قال السينمائي النوري بوزيد المتوج مؤخرا بجائزة أفضل مخرج عربي في الدورة السادسة من مهرجان أبو ظبي أن ردود الأفعال كانت جد إيجابية في العرض العالمي الأول لفيلمه بالإمارات من قبل النقاد والجمهور وأعرب المخرج التونسي في اتصالنا به عن تفاجئه من هذا الانطباع الجيد على فيلمه بعد أن تعود وجود انقسام بين أطراف تدعم أفكاره وأطراف أخرى تنتقد مضامين أعماله مشيرا إلى أنه انبهر بالحضور النسائي والعائلي لشريط "ما نموتش" ضمن برمجة مهرجان أبوظبي السينمائي. وفيما يخص النقد الموجه للعمل كشف محدثنا أن جل النقاد تسلّحوا بالموضوعية في تحليلهم لشريط "ما نموتش" ونوّهوا بتقنياته السينمائية وطرحه الفكري ماعدا ناقدين من مصر أثارا بعض الجدل خلال الندوات الصحفية الخاصة بعرض الشريط وصرّح النوري بوزيد في هذا السياق أن محاولات بعض النقاد المصرييّن التركيز على صعوبة اللهجة التونسية ودورها في عرقلة تسويق العمل تعلة واهية وأكد أن رده على المصرين لقي قبول وترحيب كل الحاضرين من فنانين وإعلاميين ونقاد عرب حين طلب منهم محاولة فهم لهجات بقية البلدان العربية مضيفا أن التونسيين أتقنوا على مر سنين فهم اللهجات المغاربية والمصرية والخليجية والشامية وهذه نقطة تحسب لهم وبالتالي فهو ليس في حاجة لدرس حول اللهجات أو حول كيفية الترويج للأفلام. وعن مسألة تقديم العرض العالمي الأول لشريط "ما نموتش" في مهرجان أبوظبي السينمائي بدلا من أن تكون هذه المناسبة خاصة بعرس السينما التونسية، أفادنا النوري بوزيد أنه اقترح فيلمه على القائمين على أيام قرطاج السينمائية وأشار إلى رغبته في عرض الفيلم في الافتتاح خلال لقاء مع وزير الثقافة مهدي مبروك إلا أنه لم يتلقّ أي رد رسمي يفيد حضوره في هذه التظاهرة وبما أن صندوق سند التابع لمهرجان أبوظبي السينمائي ساهم في دعم "ما نموتش" كان العرض العالمي الأول في الإمارات. وعلى صعيد متصل، لفت النوري بوزيد الانتباه إلى أنه توج بجل جوائز أيام قرطاج السينمائية ومن الضروري أن يتنافس اليوم المخرجون الشباب على هذه الجوائز. وعن موقفه الرافض والناقد لمظاهر التكفير والاعتداء على الفنّانين الذي برز من خلال شخصية عازف الأكورديون الأعمى (جسده النوري بوزيد بنفسه) قال محدثنا أن هذه الشخصية المستوحاة من واقعنا اليوم بعد الثورة وتندرج ضمن السياق العام للشريط الذي تدور أحداثه انطلاقا من سقوط نظام بن علي، هي رد فعل متعمد لما حدث له شخصيا ولعدد من المبدعين بعد أن اعتدى عليه بالضرب شخص مجهول إثر مطالبة "بسيكو أم" في إحدى أغانيه بتصفيته بسبب مواقفه وأعماله الفنية وذلك في سهرة فنية من تنظيم أنصار النهضة وأضاف النوري بوزيد أن سمير ديلو وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية الحالي اكتفى بالقول في ذاك الحين على أمواج إذاعة خاصة أن الأمر يتعلق بمجرد أغنية وأنا أرد عليه اليوم بالقول أن "ما نموتش" مجرد فيلم... من جهة أخرى انتقد السينمائي النوري بوزيد أداء الحكومة والمجلس الوطني التأسيسي حيث أبرز أن الفاعلين اليوم في السلطة جاؤوا لكتابة الدستور فأصبحوا يفكرون في كيفية الحكم لفترة أطول كما حاولوا وضع عروق للسلطة غير أنها لم تنبت قائلا:"إن دور المجلس التأسيسي جمع التونسيين حول مبادئ مشتركة لا تفريقهم وبث الفوضى في صفوف الشعب الواحد." وتابع المخرج قوله: "ومع ذلك فنحن الآن في مرحلة السياسيين لا المثقفين حيث ظهرت عديد الوجوه السياسية الجديدة من حقها نيل فرصتها للعمل وتجسيد نضالها على أرض الواقع وبالنسبة للنخبة فعليها الالتزام بالنقد وللتقييم وطرح البديل مشددا على أن الحرية تفتك ولا تهدى...