إنتظم صباح أمس بساحة محمد البوعزيزي بمدينة سيدي بوزيد إجتماع عام تحت إشراف قيادات وطنية للجبهة الشعبيّة وبمشاركة وفود من مكوّنات المجتمع المدني يمثلون مختلف جهات البلاد تضامنا مع الموقوفين إثر الإحتجاجات الأخيرة وتأكيدا على استحقاقات الولاية في التنمية والعدالة الإجتماعيّة. ورفع أنصار الجبهة عدّة شعارات مناهضة للحكومة على غرار "النهضة والنداء أعداء الشّهداء" و"الشّعب يعاني في الأرياف ياحكومة الإئتلاف" و"تنتخب تستقيل الجبهة هي البديل" بالإضافة إلى بعض اللافتات التي تمحورت مضامينها حول بعض المواضيع ذات الصّلة بمناهضة التعذيب ودسترة الحق في الصحة ورفض الإملاءات الخارجية للمعاهدات المهنية مع الدّول الأجنبيّة في ما توجه الأمناء العامون للأحزاب المنخرطة في الجبهة بخطابات أشادت بدور الثورة في التحرّر والإنعتاق والتخلص من نظام الحزب الواحد. وبهذه المناسبة أصدرت التنسيقيّة الجهويّة للجبهة الشعبية بسيدي بوزيد التي تزامنت مع إحياء ذكرى عيد الجلاء بيانا توضيحيا إلى الرأي العام أعلنت من خلاله تمسكها بضرورة أن يكون الوالي مستقلا محايدا وبعيدا عن التجاذبات السياسيّة وأن يضع مصلحة الجهة فوق كل إعتبار وإطلاق سراح جميع الموقوفين وإنهاء التتبعات العدلية ضدهم (عملة مقاطع الحجارة بالجمال شباب قرية العمران عملة الحضائر بسيد بوزيد) وكافة المفتش عنهم على خلفية الإحتجاجات الإجتماعية والدعوة إلى رحيل رئيس منطقة الحرس الوطني ووكيل الجمهورية وفتح تحقيق جدي ومحاسبة كل من تورط في قمع المعتقلين وتعذيبهم والتنكيل بهم. كما دعت الجبهة الشعبية أبناء الجهة إلى الإلتفاف حول مطالبهم المشروعة والملحة والمتمثلة بالخصوص في فتح ملف التنمية والتشغيل بكل جدية ومسؤولية والعمل على إيجاد حلول عملية ومباشرة والإسراع في تركيز نيابة خصوصية بسيدي بوزيد وبقية البلديات الأخرى ومجلس جهوي للتنمية يكون ممثلا للأحزاب السياسية الفاعلة في الجهة ومنظمات المجتمع المدني. واعتبرت الجبهة في بيانها أن الموقف المريب لحركة النهضة من الوالي الجديد الذي قبلت به في قبلي يتنزل في إطار توتير الأجواء وتعميق حالة الفراغ الإداري بالجهة من أجل التغطية على الفشل الذريع لحكومتها في الإيفاء بالإستحقاقات السياسيّة والإجتماعيّة التي تعهدت بها قبل 23 أكتوبر 2011. وعقب إختتام التظاهرة تحول المشاركون في هذه القافلة التضامنية إلى منزل بوزيان لمساندة شباب وشيوخ قرية العمران المضربين عن الطعام للأسبوع الثالث على التوالي داخل مركز الحرس الوطني والبحث عن الحلول والمقترحات الكفيلة بإخراج المنطقة من حالة التوتر والإحتقان الشديدين خاصة بعد تهديد المضربين بتنفيذ إنتحار جماعي في صورة عدم الإفراج عن الموقوفين العشرة الذين يمثلون اليوم الثّلاثاء أمام أنظار قاضي التحقيق بالمحكمة الإبتدائيّة بسيدي بوزيد لمواصلة إستنطاقهم حول التهم المنسوبة اليهم. وتجدر الإشارة إلى أن الحافلة المقلة للوفد القادم من العاصمة قد تعرضت إلى اعتداء من قبل مجهولين تسبب في تهشيم البلور بعد رشقه بالحجارة ومع ذلك فإن الوفد لم يرد الفعل تجاه المعتدين واعتبره مجرد حادث عرضي لا يغير من المسار الذي إتخذته الجبهة الشعبية منهجا لتحقيق أهداف الثورة.