يواصل المخرج السينمائي التونسي علي المرزوقي المقيم ببراغ إعداده لشريط سينمائي طويل مستمد من واقع المجتمع التونسي ويطرح نوعية من القضايا و الظواهر الاجتماعية التي كانت اثارت حفيظة شريحة هامة من المجتمع التونسي قبل وبعد الثورة على طريقة باب الوادي سيتي والمتمثلة في المال السياسي وما يتفرع عن هذه المسألة من قضايا أخرى. وأكد لنا في ذات الإطار أنه منكب على هذا الفيلم الذي اختار له عنوانا أوّليا "صابون مرسيليا" وهو يعتبره من الأعمال السينمائيّة الضخمة التي سينجزها في تونس خلال الأشهر القادمة. كما بيّن أن هذا العمل في مجمله أصبح جاهزا بنسبة تقارب 70 بالمائة بعد أن أتم وضع السيناريو وانطلق في ضبط وتحديد المراحل القادمة للدخول في مرحلة اختيار الأسماء التي ستسجد أحداث الفيلم والتصوير والانجاز. وكان علي المرزوقي قد أنجز فيلما وثائقيا "البوابة" بدعم من الهلال الأحمر والذي قدم خلاله البعد الإنساني في أبعاده الاجتماعية والأخلاقية والسياسية الذي اضطلعت به تونس أثناء اندلاع الثورة في القطر الليبي الشقيق والمتمثّل في استقبال آلاف من اللاجئين وتقديم أفضل الخدمات لهم رغم الظرفية الاستثنائية التي مرت بها بلادنا بعد أشهر قليلة من الثورة وذلك من خلال المشاهد التي صورها في مستوى النقطة الحدودية بالجنوب في بوابة رأس جدير ببنقردان.
وقد لاقى هذا الفيلم الوثائقي صدى كبيرا على مستوى داخلي وخارجي وكان مقررا أن يرشح تونس لنيل جائزة نوبل للسلام لكن لم يجد الدعم المطلوب من وزارة الثقافة أو من وزارة الخارجية نظرا لأن هذا الفيلم كان مرشّحا للعرض في مناسبات دولية على غرار الاجتماع الدولي للهلال الأحمر بجينيف في أكتوبر الماضي أو في الأممالمتحدة. واعتبر هذا المخرج التونسي ما تمر به بلادنا في هذه الفترة من تضييقات على الحريات لأسباب وأغراض سياسية بحتة يعد من الدوافع التي يجب أن يتصدى لها المجتمع المدني والمثقفون والفنانون لأنه يرى أن رسالة هؤلاء ودورهم هام وتاريخي في هذه المرحلة الانتقالية في بلادنا نظرا لما تمر به من مخاض وبوادر ظهور ديكتاتورية جديدة لا هم لها سوى خدمة مصالحها وتلميع صورتها.
ودعا الجميع إلى الوقوف سدا منيعا أمام كل محاولة يمكن أن تكرر على أذهان التونسيين المشاهد القديمة حتى وإن اختلفت الألوان والطرق والأشكال. واكد في المقابل أنه عاقد العزم على العودة إلى النشاط في تونس التي اضطر منذ أكثر من عقدين إلى مغادرتها بنفس الأسباب التي يحاول البعض أن يعيد آليتها خلال هذه الفترة وأوضح في ذات الإطار أنه يحمل في جرابه مجموعة قيمة من مشاريع أعمال سينمائية وتلفزية ينتظر أن ترى النور قريبا إذا ما وجدت الدعم اللازم من الأطراف والسلط الرسمية.
وعبّر عن دعمه ومساندته لكل المبادرات التي تنهض بأهداف الثورة التي يرى أن المثقف والفنان التونسي لعب دورا كبيرا في قيامها ونجاحها باسقاط النظام.