قررت أمس الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف العسكري بتونس برئاسة القاضي منصف ذويب(عوّض قاضيا آخر) تأجيل النظر في قضية شهداء تالة والقصرين وتاجروين والقيروان إلى جلسة يوم 28 نوفمبر القادم. وأحضر أمس المتهمون الموقوفون كما حضر المتهمون المحالون بحالة سراح عدا متهم واحد كما حضر محامو دفاع الشقين وطالب الأستاذ عزالدين العرفاوي محامي أحد المتهمين توفير الظروف الملائمة لحماية المحامين ملاحظا أنه تعرض للعنف والتهديد والشتم من قبل عائلات الشهداء والجرحى الذين كانوا أمام المحكمة وقد سانده في طلبه بقية المحامين. ولم يحضر الجلسة المكلف العام بنزاعات الدولة ولاحظت المحكمة أنها تعهدت مؤخرا بالنظر في هذه القضية وقد قررت تأجيلها لتسخير محام للدفاع عن المتهم زين العابدين بن علي المحال بحالة فرار وأيضا لتكليف المستشار المقرر وهو مقدم بالجيش الوطني لإجراء الأبحاث والإستقراءات اللازمة بشأن الأفراد سواء من قوات التدخل أو غيرهم وما زوّدوا به من عتاد وأسلحة وذخيرة خلال المواجهات التي شهدتها مدينتي تالة والقصرين خلال الثورة. كما لاحظ رئيس الدائرة أنه إذا لم تستجب الحكومة للطلبات المذكورة التي ستتقدم بها فستعلن المحكمة عن ذلك أمام وسائل الإعلام مضيفا أن قاضي التحقيق بالمحكمة العسكرية بصفاقس كاتب وزير الداخلية في الحكومة السابقة لإجراء الإختبارات المذكورة ولكنه لم يستجب له. العائلات تحتج من جهة أخرى تجمع عدد كبير من أهالي الشهداء وكذلك الجرحى أمام المحكمة العسكرية معبرين عن مقاطعتهم للمحاكمة مهددين بالدخول في اعتصام مفتوح بالقصبة، وفي لقائنا ببعضهم أفادنا السيد شوقي المحفوظي شقيق شهيد تاجروين كمال المحفوظي أنهم قاطعوا المحاكمة لأن حكم المحكمة الابتدائية العسكرية بالكاف كان "مهزلة" وأن العون الذي قتل شقيقه حوكم بسنتين سجنا فقط رغم وجود شهود وثبوت تهمة القتل العمد في حقه. أما السيد كمال الجمني والد الشهيد مروان الجمني أول شهيد في تالة فذكر أن محكمة الكاف العسكرية قامت بمحاكمة "مسرحية" وهم ليسوا مستعدين أن يتابعوا فصلها الثاني بمحكمة الإستئناف بتونس مضيفا أن "القتلة الحقيقيين مازالوا ينعمون بالحرية ونالوا البراءة وقد وضعت المحكمة بشير بالطيبي كبش فداء في حين برأت قتلة أبنائنا". وأما عادل السايحي شقيق الشهيد وجدي السايحي فقال إنه قاطع هذه المحاكمة لأنها "مسرحية" وأضاف قائلا "نحن ما نعطوش دم أولادنا والقانون الي برأ القتلة سيبرؤنا نحن" مؤكدا على أنه على يقين من أن منصف العجيمي هو من قتل شقيقه ولكنه ينعم بالحرية. وقال الجريح نورالدين بولعابي إنه أول جريح في الثورة التونسية وقد أصيب ب 4 طلقات أثناء الثورة بتالة حيث أصابته في الرئتين والصدر والأضلع وكذلك بالطيحال مضيفا أنه توجد بجسمه 115 شظية لم يتم انتزاعها من جسده وأكد على أنه عائل لأسرة متكونة من 6 أفراد بينهم 4 أبناء كلهم تلاميذ وقال إنه ليس له أي مورد رزق ويطالب الحكومة بتخصيص راتب قار له ومعالجته أيضا. كذلك الشأن بالنسبة للجريح عثمان الرطيبي من تالة حيث قال إنه أصيب في القدم أثناء الثورة وقد تم تقدير الضرر ب4 بالمائة مؤكدا على أنه أب لطفلين وهو العائل الوحيد لأسرته وقد قاطع هذه المحاكمة لاعتقاده الجازم أنها فصل ثان من "مسرحية" تم عرض جزئها الأول بعسكرية الكاف.