احتفل الاوركستر السمفوني التونسي مساء الخميس مع المجموعة العالمية باليوم العالمي للموسيقى وقدم أول عرض له في هذا الموسم في سهرة الخميس بالمسرح البلدي بالعاصمة تحت إشراف السيد مهدي المبروك وزير الثقافة الذي تابع الحفل وبارك إهداءه إلى الموسيقار احمد عاشور وقدم في نهايته الورود. امام جمهور غفير وعدد كبير من نواب المجلس التأسيسي والسياسيين والموسيقيين والمولعين بالموسيقى الكلاسيكية. هذه الفئة المتعطشة لهذه النوعية الراقية من الفنون تابعت العرض في صمت وانتباه شديدين واستحسنت بالتصفيق طبعا إهداء العرض الأول للأوركستر السمفوني في موسمه الجديد بعد ان تمت تسمية المايسترو حافظ مقني على رأسه للمايسترو احمد عاشور هذا الذي أقعده المرض عن مهامه وقيادة الاركستر بعد مسيرة سنوات حافظ فيها على الاوركستر وارتفع به عاليا وأكد له حضوره عبر السنين ونقش أحقية هذا الحضور على حجر صوان صم. احمد عاشور الحاضر دوما والمايسترو احمد عاشور هو من أعلام الموسيقى التونسية حيث ساهم في تطويرها وفي خلق تقاليد جديدة للموسيقى السنفونية الوطنية وفي تونسة الاوركستر السفوني التونسي وقاده في الفترة الفاصلة بين 1979 الى غاية سنة 2011 حيث أحدث الأوركستر السمفوني التونسي سنة 1969 من طرف وزارة الثقافة آنذاك بهدف الانفتاح على الموسيقى الكلاسيكية. وكان في البداية يعتمد على أساتذة بلغاريين وقائد فرقة فرنسي. ارسي المايسترو احمد عاشور قاعدة الحفل في آخر خميس من كل شهر وارتبط اسمه بمهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية منذ انبعاثه سنة 1985 سرا وعلنا وقد عمل على المحافظة على إشعاعه ومكانته العالمية وذلك من خلال المشاركات السنوية المنتظمة للأوركستر السمفوني في برنامجه. والمكرم متحصل على ديبلوم الموسيقى العربية وجائزة أحسن عازف على آلة الكمنجة سنة 1967 بعد ان درس الموسيقى بالكونسرفاتوار الوطني ثم تابع دراسته في الحقوق قبل ان يغير وجهته ويلتحق بمعهد «سكولة كانتورم «بباريس حيث تحصل على ديبلوم قيادة اوركستر وقد قدم المايسترو احمد عاشور عروضا كثيرة في عدة بلدان على رأس الاوركستر السمفوني التونسي على غرار الرباط وموسكو ولينينغراد. وفي غياب المايسترو احمد عاشور وبعد ان تم اقتراح عدد من كبار الموسيقيين والأساتذة لخلافته على رأس الاوركستر تم الاتفاق على تكليف المايسترو حافظ مقني بهذه المهمة منذ شهر جويلية 2012 وهو ليس بغريب بل على العكس سبق له ان قاده وان أبدع في العزف على الكمنجة مع أعضائهما بين سنوات 1979 إلى 1986. وحافظ مقني من عائلة موسيقيين معروفين على الصعيدين العالمي والوطني ويكفي ان نذكر باسم الملحن محمد مقني وعازف البيانو بسام مقني وعازف الكمنجة هشام مقني وسهى مقني. حفظ العزف في السابعة من عمره ودرس في اكبر المعاهد الموسيقية الفرنسية وقدم عروضا في تونس وفي فرنسا واسبانيا وتشيكيا والصين. الثلاثاء عوضا عن الخميس.. قدم حافظ مقني الاركستر السمفوني الذي ارتفع عدد أعضائه من 40 الى 60 عازفا ينتمون الى كل جهات الجمهورية خلال الحفل تقريبا 11 معزوفة فصلت بينها فقرة عزف منفرد على البيانو قدمها العازف بسام مقني واستمتع الجمهور بمعزوفات لكل من روسيني(الايطالية في الجزائر) ومحمد مقني(مرثاة) و(المتوسطيون) والدتويفال(التزلجون) وبراهامز(رقصة مجرية) وغريغ(كونسرتو البيانو) وماسانيي(انترميزو) والغار(مضخات وظروف)وسبيليوس(رقصة حزينة) وسوبي(شارع وفلاح). وينوي حافظ مقني حسب تصريح خص به جريدة «الصباح «بعد الحفل إضافة إلى تطعيمه للاوركستر بعازفين جدد(20 عازفا) بداية عهد جديد يرتكز على رؤية اشمل وأوسع لعمل الاوركستر ويعتمد على اللامركزية في اختيار الأعضاء وفي فضاءات تقديم العروض ويعتزم القائد الجديد الترفيع في عدد العروض الشهرية والخروج بالاوركسترا من العاصمة إلى الولايات الداخلية وتقديم عروض حسب الطلب في البداية لتصبح عروضا دورية بمواعيد قارة أما الحفل الشهري فسيصبح موعده آخر ثلاثاء من كل شهر.