قررت وزارة الشؤون الدينية رفع قضية دولية إلى الأممالمتحدة ضدّ الحملات المسيئة للرسول الكريم والتي مسّت بحرمات ومقدسات المسلمين وستوكل هذه المهمة إلى اللجنة القانونية التي ستحدث صلب وزارة الشؤون الدينية. واتى هذا القرار كمقترح من المقترحات التي طرحت خلال المائدة المستديرة التي التأمت امس بمقر وزارة الشؤون الدينية بتونس والتي اشرف على افتتاحها نور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية. واعتبر الخادمي انّ الإساءة للرسول الكريم هي خطّة ممنهجة ومحكمة وليست مجرد تصرفات اعتباطية ويجب مواجهتها بطرق سلمية لان الانجراف وراء العنف غير جائز ومرفوض، كما انّ الغيرة على المقدسات إذا لم تبنى على منهج باطل فهي باطلة. وأضاف قائلا "أنّ ما جدّ مؤخرا هو استفزاز واضح والتفاف على الربيع العربي ونؤكد على أن تكون ردود الفعل سلمية وقانونية، كما نحذر من اي انزلاق امني أو اجتماعي". وأكد على انّ أي ممثل دبلوماسي او سفير دخل تونس فهو وفقا لمعاهدات واتفاقيات دولية لا يجوز الاعتداء عليه او على بعثته الدبلوماسية مهما كلّف الأمر ذلك. وفي نفس السياق اقترح احد المتدخلين اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب مثل هذا الانزلاق الخطير التي عاشته تونس مؤخرا عبر ترشيد المواقف وردود الفعل تجاه الحملة الشرسة المسيئة للرسول الكريم وتلقين دروس في السيرة النبوية داخل المساجد. فيما قال متدخل آخر "انه لإيقاف النزيف المسيء للرسول الكريم لا بدّ من تحرك داخل كل المكونات الإسلامية وخاصة السلفية منها وإمضاء ميثاق وطني لنبذ العنف". الدولة والدين وحول المائدة المستديرة تحت عنوان "الدولة والدين "قال نور الدين الخادمي انها من بين الندوات التي تنظمها الوزارة في إطار العمل العلمي وفي إطار منتدى تونس للوسطية وقد طرحت هذه الفكرة خلال لقاء إعلامي انتظم منذ مدّة بالوزارة. واعتبر الوزير أن تحييد المساجد لا يعني أن تظلّ بعيدة عن قضايا الناس بل تحييدها عن كل وظيفة حزبية أو نقابية. وتحت عنوان الدين والمشروع الوطني أفاد المحاضر البشير القدسي أستاذ فسلفة "أن حادثة الهجوم على السفارة الأمريكية الجمعة الفارطة على خلفية الفلم المسيء للرسول الكريم هي نتيجة اغتراب الخطاب الديني في محيطه الإسلامي الأصلي". وفي مداخلة أخرى تحت عنوان "تنظيم المجال الديني في سياق مدني" قال المحاضر عبد العزيز التميمي الباحث والصحفي انه في الحديث عن الدين والمجتمع نتحدث عن مقاربتين الأولى جامدة والثانية ديناميكية. استنكار.. وفيما يتعلق بالرسوم المسيئة التي نشرت بمجلة فرنسية مؤخرا استنكرت وزارة الشؤون الدينية في بيانها الصادر أمس الرسوم المذمومة وأدانت هذا الاعتداء الصارخ للمسلمين واعتبرت أن هذا الفعل إجرامي واستفزازي مقصود وإساءة متعمدة هدفها إرباك مسار الإصلاح والبناء في إطار الربيع العربي. ودعت الوزارة في بيانها إلى عدم الانزلاق في دائرة العنف بأنواعه،كما ترفض الوزارة وتحرّم اي اعتداء على السفراء والبعثات الدبلوماسية والزائرين. وتضمن نصّ البيان دعوة إلى العمل على وضع قانون وطني ودولي يحمي المقدسات الإسلامية وغيرها ويدين المعتدي عليها مهما كانت جنسيته او صفته ومقاضاة أصحاب هذه الإساءات وتحميلهم كلّ المسؤولية القانونية والأخلاقية فيما يجري من تحركات وردود فعل.