قدّم المخرج علي المرزوقي المقيم منذ سنوات في براغ، صباح الخميس 15 سبتمبر 2011 بقاعة سينما الفن السابع بالعاصمة تونس، عرضا خاصا لوسائل الاعلام لأول فيلم له عن اللاجئين الوافدين من ليبيا عقب اندلاع المعارك. ويحمل الفيلم عنوان «البوابة» وهو وثائقي درامي مدته حوالي 20 دقيقة يصور توافد اللاجئين غير المسلمين من ليبيا عبر الجنوب التونسي أو ما بات يعرف بالبوابة الحدودية في راس جدير. كما يصور معيش هؤلاء اللاجئين وكيفية استقبالهم من قبل الأهالي والجيش التونسي، والمجتمع المدني بالخصوص مثل الهلال الأحمر والكشافة التونسية، ويتسلّل الفيلم الى المخيمات حيث يقيم اللاجئون، الى داخل العائلات التونسية وفي الجوامع والأسواق، مصورا تعامل أو تفاعل التونسيين مع هذه الجنسيات والمعتقدات والعرقيات المختلفة. 11 سبتمبر 2001 ويبرز الفيلم الجانب الانساني في التونسيين كشعب مسالم ومتسامح يؤمن بالاختلاف العرقي والديني، إضافة الى الطيبة والكرم. كما يحاول تصحيح الصورة التي روجتها الأنظمة الغربية عن العرب والمسلمين كشعب متطرّف وإرهابي وهمجي غير متحضّر، إذ يبدأ العمل بمشهد تفجيرات 11 سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدةالأمريكية وإعلان بن لادن وتنظيم القاعدة تبنيهما للعملية. ويعقب المشهد، مشاهد أخرى عن تفجيرات مدريد ولندن وتماثيل بوذا في أفغانستان في إشارة الى التهمة التي تحاول الأنظمة الغربية إلصاقها بالعرب والمسلمين كإرهابيين ومعادين للإنسانية. تصحيح صورة ويقول المخرج علي المرزوقي إنه اختار افتتاح الفيلم بهذه المشاهد، لكي يبيّن سبب كره الغرب للعرب والمسلمين، رغم براءتهم منها. كما يسعى الى تصحيح هذه الصورة الخاطئة، من خلال ما قدمه التونسيون كشعب عربي ومسلم للإنسانية ولفائدة اللاجئين غير المسلمين الوافدين من ليبيا عقب اندلاع الحرب فيها. ويرى المخرج أن ما قام به التونسيون لفائدة اللاجئين الفارين من ليبيا هو اضافة للانسانية وعمل يرشح الشعب التونسي لجائزة نوبل للسلام. الجامع إذاعة «آف. آم» ولم يقتصر المخرج في تصحيح صورة العرب والمسلمين لدى الغرب عند حدود الشعب التونسي ما قام به تجاه اللاجئين الفارين من ليبيا، بل تعدّى ذلك الى الاسلام ومعاملته السّمحة ، إذ حوّل الجامع من مكان للصلاة والعبادة الى وسيلة للاعلام أو «إذاعة آف. آم» استعملها اللاجئون في الفيلم كميكروفون أو بوق لإذاعة كل الأخبار عمّا يدور في المخيمات. ترشيح تونس لجائزة نوبل للسلام وقال ممثل الهلال الأحمر التونسي الذي حضر العرض أن الفيلم يمكن أن يكون وثيقة أو وسيلة لترشيح تونس والشعب التونسي لجائزة نوبل للسلام. وأكد أنه سيقوم بعرضه في كل المحافل واللقاءات الدولية التي ستشارك فيها منظمته، ليبيّن للعالم أن ما قام به التونسيون هو عمل تاريخي. كما وعد بتوزيعه على مختلف الجمعيات والمنظمات الدولية لعرضه في العالم. خلاف حول صورة بورقيبة و«البوابة» هو أول عمل سينمائي للمخرج علي المرزوقي قامت بإنتاجه التلفزة التونسية التي هجرها المخرج منذ عشرين عاما. ويقول المخرج المقيم حاليا في براغ، إنه غادر التلفزة مغضوبا عليه ليعود إليها متطوّعا ومنجزا لهذا العمل، إذ غادر المخرج التلفزة التونسية بعد خلاف مع مديرها في ذلك الوقت، بسبب تمرير صورة بورقيبة في شريط أخرجه للتلفزة عن رحيل الكوميدي الهادي السملالي.