على خلفية الهجوم على السفارة الأمريكية في تونس الذي جاء بعد أن بث موقع «يوتيوب» مقاطع من فيلم «براءة المسلمين» المسيء للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم -إلى جانب نشر مجلة «شارلي إبدو» الفرنسية الساخرة عددا من الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم- اتخذ عدد من الحكومات الغربية إجراءات تحسبية من بينها غلق سفاراتها يوم الجمعة الفارط في عدد من البلدان الإسلامية ومنها تونس. وفي السياق ذاته، دفعت هذه الأحداث عددا من مواقع الديبلوماسيات الغربية إلى تعديل نصائح السفر التي تقدمها لمواطنيها. «الصباح الأسبوعي» رصدت التوصيات الجديدة التي أضافتها كل من وزارات الخارجية الأمريكية والفرنسية والإيطالية والبريطانية والأسترالية. الدعوة إلى توخي الحذر الشديد «وزارة الخارجية الأمريكية تحذر رعاياها من زيارة تونس في هذا الوقت»، هكذا يستهل موقع الوزارة النصائح للمسافرين الراغبين بزيارة تونس. وفي لهجة استنفار تقول الوزارة «مطار تونسقرطاج مفتوح والمواطنون الأمريكيون مدعوون إلى المغادرة عن طريق الرحلات التجارية.» وتضيف «على المواطنين الأمريكيين المقيمين في تونس توخي «الحذر الشديد» وتجنب المظاهرات وتدعو إلى اعتماد خطط الطوارئ الخاصة بها. وقد وضعت الوزارة على ذمة مواطنيها المعلومات اللازمة حول ما يمكن أن توفره سفارتها من خطط بديلة إضافة إلى أرقام يمكن أن يتصلوا بها. أما فرنسا فتقول وزارة خارجيتها إنه بسبب الاضطرابات والمظاهرات في العالم الإسلامي تنصح الخارجية بضرورة «توخي الحذر واليقظة، وتجنب المظاهرات، وإذا تم إعلان مظاهرة أو وقفة احتجاجية من الضروري عدم الخروج إلا في الحالات القصوى. عدم الخروج بعد صلاة الجمعة يوضح موقع «السفر الآمن» التابع لوزارة الخارجية الإيطالية أنّ الأسابيع الأخيرة شهدت أحداث عنف على غرار الهجوم على السفارة الأمريكية في تونس، إلا أنّ الموقع يشير إلى أن الأوضاع سرعان ما عادت إلى طبيعتها. ومع ذلك يوصي بضرورة الانتباه وتجنب أماكن التجمعات خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع وعقب صلاة الجمعة. ونظرا إلى السياق الدولي ينصح الموقع المواطنين الإيطاليين «بتجنب ارتداء ملابس مستفزة في الظروف الحالية»، دون أن ينفي أنّ الوضعية الأمنية في البلاد تحسنت. وفي نفس السياق يضيف «من الضروري توخي الحذر عند التنقل وتجنب أماكن التجمعات، خاصة في المناطق الداخلية التي تتواصل فيها المظاهرات ضد الحكومة بسبب انتشار البطالة والمطالبة بالترفيع في الأجور مما قد يتسبب في بعض الأحيان في قطع الطرقات وتعطيل الأنشطة التجارية والصناعية إلى جانب الأضرار التي لحقت بوسائل النقل العمومي والمدارس والمستشفيات» على حد تعبير الموقع. بريطانيا لا تمنع مواطنيها من السفر من جهته، يشير موقع «خارجية الكومونويلث» البريطاني إلى أنّه بالرغم من أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها تونس ومن إمكانية تنظيم مظاهرات وغلق السفارة البريطانية في تونس، فإن الوزارة لا تمنع مواطنيها من السفر إلى بلادنا ولا ترى أنه من الواجب وضع قيود على السفر إلى تونس. أما موقع وزارة الخارجية الأسترالية فقد صنف تونس باللون الأصفر تحت ملاحظة « ضرورة توخي الحذر الشديد» أما فيما يتعلق بالمناطق الداخلية فيضع تونس تحت اللون البرتقالي بملاحظة «فكر مرة أخرى في حاجتك للسفر»، وينصح مواطنيه بتوخي الحذر التام بسبب الوضعية الأمنية المتوترة ويضيف «على الأستراليين أن يكونوا على بينة من إمكانية تنظيم مزيد من الاحتجاجات مرتبطة بالتطورات الخارجية.»