بعد شهر تقريبا من مغادرة الكنزاري للنادي، وبعد اتصالات مكثفة بعدد من المدربين من الداخل والخارج، وبعد المرحلة المؤقتة التي أمنها المدرب يوسف الزواوي في لمسة وفاء لناديه الأم لأنها كانت مجانا وإن أعقبتها مرارة الهزيمة الثقيلة بالدار البيضاء، تعاقدت الهيئة المديرة مع المدرب الجزائري نور الدين السعدي لقيادة سفينة البنزرتي في الموسم الجديد، موسم يواجه فيه البنزرتي تحديات كثيرة وطنيا وإقليميا وقاريّا، وتضخمت فيه طموحات الأحباء بعد المنافسة على البطولة حتى الجولة الأخيرة في الموسم الماضي، ولكن بدايته تلوح صعبة سواء على مستوى الروزنامة التي وضعت الفريق في مواجهة النادي الإفريقي في الجولة الافتتاحية خارج القواعد أو على مستوى الظروف التي يمر بها النادي حاليا والتي يبدو أنها ليست في أفضل أحواله. لكل ذلك ولتمكين القراء من معرفة مشروعه في أول تجربة له في التدريب في البطولة التونسية اتصلت «الصباح الأسبوعي» بالمدرب الجديد لفريق عاصمة الشمال نور الدين السعدي بالمركب الرياضي 15 اكتوبر عقب احدى الحصص التدريبية،لاجراء هذا الحوار معه . ما الفكرة التي تحملها عن النادي البنزرتي؟ كمدرب محترف أتابع بالأساس بالتلفزيون البطولة الجزائرية ثم البطولة المغاربية، وقد فوجئنا في الموسم الماضي بدخول النادي البنزرتي حلقة الأندية الكبرى وانتصاره ذهابا وإيابا على أندية عريقة، وكان هذا التألق موضوع حديثنا في أكثر من مناسبة للتعرف على أسبابه، كانت الفكرة إذن عامة وليست بالتفصيل. علمنا بأنك جلست مع المدرب يوسف الزواوي واستلمت منه كافة المعطيات المتعلقة بالفريق ؟ لقد تم ذلك فعلا، وهذه من التقاليد الجيّدة بالنادي،كان التواصل بيننا سهلا وقد وفر لي معلومات ضرورية ومفيدة ، كما اجتمعت بأعضاء الطاقم الفني والمسيرين، ووددت أيضا لو أتيحت لي فرصة الجلوس إلى الكنزاري حتى تكتمل لديّ الصورة، ولكن ما حصل قد حصل وسنبني عليه إن شاء الله. ألذلك صرحت بأنك وددت لو قدمت إلى بنزرت قبل شهر على الأقل؟ - طبعا، فكل مدرب يفضل أن يباشر عمله من البداية حتى يكون جاهزا للمواعيد المرتقبة من جميع النواحي، ولكن الذي فات مات، وأنا لا أبكي عليه، وإنما سأسعى إلى توظيف هذه الفترة القصيرة التوظيف الاقصى استعدادا للمواعيد المنتظرة. ما الأهداف التي اتفقتم بشأنها مع الهيئة المديرة ؟ - الأهداف عندنا نحن العرب متماثلة، «كيف كيف وهي الكرش الكبيرة»،الأهداف محددة سلفا بنتائج الموسم المنقضي، فلقد احتل الفريق المرتبة 2 ، وتأهل للمنافسة على البطولة الإفريقية ولذلك يطمح الجمهور إلى إعادة ذلك السيناريو على الأقل، وهذا من حقه، ولكن المنطق يقول بضرورة توفير جميع الأسباب التي مهدت لتحقيق تلك النتائج. على كل أقول بأن من أهدافنا لعب الأدوار الأولى في البطولة، ودخول دوري المجموعات في البطولة الإفريقية. لكن بعض اللاعبين ممن صنعوا تلك النتائج هم خارج المجموعة الآن مثل أحمد الزوي وهتان البراطلي وكريم بن عمر، وقد كانوا من الركائز الأساسية في الخطوط الثلاثة ؟ - أنا رجل التحديات، أرغب دائما في المنافسة ولعب الأدوار الأولى، ولكن وددت لو كان عندي نفس الرصيد البشري للموسم الماضي،لأن خروج 3 لاعبين في حجم من ذكرت يتطلب تعويضهم إما بالموجود وإما بالجديد، وهذا مرتبط بقدرات النادي المادية. على كل أنا من المدربين الذين يثقون بالشبان ويمنحونهم الفرص الضرورية، لست من الذين يقدمون الخبرة على المهارة، فأنا مقتنع بأنه بمقدور شاب في سن 18 اللعب بالأكابر مادام يملك المؤهلات الفنية الضرورية،وللتدليل على ذلك فأنا الذي جلبت زياية إلى وفاق سطيف لما كان شابا بالمنتخب. ولكن الخبرة هي التي صنعت الفارق بين الرجاء البيضاوي و»السي. آ. بي» ؟ - سأشاهد تسجيلا لتلك المباراة حتى تتضح لدي بعض الرؤى،وشخصيا أعتقد أن البطولة العربية تشكل عائقا أمام الكرة المغاربية،لأنها تأتي في ظروف غير مناسبة لها، ومع ذلك أؤكد بأن مهارات اللاعبين وقدراتهم الفنية تبقى هي المحدد لطريقة اللعب. أنا أومن بأن اللعب يكون على الأرض وليس في الهواء، فكرة القدم تمارس على الأرض وليست كرة طائرة تلعب بالقدم، وطريقتي في اللعب واضحة،وهي تقوم على امتلاك الكرة،واعتماد الجمل الكروية المتناسقة،ثم التوغل من الرواقين،وهو ما يؤدي إلى تسجيل الأهداف، وإن الإيفاء بمتطلبات هذه الطريقة يقتضي توفر عنصر المهارة دون شك ، وقد لاحظت توفر هذا العنصر لدى الكثير من لاعبي البنزرتي في ضوء هذه الرؤية للبطولة العربية كيف سيكون تعاملك مع لقاء الإياب ضد الرجاء البيضاوي ؟ قبل اللعب من أجل النتيجة سنلعب من أجل الشرف،هذا ما سأحرص على أن يستوعبه اللاعبون عند لقاء الإياب ضد فريق الرجاء البيضاوي، سأذكرهم بأنهم نافسوا على البطولة، وأنهم قادرون على فرض إرادتهم على المنافس، ولكن عليهم فقط أن يستعيدوا شخصيتهم القوية التي أبهرت الرياضيين على امتداد الموسم الماضي. كلمة الختام ؟ - إن شاء الله ربي يعيننا، لقد جاءتني إلى بنزرت الرغبة في العمل والتحدي، لقد أقدمت في حياتي الرياضية على الكثير من التحديات ،وأعتبر أن تدريب «السي آ بي» هو تحد آخر لي باعتباره ينافس هذا الموسم على عدة واجهات،وأود أن أكسب هذا التحدي.