بعد الافتتاح الاول في «كراكة» حلق الوادي والافتتاح الثاني بمتحف قرطاج، كانت المحطة الثالثة في سهرات افتتاح مهرجان ليالي قرطاج بالمسرح البلدي بالعاصمة مع الأوركستر السمفوني المدرسي والجامعي. تاريخ 5 جويلية 2011 سيبقى خالدا في أذهان أطفال وشباب الأوركستر السمفوني المدرسي والجامعي كيف لا وهي المرّة الأولى التي يصعد فيها هذا الأوركستر الشبابي على ركح أعرق المسارح وفي إطار شيخ المهرجانات التونسية ونقصد مهرجان قرطاج الدولي في نسخته الاستثنائية بعد 14 جانفي 2011. أكثر من 40 عازفا يشكلون الاوركستر السمفوني المدرسي والجامعي أغلبهم من الشباب والأطفال بقيادة المايسترو حافظ المقني، كانوا في الموعد لتأثيث هذه السهرة التي لم تجلب جمهورا غفيرا لكنها كانت في مستوى الحضور الذي في مجمله من عشاق الموسيقى الكلاسيكية. برنامج السهرة تضمن 14 معزوفة وذلك تكريما لثورة 14 جانفي، تراوحت بين معزوفات من التراث الموسيقي الكلاسيكي العالمي، ومعزوفات من تلحين مبدعين تونسيين على غرار محمد مقني ومراد قعلول التي أخذت تقريبا نصف الحيز الزمني من العرض. هذه المعزوفات تم اختيارها بطريقة ذكية جدّا حيث اعتمد حافظ مقني على معزوفات قصيرة (زمنيا) وخفيفة في تركيبتها الموسيقية وهو اختيار ينبع من حرص أصحاب العرض على توفير جانب من «الترفيه» على حد قول حافظ المقني لتدريب الأذن التونسية على استساغة الموسيقى الكلاسيكية. نقطة ايجابية تم تسجيلها في هذا العرض وتتعلق بالمعزوفات «التونسية» فقد استمتع الجمهور الحاضر بمعزوفات ذات مقامات تونسية في توزيع أوركسترالي ممتاز. وإذا كنا تحدثنا عن الألحان والمعزوفات فإننا لا ننسى الإشارة الى انضباط العازفين والعازفات على الرغم من صغر السن، وكذلك مهارتهم في العزف على غرار عازفة العود مروى مجدي وعازف الكمنجة أيمن ذاكر. عرض الأوركستر السمفوني المدرسي والجامعي كان فرصة لنكتشف طاقات شابة قادرة على مزيد التألق والإبداع إذا ما وجدت العناية اللازمة من قبل سلطة الاشراف حتى على مستوى التوزيع اذن لا يعقل ان لا يبرمج الأوركستر في مهرجان قرطاج الا هذا العام في حين انه تأسس منذ 1989!! فهل يكون مستقبل الأوركستر السمفوني المدرسي والجامعي أفضل من ماضيه؟ هذا موكول إلى جهد أعضائه ولكن أيضا تعامل أفضل من قبل وزارة الثقافة.