقوّم أساسي في الشخصية التونسية والساحة تطرح أحزابا ومنظمات تسعى الى الغاء الآخر وفرض قراءة خاصة بالاسلام الى جانب جماعات تسعى الى خلق فتنة طائفية والسيطرة على دور العبادة الأمر الذي تطلب توضيح المسألة واصدار موقف رسمي ودقيق بأن الاسلام ملك للشعب لا يمكن لأي كان أن يحتكره لنفسه." وأوضح:" نحن مرتبطون بمنظومة دولية لحقوق الانسان تستوجب توضيح علاقة الدين بالدولة وبالفرد وبالمجتمع وطبيعة التزامات تونس الدولية وذلك اكسب لائحة المسألة الدينية أمهية خاصة داخل اشغال المؤتمر." تحرّكات في الأفق وعن برامج عمل الحزب الوطني الديمقراطي الموحد أكد شكري بلعيد أن"الحزب سينخرط في تحركات سيتم ضبطها مع حلفائه وأصدقائه". وقال: "الحزب خرج بمجموعة من المواقف سيسعى الى تفعيلها من أهمها تحديد جدول زمني للانتهاء من صياغة الدستور وتكوين هيئة مستقلة تشرف على تنظيم الانتخابات.." وأشار إلى أن الحزب "أنها مسألة ملحة جدا امام حكومة تسعى الى تأبيد المؤقت وتساهم في تأجيج الأوضاع داخل البلاد مع محاولات لوضع اليد على الاعلام والادارة ومفاصل الدولة."