انشاء أكاديمية تونسية ألمانية في مجال الحوكمة الرشيدة - أكد الياس الغرياني السفير التونسيبألمانيا ان تأسيس أكاديمية تونسية ألمانية في مجال الحوكمة الرشيدة المقرر انشاؤها قبل نهاية 2012 يأتي في إطار دعم مجالات التعاون بين البلدين وتبادل الخبرات في جميع المجالات وخاصة في مكافحة الفساد وترسيخ مبادئ الحوكمة الرشيدة. وأكد الغرياني في حديث خصّ به "الصباح" على هامش اختتام الدورة التكوينية ببرلين لمجموعة من الصحفيين والمسؤوليين عن الاتصال في الادارة التونسية حول الصحافة الاستقصائية ومكافحة الفساد والاتصال السياسي "سعي الطرفين الى تأسيس شراكة استراتيجية في اطار خطة عمل متكاملة." تكوين ورسكلة مهندسين وأضاف السفير التونسيبالمانيا ان الجانب الالماني أبدى رغبة جامحة منذ ثورة 14 جانفي في مساعدة بلادنا في جميع المجالات والاستئناس بالخبرات الألمانية سواء في المجال الامني او العسكري أو التدريب والتكوين المهني والمجال الاقتصادي والاجتماعي وتفعيل دينامية التبادل الثقافي بين البلدين. وكشف ان الحكومة الالمانية قدمت منح لفائدة 120 مهندسا تونسيا في مختلف القطاعات للتكوين والرسكلة مع امكانية انتدابهم في كبرى المجمعات الصناعية الالمانية اضافة الى تكوين ممرضات واطارات شبه طبية وتدريبهم وانتدابهم للعمل في المانيا. تعاون ثنائي مشترك وبخصوص مجالات التعاون ذكر سفير تونسبالمانيا ان الحكومة الالمانية الفيدرالية جددت في أكثر من مناسبة دعمها لتونس خاصة فيما يخص بعث الاستثمارات اضافة الى أن عدة مشاريع استثمارية ستجمع بين ألمانياوتونس في مجالات متنوعة على غرار دعم منظومة التعليم العالي والطاقة والقضاء والاعلام والقطاعات الاستراتيجية والحيوية مضيفا ان الحكومة. وبخصوص الاستثمارات في القطاعات الاستراتيجية أوضح الغرياني انه سيتم امضاء اتفاقيات بين البلدين في مجالات استراتيجية خلال الزيارة المرتقبة للمستشارة الألمانية والمقررة خلال شهر أكتوبر القادم لبحث سبل التعاون في هذا المجال. وفيما يتعلق باستغلال صورة تونس بعد الثورة والترويج لها خارجيا لاحظ ان صورة تونس في الاوساط السياسية احتلت مكانة متميزة والتونسيين أبهروا المجتمع الالماني بثورتهم السلمية. مضيفا ان هناك العديد من السياسين عبروا عن تقديرهم للثورة التونسية ودعوا الى ضرورة دعم التجربة الديمقراطية الناشئة في تونس. واعتبر اعادة جدولة جزء من ديون تونس المقدرة 60 مليون يورو أثبت الاستعداد الجدي للجانب الالماني لدعم البلاد في المرحلة الانتقالية الحالية من خلال تجويل الديون الى استثمارت تنموية، بالاضافة الى الزيارة الايجابية لرئيس الحكومة حمادي الجبالي إلى ألمانيا التى ساهمت في تدعيم اواصر التعاون بين تونسوألمانيا فضلا عن تزايد الاهتمام لدى مختلف السلط الألمانية لدعم جهود تونس في مسارها الانتقال الديمقراطي وترسيخ مبادئ الحرية والكرامة. وبيّن ان المستشارة الالمانية مركل عبرت في أكثر من مناسبة عن الإهتمام البالغ الذي توليه المانيا لمسار الإنتقال الديمقراطي وتضامنها مع تونس ومسار الحرية والديمقراطية بفضل