تونس (وات)- افتتحت صباح يوم الثلاثاء بدار الكتب الوطنية بالعاصمة أشغال الملتقى التونسي الاسباني الأول للمفكرين والكتاب الذي تنظمه الجمعية التونسية لدارسي اللغة الاسبانية وآدابها بالتعاون مع دار "بيقماليون ايدييرو" للنشر وستتواصل الأشغال الى غاية 6 نوفمبر 2011 بمشاركة نخبة من الجامعيين والكتاب والإعلاميين من تونسواسبانيا. وأوضح السيد عز الدين باش شاوش وزير الثقافة لدى افتتاحه لفعاليات هذا الملتقى أن هذه التظاهرة ستكون محملة بروح الخصوصية والتفرد من خلال سعيها إلى وضع منظومة عملية من الآليات الفاعلة لتجسير العلاقة بين المفكرين والمبدعين التونسيين والاسبان وإحياء الموروث الحضاري الزاخر بين البلدين. وبين أن العلاقات الثقافية بين تونسواسبانيا موغلة في عمق التاريخ حيث تمتد جذورها إلى أكثر من ثمانية قرون من التلاقح والتواصل والتعايش بين البلدين ،مشيرا الى بلوغ هذه العلاقات ذروتها عندما فتحت تونس احضانها لل"موريسكيين" منذ نهاية القرن الخامس عشر وادمجتهم في نسيجها الاجتماعي والاقتصادي لتستفيد من اضافاتهم في جميع الميادين. وأشار الى ان هذا اللقاء سيكون مناسبة للبحث في خصوصيات الإرث الحضاري المشترك بين تونسواسبانيا وإبراز تنوع تراكماته ومزيد إثراء مضامينه لا سيما في هذا الظرف العالمي المشحون بالأزمات الاقتصادية والاجتماعية والتوترات الإقليمية من جهة وتصاعد إرهاصات الانعتاق والتوق إلى آفاق الحرية والعدالة والكرامة في المنطقة العربية من جهة أخرى. وأضاف ان هذه التظاهرة ستكون منطلقا لإرساء مرتكزات منظومة تعاون ثقافي تونسي اسباني من شانها ان تشمل قطاعات أخرى اقتصادية واجتماعية وسياسية ،كما أن للتجربة الديمقراطية في اسبانيا ونظيرتها الناشئة في تونس من الخصوصيات المشتركة ما من شأنه أن يساهم في وضع استراتيجية شاملة للعلاقات بين ضفتي المتوسط باعتبار البلدين قاطرتين أساسيتين للتراشح الثقافي في المنطقة . ومن جانبه اعرب السيد أنطونيو كوسانو سفير اسبانيابتونس عن إعجابه بشجاعة الشعب التونسي ووعيه وقال "ان التونسيين برهنوا عن قوة ارادتهم ووعيهم من خلال ثورتهم التي مثلت بداية الربيع العربي وكذلك كثافة مشاركتهم في انتخابات المجلس التأسيسي حيث اكدوا حرصهم على المشاركة في الحياة السياسية وبناء تونس جديدة شعارها الحرية والكرامة." ومن جهته عبر السيد رضا مامي رئيس الجمعية التونسية لدارسي اللغة الاسبانية وآدابها عن بالغ سعادته بتمكن الجمعية التي تعد حديثة العهد من تنظيم مؤتمر علمي بهذا الحجم ملاحظا ان جميع المدعوين تونسيين واسبان استجابوا للدعوة. وأكد أن تونس كانت ولا تزال منفتحة على الأدب الفرنكوفوني الا ان هذا الانفتاح يحتاج الى روافد أخرى متعددة من أهمها حسب رأيه "تدعيم الروابط التونسية الاسبانية التي تضرب جذورها في تاريخ عريق فربط الفضاء الاوروبي بالفضاء العربي والمغاربي على وجه الخصوص لا يمكن ان يتم دون تونس في الضفة الجنوبية للمتوسط واسبانيا في الضفة الشمالية." وفي ذات السياق أفاد السيد حبيب القزدغلي عميد كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة ان نجاح العملية الانتخابية في تونس يعكس انخراط التونسيين الواعي في صياغة دستور جديد مشيرا الى ان المرحلة الراهنة التي تمر بها تونس تطرح مهاما ومسؤوليات على عاتق الجامعيين وتحثهم على تكوين أجيال مثقفة ومطلعة على تاريخها وانتمائها الحضاري. وأوضح السيد باسيلو رودرغز كانيادا مدير دار النشر بيقمالون ورئيس الرابطة القلمية الاسبانية "بان كلوب" ان القواسم التاريخية المشتركة بين تونسواسبانيا لم تحظ بالتحليل الكافي رغم العلاقات المتينة التي جمعت البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وعبر عن أمله في ان تؤسس تونس نظاما ديمقراطيا بعد صياغة دستور يضمن كل انواع الحريات لا سيما منها حرية الإبداع "لان الثقافة لا تكتمل الا مع الحرية." وسيتضمن برنامج هذا الملتقى الى جانب محاضرات لأدباء وإعلاميين وباحثين في الأدب الحديث والمعاصر التونسي والاسباني القاء لاشعار تونسية واسبانية وزيارات استكشافية للجنوب التونسي وفقرات موسيقية. يذكر ان فعاليات الملتقى تم توزيعها على كل من تونس العاصمة وضاحية قرطاج وولاية توزر وستشفع الاشغال ب"اسناد جائزة قرطاج العالمية للشعر" من طرف الجمعية التونسية لدارسي اللغة الاسبانية وآدابها.