| أبو عياض يتّهم الحكومة باستغلال «السّلفيّة» لتبرير بقائها في الحكم بعد أحداث الجمعة أمام السفارة الأمريكية، والتي أسفرت عن مقتل 4 أشخاص وجرح العديد، قام زعيم تيار السلفية الجهادية الملقب بأبي عياض صباح أمس بالتوجه إلى جامع الفتح بالعاصمة حيث ألقى كلمة أمام عدد من أنصاره، رغم أنه محل تفتيش من قبل المصالح الأمنية على خلفية أحداث "الجمعة الأسود". و في كلمته دعا أبو عياض الحكومة للكف عن استغلال ما سماه ب"فزاعة السلفيين" واتهمها بأنها "تلعب بهذه الورقة لتغطية فشلها في التعامل مع الأزمات التي تمر بها البلاد، حيث أنها قامت باستفزاز أنصار التيار السلفي وهي تعرف مسبقا ردة فعلهم، وذلك من أجل إلهاء الرأي العام عن مشاكله الحقيقية ومحاولتها تجاوز عثراتها على حساب السلفيين وإيجاد منفذ لتبرير بقائها في الحكم قبل موعد 23 أكتوبر الذي تنتهي معه شرعيتها". أبو عياض لم ينف ولم يؤكد مشاركة أنصاره في أحداث السفارة الأمريكية يوم الجمعة الفارط، لكنه أشار إلى وجود عناصر أخرى لا تنتمي إلى التيار السلفي شاركت في هذه الأحداث واستغلت حالة الفوضى للقيام بأعمال تخريبية نسبت للسلفيين في محاولة لتشويه صورتهم أمام الرأي العام. زعيم تيار السلفية خاطب أنصاره ودعاهم إلى التحلي بالهدوء والحكمة وعدم الانسياق وراء دعوات التحريض على العنف الصادرة من بعض الجهات المشبوهة وقال في هذا السياق: "إن تونس ليست أرضا للقتال، بل هي أرض للدعوة". وبالتوازي مع ذلك كانت قوات الأمن تحاصر محيط جامع الفتح من جميع الجهات منذ الصباح غير أنها لم تحتك بأنصار أبو عياض الذين تجمهروا أمام المسجد بعد أن استمعوا لخطبة زعيمهم، ومنع البعض منهم الإعلاميين من القيام بعملهم حيث وقع التهجم على بعض المراسلين وافتكاك آلات التصوير والهواتف الجوالة منهم. كما رفعوا شعارات معادية للولايات المتحدة وللحكومة التونسية، مؤكدين على استحالة تسليمهم لزعيمهم، حيث قال أحدهم: "لن نسلم أبا عياض إلا على جثثنا..". وحسب شهود عيان، وفي غفلة من الجميع تم إخراج أبو عياض من جامع الفتح محتميا بمجموعة من أتباعه حيث تم منع الصحفيين والاعلاميين من تصوير هذه العملية، ليتفرق بعد ذلك أنصار التيار السلفي في كل الاتجاهات، وتبقى عملية دخول ومغادرة أبو عياض لجامع الفتح لغزا محيرا خاصة وأن المكان كان محاطا من جميع الجهات بقوات الأمن!!!