تتجه أنظار التونسيين اليوم ساسة ومواطنين إلى مبادرة الحوار الوطني الذي اقترحه الاتحاد العام التونسي للشغل لتنقية الأجواء في محاولة لتهدئة الأوضاع وضمان التوافق بين مختلف الأطراف بما يضمن الاستقرار وتقوم المبادرة على ركيزتين هامتين هما أسس الدولة المدنية والديمقراطية والعدالة الانتقالية. ويأتي حوار اليوم بومضة من التفاؤل لعموم الشعب التونسي الذي زادته مبادرة "الترويكا" جرعة التفاؤل مع إعلان الائتلاف الحاكم عن خارطة طريق واضحة للمرحلة السياسية القادمة خصوصاً أنها جاءت وسط ما تداولته أوساط إعلامية وسياسية بأن الوضع الراهن أصبح أكثر صعوبة من أي وقت مضى مما يوحي للجميع بأفق سياسي جديد من شانه أن ينهي أشهرا طويلة من الخلافات بين مختلف الفاعلين في الساحة الوطنية. وقد لاقت مبادرة الاتحاد ترحيبا من طرف الحكومة حيث اعتبر الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير العدالة الانتقالية وحقوق الإنسان سمير ديلو في وقت سابق في تصريح لإذاعة "اكسبراس اف ام" أن الحكومة ستدعم مبادرة الاتحاد الذي قال عنها "أنه يبقى له الدور الأبرز سياسيا واجتماعيا بالإضافة إلى دوره كمساهم للاستقرار وبالتالي فان الحكومة لا ترى مانعا في الانخراط في هذا التمشي". أما فيما يتعلق بموقف "الترويكا" فقد رفع المؤتمر والنهضة الفيتو في وجه المبادرة.