الأسبوعي - القسم القضائي: قبل لحظات كانت غفران بين احضان والدتها سامية، تمسك بشعرها تبتسم لها بكل براءة.. وتنظر اليها وهي تضعها في فراشها بروضة اطفال الموظفين بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة.. كانت الساعة حينها تشير إلى الثامنة وعشر دقائق من صباح أحد ايام الاسبوع الفارط قبل أن تغادر السيدة سامية العياري الروضة وتتوجه إلى القسم الذي تعمل فيه والذي وصلت اليه حوالي الثامنة و25دقيقة لمباشرة عملها ولم تمض سوى دقائق معدودة حتى بلغها الخبر خبر رحيل فلذة كبدها غفران في ظروف غامضة.. نزل النبأ على الأم نزول الصاعقة، واسودت الدنيا في عينيها فكيف تزور الموت طفلتها وهي التي كانت قبل دقائق بين أحضانها؟ فطور وصحة جيدة عن هذا السؤال اجابت الأم الملتاعة - والتي كانت وضعت طفلتها غفران قبل اربعة اشهر و17 يوما بعد حمل متعب دام تسعة أشهر بايامها ولياليها - قائلة «لقد نهضت غفران في ذلك اليوم باكرا كعادتها فطهوت لها فطور الصباح واطعمتها اياه على الساعة الخامسة و45دقيقة صباحا ثم امتطينا سيارة اجرة (تاكسي) وتوجهنا إلى مستشفى شارل نيكول حيث اعمل وبوصولنا توجهت إلى الروضة التابعة للمستشفى وهناك قبلت غفران (تبكي هنا محدثتنا) ووضعتها في فراشها ثم غادرت المكان وكان في البرنامج أن اعود اليها ما بين العاشرة والنصف والحادية عشرة صباحا لارضعها ولكن..» «شرقة» وفي السياق ذاته علمنا أن عاملة بالروضة توجهت حوالي التاسعة صباحا لتفقد غفران ففوجئت بتغير لونها نحو الأزرق لذلك سارعت باشعار المسؤولين والأطباء وتجند الجميع في محاولة لانقاذ حياة الرضيعة وذلك بنقلها إلى قسم القلب والشرايين ولكن هذه الملاك كانت مفارقة للحياة. وقد تم اشعار أعوان مركز الشرطة بباب سويقة والسلط القضائية ونقلت جثة غفران إلى قسم الطب الشرعي حيث تبين من خلال الفحوصات الاولية أن الرضيعة توفيت بسبب «شرقة» اثناء النوم. وقد افادتنا والدة غفران أن المروضتين ورغم عدم تأهلهما للعمل بالروضة لفقدانهما الاختصاص فانهما كانتا دائما حريصتين على الاعتناء بجميع الرضع داخل محضنة الروضة وختمت الام بالقول: «ابنتي عصفورة جنة وقدتركت الما كبيرا في نفوسنا وحرقة في قلبي ولكن تلك هي مشيئة الخالق»