مرة اخرى ...قرصنة بحرية صهيونية في وضح النهار... بحرية الاحتلال تهاجم السفينة السويدية المتضامنة"ايستل" وتسيطرعليهاعلى بعد حوالي 30 ميلا من مدينة غزة وتقتادها الى ميناء أشدود، بينما يؤكد الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي"أن الصعود إلى متن السفينة جاء بناء على قرارالمستوى السياسي"، وزعم انه "تم بموجب القانون الدولي"، كما اعلن أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلى، عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، اذ قال:"ان الأممالمتحدة اعترفت بحق إسرائيل بفرض طوق بحرى على قطاع غزة لأنه يهدف إلى منع تهريب الأسلحة إلى المنظمة الارهابية التى تحكم القطاع، والقانون الدولى يسمح للدولة التى فرضت طوقا بحريا باعتراض سفن، معادية أومحايدة، بعرض البحر إذا كانت تلك السفن تتجه إلى منطقة الطوق-2012/10/20"، فاي قانون دولي يشرعن مثل هذه القرصنة؟ وان كان، فهو بالتاكيد منحازلثقافة القرصنة، خاصة ان السفينة المتضامنة لم تخالف اي قانون من قوانين الملاحة الدولية، وهي عملية قرصنة ضد متضامنين دوليين بينهم برلمانيون اوروبيون، وتندرج في سياق جرائم الحرب والعقوبات الجماعية التي تفرضها إسرائيل على الشعب الفلسطيني على مرأى العالم، بل ان هذه العملية أسوأ بكثيرمن عمليات القرصنة الصومالية، فهي قرصنة تقوم بها دولة"اسرائيل". ولا تستطيع الدولة الصهيونية الخروج من جلدها، والتخلي عن طبيعتها ومواصفاتها كدولة ارهابية بلطجية دموية، فهكذا كانت عصاباتها الصهيونية قبل نشأة الكيان، وهكذا استمرت كدولة، وما تزال تواصل سياساتها التي عرفت بجوهرها كسياسات عصابات وسطومسلح وتطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني.
والحرب التي كانت شنتها تلك الدولة ضد اسطول الحرية-2-، وتواصلها اليوم ضد السفينة "ايستل"لا تنفصل عن حروبها السابقة، بل تتواصل معها، فحينما تعتبر القيادات الصهيونية ان قوافل اسطول الحرية وكسر الحصار على غزة تشكل تهديدا وجوديا ل"اسرائيل"، فهم يقصدون ذلك، لانهم يعتبرون اي استقلالية وسيادة فلسطينية على اي قطعة ارض-وهنا غزة- تشكل تهديدا وخطرا وجوديا عليهم، وهم يجمعون على عدم السماح بذلك...! فلا غرابة اذن، من هذه الهستيريا التي نتابعها لديهم في التعامل مع قواقل الحرية والتضامن الانساني مع غزة والفلسطينيين، وليس جديدا ان تسحب تلك الدولة خططها من الادراج وان تستحضر بلطجتها وارهابها، فالدولة الصهيونية انقضت على اسطول الحرية-2-، وتنقض اليوم على "ايستل"، وهي تبيت دائما لاقتراف المجازر ضد المتضامنين العرب والاجانب، وباتت هذه حقيقة صارخة ماثلة تؤكدها تصريحاتهم التحريضية اليومية واجهزة اعلامهم المجندة بالكامل لتجريم اساطيل التضامن مسبقا وتحويلها الى تهديد وجودي والى غواصات حربية تستهدف ابادة"اسرائيل". الكاتب والمحلل الاسرائيلي المعارض لسياسات الاحتلال جدعون ليفي، كان وثق في هآرتس، حقيقة الاعداد الصهيوني لممارسة البلطجة والقرصنة فقال:"هل نصغي لأنفسنا؟ هل نميز الضجيج الفظيع الذي يصدر من هنا؟ هل تنبهنا كيف أصبح الخطاب عنيفا أكثر فأكثر، وكيف أصبحت لغة القوة لغة إسرائيل الرسمية الوحيدة تقريبا؟، توشك مجموعة نشطاء دوليين أن تُسيّر قافلة بحرية إلى سواحل غزة، أكثرهم نشطاء اجتماعيون ومحاربو سلام وعدل ومن قدماء مناضلي التمييز العنصري والاستعمار والحروب العالمية، بات يصعب أن نكتب هذا هنا في حين يوصفون جميعاً منذ زمن بأنهم "زعران، فيهم مفكرون وناجون من المحرقة ورجال ضمير، وفريق منهم شيوخ يُعرضون حياتهم للخطر ويبذلون مالهم ووقتهم من اجل هدف يرونه عادلا، يُعد خيانة. انظروا كيف ترد إسرائيل، وُصفت القافلة البحرية فوراً على أفواه الجميع بأنها خطر أمني، ووصف نشطاؤها بأنهم أعداء،هذه التي يُذيعها جهاز الأمن وتقبلها وسائل الإعلام في تشوق، لم تنته حملة شيطنة القافلة البحرية السابقة التي قُتل فيها عبثا تسعة مدنيين أتراك، حتى بدأت الحملة الدعائية الجديدة التي تتحدث عن خطر ومواد كيماوية وكبريت ومعركة تماس ومسلمين وأتراك وعرب وإرهابيين واحتمال وجود"مخربين" يفجرون أنفسهم. الدم والنار وأعمدة الدخان" اذن، كما كانوا اجمعوا في حينه بكافة مؤسساتهم الامنية والسياسية والاعلامية على اقتراف المجزرة بحق اسطول الحرية -1- وبحق مرمرة في مارس/2010، ، فانهم يجمعون كذلك، على مواصلة القرصنة البحرية ضد أي اسطول تضامني، او أي سفينة تضامنية، بل يبيتون مجازر اخرى، فالدولة الصهيونية مستنفرة وجيشها مستنفر، وقد فرز وحدات خاصة للعدوان على الأسطول والسفن، والادارة الامريكية مستنفرة ايضا تضامنا معهم، وكذلك الامين العام للأمم المتحدة..! انه القرار الصهيوني بابقاء غزة تحت الحصاروإبقائها كأكبر معسكراعتقال على وجه الكرة الارضية..!. ومعركة رفع الحصارطويلة وقاسية وصعبة، وتحتاج الى المزيد والمزيد من الجهود والطاقات والوحدة الوطنية، وتحتاج الى دورعربي مختلف تماما...!