تستقبل تونس اليوم عددا كبيرا من المفكرين والمبدعين الاسبان الذين سيشاركون في إعادة تسليط الأضواء على العلاقات التونسية الاسبانية في شتى المجالات ومن بينها مجلات الفكر والإبداع والبحث وذلك تلبية لدعوة وجهتها لهم الجمعيّة التونسية لدارسي اللغة الإسبانية وآدابها. 35 ضيفا جاؤوا البارحة إلى تونس ليقولوا ومعهم المبدعون التونسيون بصوت واحد "تونسوإسبانيا: توأمين بالتاريخ والأدب" وليتحدثوا عن مسارهم الإبداعي ويطلعوا مبدعينا ومفكرينا على أبعاد أعمالهم الأدبية والفكريّة وليؤكدوا على ان تعليم اللغة الاسبانية لأبنائنا في المعاهد الثانوية وفي الجامعة فكرة وجيهة يحبذ ان تتدعم وتتطور وتتواصل وان تفتح لها أبواب أخرى حتى تسهل أطر التحاور والتبادل الفكري والثقافي لا بين تونسواسبانيا فقط وإنما بين كل البلدان التي تتحدث باللغة الاسبانية لغة الفن والشعر والأدب هذه اللغة التي يتكلمها مئات ملايين البشر في شتى بلدان العالم والتي أبدع بواسطتها أهم كتاب الرواية والقصة والشعراء في العالم. هؤلاء القادمون من أرض عزيزة على العرب والمسلمين بقصصهم وأشعارهم وبحوثهم في الأساطير القديمة وفي العلاقات التي ربطت بين التونسيين والموريسكيين وبين الفينيقيّين والإسبان وفي الجذور الثقافية المشتركة بيننا سيقدمون عددا من المحاضرات والدراسات الأدبية والتاريخية في الملتقى التونسي الاسباني الثاني للمفكرين والكتاب الذي ينطلق اليوم بالمكتبة الوطنية. وهذا الملتقى الكبير الذي سيفتتحه اليوم وزير الثقافة السيد المهدي مبروك وأنطونيو كوسانو سفير إسبانيابتونس ورفائيل رودريغاث بونقا الكاتب العامّ لمعهد ثيرفانتس بمدريد وباسيليو رودريغاث كانيادا رئيس الجمعيّة الإسبانيّة للمهتمّين بثقافات إفريقيا ورضا مامي رئيس الجمعيّة التونسيّة لدارسي اللغة الإسبانية وآدابها يشارك فيه شعراء كثر من تونس ومن اسبانيا تعودوا السفر بحثا عن مدينة فاضلة او جنة ضائعة او فردوس موعود ومثقفون يؤمنون بالفكر الحر ولا يعترفون بحدود الجغرافيا ولا أزمنة التاريخ يقودهم حنين لا يعترف بالزمان ولا بالمكان إلى أرض الشّعر التي تتلاقح فيها العقول وتتنافذ فيها الثقافات. ومثل هذه الملتقيات التي تقدم خلالها نخب البلدان إنتاجها الإبداعي والفكري للناطقين بلغات مختلفة عن لغتهم تفتح حوارات لا عن نماذج كتابة مختلف الأجناس الأدبية كالقصة والمقالة والشعر والصحافة فقط وإنما تشكل فرصة لاطلاع الآخر عن قرب على مدى عمق الحركة الثقافية والإبداعية للضيف والمضيف وتدفع إلى تحريك سواكن حركة الترجمة التي تفتح باب التعرف على الآخر وبالتالي قبوله وهي فرصة أيضا لتكريم مفكرينا ومبدعينا مع نظرائهم الاسبان ومناسبة يقيم فيها أبناؤنا وأساتذة اللغة الاسبانية عندنا تحصيلهم طيلة سنوات من دراسة هذه اللغة الثرية ويكتشفون جديد كتابها وشعرائها وجديد توجهات الأدب والفكر لذا نقول: أهلا ومرحبا بكتاب وشعراء ومفكري إسبانيا.