الجريد - الصباح تتكون واحات الجريد من مليون و600 ألف نخلة منها 960 ألف نخلة من صنف دقلة تور و253406 عليق و97858 أخوات و6580 من صنف كنته حرة وفرملة في حين يبلغ أصول نخيل من نوع الذكار أكثر من 10780 بالإضافة إلى 300853 من الأصناف الأخرى وتمر مجمل هذه الأصناف بمراحل حساسة لعل أبرزها عمليات تلقيح العراجين ثم عمليات التختيم والتدلية لتسهيل عملية تغليفها لحمايتها من أمطار الخريف وخاصة من دودة التمر أو بوفروة. ولئن انطلقت المصالح الفلاحية منذ فترة في القيام بحملات تحسيسية لحث الفلاحين على توخي طريقة حماية الصابة بالناموسية أو بمادة البلاستيك فإن المعنيين بالأمر مازالوا يعزفون عن تطبيق هذه التقنيات لعدة أسباب يراها العديد منهم موضوعية فيما تعود الأسباب الأخرى لضعف ذات اليد خاصة بالنسبة لصغار الفلاحين رغم الامتيازات والتشجيعات ورغم ذلك اتخذ المجمع المهني المشترك للغلال بتوزر جملة من الاجراءات استعدادا لموسم التمور وذلك من خلال توفير مادتي البلاستيك والناموسية لتغليف العراجين وقد تم إلى حد الآن تغليف أكثر من مليون عرجون من أصل 10 ملايين مبرمجة للتغليف خلال هذا الموسم الذي بدت بوادره ممطرة على خلفية الأمطار التي نزلت خلال الأيام الأخيرة التي قد تضر بصابة التمور لاسيما بالنسبة للعراجين التي لم تغلف إلى حد الآن هذا وقد وفر المجمع المهني المشترك للغلال بتوزر أكثر من مليون و500 ناموسية للغرض في حين انطلقت عمليات بيع الصابة على رؤوس النخيل منذ منتصف شهر أوت وبلغت نسبة المساحة الجملية لواحات الجريد والمقدرة ب9300 هك. مداواة 10 آلاف نخلة هذا وتتوقع المصالح الفلاحية بالجهة أن يشهد الموسم الفلاحي الجاري تراجعا مقارنة بالموسم الفارط انطلاقا من نقص في عدد العراجين المغلفة وفي جانب آخر ولضمان جودة عالية للتمور تم مداواة 10 آلاف نخلة من المرض المعروف ببوفروة ومن المتوقع أن يعرف المنتوج تحسنا في الجودة رغم نقص مياه الري في جل الواحات إلا أن الإجراءات المتخذة للوقاية من الأمراض وتغليف العراجين من شأنه أن يسهم في جودة التمور بالنسبة لهذا الموسم وتتمثل أبرز الإشكاليات التي يطرحها فلاحو الجهة ومخاوفهم على جودة هذا العام في وسائل حماية العراجين من أمطار الخريف ومن دودة التمر وأكثر ما يعاني منه هؤلاء الفلاحون هو اضطراب وتباعد الدورة المائية لأكثر من شهر في كثير من الواحات إذ أن الموارد المائية غير كافية بالمرة سيما خلال هذه الفترة بما من شأنه أن يؤثر على جودة التمور أضف إلى ذلك الأعطاب التي تصيب الآبار مثال ذلك بئر بمراح لحوار بتوزر والتي لم يقع إصلاحه منذ 3 سنوات. الماء ليس المحدد الوحيد لجودة التمور ورغم النقص الفادح في مياه الري بالواحات فإن المصالح الفلاحية تؤكد أن هذا العامل ليس المحدد الوحيد لجودة التمور إذ أن عناصر أخرى لابد أن تتوفر لبلوغ هذه الغاية ومنها تنظيف الواحات للقضاء على دودة التمر وتوفير السماد للضيعات إذ أن التنظيف يساهم بنسبة 60% في القضاء على دودة التمر أما العوامل المناخية لاسيما الارتفاع المذهل لدرجات الحرارة خلال الصيف المنقضي فقد ساهم في ظهور آفة عنكبوت الغبار الذي يطلق اسم: بوفروة إذ أصابت هذه الآفة مساحات كبيرة من واحات الظافرية والعودية وتم التدخل السريع لحماية هذه الفضاءات الفلاحية. شيخوخة الآبار ويعتبر أكبر إشكال الذي يتعرض له القطاع الفلاحي بالجهة هو شيخوخة أغلبية الآبار التي تجاوزت المدة المعنية لاستغلالها إذ أن عمرها تجاوز 30 سنة سيما وأنه تم حفرها منذ الثمانينات ولم يقع تعويضها أو تدعيمها كما أن بعض وحدات الخزن تشهد عديد الصعوبات والبعض الآخر لم يفكر أصحابها في استثمارها في تخزين منتوجات فلاحية أخرى بالتوازي مع تخزين التمور.