مثل أمس أيوب المسعودي المستشار الإعلامي السابق لرئيس الجمهورية أمام أنظار الدائرة الجناحية بالمحكمة الإبتدائية العسكرية الدائمة بتونس لمقاضاته في القضية التي رفعها ضده رئيس أركان الجيوش الثلاثة رشيد عمار. وكان تقدم في جلسات سابقة 31 محاميا بإعلامات نيابة عن المسعودي وانضاف إليهم محام آخر أمس ليرتفع العدد إلى 32 وقد تولى الأستاذ عمر الصفراوي مهمة التنسيق بين محاميّي الدفاع وقد تكفل أمس 8 محامين بالترافع حيث رافع أربعة منهم خلال الفترة الصباحية وأربعة خلال الفترة المسائية في حقهم وحق بقية زملائهم. ولاحظوا أن إجراءات التعهد باطلة وأن هذه القضية ليست من اختصاص المحكمة العسكرية وطلبوا من القضاء العسكري أن يتخلّى عنها لفائدة القضاء العدلي لأن ما هو منسوب للمسعودي جريمة صحافة مؤكدين على أن محاكمة المسعودي هي محاكمة رأي وحرّيات وليست قضية رأي عام، كما أكدوا على أن إجراءات التتبع باطلة، كما لاحظوا أن التهم الموجّهة لموكلهم مجردة ولا يوجد ما يدعمها وطلبوا الحكم في حقه بالبراءة. وبعد أن سجّت المحكمة مرافعاتهم قررت حجز هذه القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم إثر الجلسة. و كان رشيد عمار رفع شكوى ضد أيوب المسعودي اتهمه فيها بالمسّ من كرامة الجيش وسمعته ومعنوياته بانتقاد أعمال القيادة العامّة والمسؤولين عن أعمال الجيش بصورة تمسّ بكرامتهم ونسبة أمور غير قانونية عن طريق الصحافة لموظف عمومي تتعلّق بوظيفته دون الإدلاء بما يُثبت صحّة ذلك استنادا للفصلين 91 من مجلّة المرافعات والعقوبات العسكرية و128 من المجلّة الجزائية على إثر تصريحات إعلامية أدلى بها المسعودي وانتقد فيها رشيد عمار ووزير الدفاع وقال "إنهما لم يعلما رئيس الدولة المنصف المرزوقي بخبر تسليم البغدادي إلى السلطات الليبية رغم علمهما بقرار التسليم خلال مرافقتهما له في طائرة مروحية عسكرية إلى الجنوب التونسي للاحتفال بعيد الجيش الذي يوافق يوم 23 جوان من كل عام". وكان رشيد عمار تمسك بتتبع المسعودي وقال إنه اتهمه بالخيانة العظمى مشيرا إلى أنها تهمة خطيرة ومن شأنها أن تؤثر سلبا على العسكريين الذين يعملون تحت إمرته وأشار في شهادته أمام القضاء العسكري إلى أن اتهامات المسعودي له انبنت على معطيات مغلوطة الغاية منها المساس بالمؤسّسة العسكرية. علما أنّ أيوب المسعودي كان قد اتّهم وزير الدفاع ورشيد عمّار بإخفاء قرار ترحيل البغدادي المحمودي عن رئيس الجمهورية منصف المرزوقي وقد اعتبر المسعودي أنّ ذلك يمثّل خيانة دولة ودعا إلى فتح تحقيق في الغرض.