على وزن «المبشرون بالجنة» يبدو المدعو أيوب المسعودي المستشار الإعلامي السابق لرئيس الجمهورية المحال على القضاء العسكري بتهمة «المسّ من كرامة الجيش الوطني وسمعته ومعنوياته بانتقاد أعمال القيادة العامة والمسؤولين العسكريين بصورة تمس بكرامتهم» مبشر بالعفو !!! أجل،،، ذلك ما يريد أن يوحي به للرأي العام الوطني هذه الأيام أولئك الذين يروّجون لخبر مفاده أن رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي ينوي لاحقا إصدار عفو رئاسي على مستشاره الإعلامي السابق مهما كان الحكم الذي ستصدره في شأنه المحكمة العسكرية الابتدائية الدائمة بتونس.. طبعا،،، لا أحد بإمكانه منازعة الرئيس المرزوقي حقه في ممارسة صلاحياته الدستورية.. كما أنه لا اعتراض أيضا ومن منطلق إنساني صرف أن يتمتع أي مواطن تونسي في المطلق بعفو رئاسي ينقذه من عقوبة بالسجن أو بغيره... ولكن الإشكال في «حالة» المدعو أيوب المسعودي تحديدا أن العفو سابق في الزمن هذه المرة بمعنى أن صاحبنا «عيني ما تضرو» موعود بالعفو حتى قبل صدور أي حكم قضائي في حقه وهو ما يعني بداهة وبالضرورة إفراغ محاكمته المنتظرة من كل معني أو مقصد.. وأنه بإمكانه أن يسخر سرا بل وحتى علنا وهو ماثل بين يدي المحكمة من المنتصبين لمقاضاته بتهمة خطيرة في حجم «المس من كرامة الجيش وسمعته ومعنوياته» ! على أن ما يبعث على الحيرة بل والريبة ربما في «حكاية» هذا المستشار الإعلامي السابق لرئيس الجمهورية هو درجة تجرئة المبالغ فيه حقيقة على مؤسسة الرئاسة من جهة وعلى المؤسسة العسكرية من جهة أخرى إلى درجة أن المتتبع لتصريحاته عبر وسائل الإعلام الوطنية هذه الأيام بخصوص «قضيته» المحال من أجلها على القضاء العسكري سيخيل إليه أن المتحدث هو عنترة بن شداد بعينه وليس شخصا مطلوبا للقضاء يدعى أيوب المسعودي !!! طبعا،،، هناك «جهات» حقوقية تذهب إلى أن محاكمة هذا الرجل أمام القضاء العسكري تكتسي طابعا سياسيا باعتبارها «محاكمة رأي»... وهو «رأي» لا نريد التعليق عليه تماما مثلما أننا لا نريد التعليق على «رأي مقابل» يعتبر أن ما أتاه أيوب المسعودي في حق المؤسسة العسكرية انما هو حلقة في مخطط انتقامي دنيء يستهدف سمعة ومكانة جيشنا الوطني الباسل وقياداته الشجاعة «عقابا» لهم على موقفهم الوطني المشرف من الثورة من جهة ولأنهم لم ينقلبوا لاحقا على العملية السياسية التي جاءت بحركة «النهضة» إلى الحكم.. ولأنهم أيضا لا يزالون يرعون بمسؤولية وحس وطني الخيار الديمقراطي للشعب التونسي.. الذي نريده باختصار وحتى لا نطيل عليكم هو أن تتوفر للمتهم أيوب المسعودي أركان محاكمة عادلة وفقا للمعايير الدولية... وكذلك أن ينتظر السيد المنصف المرزوقي قليلا الى غاية صدور الحكم القضائي في حق مستشارة الإعلامي السابق ثم إذا عنّ له أن يعفو عنه.. فله ذلك طبعا نقول هذا على الرغم من أن المدعو أيوب المسعودي علق منذ يومين على ما يروج من أخبار عن إمكانية صدور عفو رئاسي في حقه بالقول «لا يمكن أن يعفو عني من هو أجدر مني بالعفو» !!! جريدة «المغرب» اليومية هي من نقلت عنه هذا التصريح الذي وصفته ب»البليغ» !!!