الثورة السلمية للشعب التونسي واستعداد الحكومة الفدرالية لدعم المسار الديمقراطي التونسي خاصة من خلال توفير خطوط التمويل الخاصة بمشاريع تنموية وتشجيع المستثمرين الألمان للتوجه إلى تونس. استقطاب رجال الاعمال الالمان كما تطرق السفير التونسيبألمانيا الى أهمية الاستقرار السياسي والامني باعتبارهما يمثلان عاملان أساسيان لإقناع المستثمر الألماني وكذلك دفع حركة الاستثمار واستقطاب رجال الاعمال الالمان لانجاز المشاريع التنموية في تونس مشيرا الى ان الحكومة الالمانية اكدت استعدادها لتقديم الخبرة والدعم اللوجستي وذلك في اطار دعمها للتجربة الديمقراطية الناشئة في تونس. وفي نفس السياق قال السفير التونسي ان من بين مجالات التعاون بين البلدين تدعيم الاعلام من خلال تأطير الصحفيين التونسيين وتبادل الخبرات في المجال الاعلامي وقد تم مؤخرا القيام بدورة تكوينية لمجموعة من الاعلاميين والمسؤولين عن الاتصال في الادارة التونسية تناولت الاتصال السياسي والصحافة الاستقصائية وآليات مكافحة الفساد اضافة الى هذه المشاريع ستشمل ايضا الحوكمة الرشيدة والتعاون في المجالات القانونية ومقاومة الفساد. استياء من نشر رسوم مسيئة للاسلام وبخصوص الاحتجاجات الاخيرة التى شهدها البلدان العربية بعد نشر رسوم مسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام أكد السفير التونسيبألمانيا ان الجالية التونسية والعربية عبرت عن استياءها من نشر الصور المسيئة للرسول والاسلام مؤكدا ان الاحتجاجات كانت بطرق سلمية وحضارية وتم التأكيد في الاوساط السياسية بألمانيا على ضرورة احترام المقدسات والمعتقدات مع عدم المس بها. التأقلم واللغة أبرز العوائق وردا عن سؤال يتعلق بالاشكاليات التى تواجه الجالية التونسيةبألمانيا نفى السفير التونسيبألمانيا ان تكون هناك اشكاليات أو صعوبات والسفارة التونسيةبألمانيا تعمل على تذليل كل الصعوبات وقد تدخلت في أكثر من مناسبة لحل بعض الاشكاليات بالتوازي مع العمل الاداري للممثلي الديبلوماسية التونسية في المانيا ويبقى من أبرز الصعوبات التى يعاني منها التونسيين هي اشكالية التأقلم والاندماج في المجتمع الألماني، كما يشكل عامل اللغة الالمانية حاجزا نسبيا بالنسبة للقادمين الجدد الى المانيا والذي لا يتقنون اللغة الالمانية والسفارة تعمل على تجاوز مثل هذه الصعوبات التى تعترض كل مواطن تونسي في المانيا. وأضاف ان السفارة تدخلت في أكثر من مناسبة لتوفير شغل بالنسبة لأبناء الجالية التونسية وقد تم مؤخرا توفير موطن شغل لأحد جرحى الثورة في أحد المصانع اضافة الى القيام بدورات تكوينية وتدربيبة لفائدة الجالية التونسية. وختم السفير التونسيبالمانيا حديثه بالتأكيد على ان بلادنا هي الدولة العربية والإفريقية الوحيدة التي يتم منحها هذا الاستثناء في اطار مجلس وزاري مشترك مع ألمانيا مؤكدا على أهمية التعاون المشترك مع الحكومة الالمانية خاصة في استقطاب الاستثمارات الاجنبية وفتح افاق التعاون في جميع القطاعات وخلق مواطن الشغل للعاطلين عن العمل وتحقيق الاهداف التى جاءت من أجلها الثورة.