الاتفاقيات الجديدة والاتفاقيات السابقة تشكل دعما كبيرا لتطوير العلاقات بين البلدين تونس - الصباح: بمناسبة احتفال دولة الكويت بالذكرى 47 لعيدها الوطني اجرت «الصباح» حديثا خاصا مع سعادة سفير الكويت بتونس السيد عبد الحميد علي الفيلكاوي. وتناول الحديث افاق دعم العلاقات التونسية الكويتية على جميع المستويات والدور الانمائي للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في السنوات المقبلة بتونس، كما تطرق الحديث الى المسيرة الديموقراطية الموفقة لدولة الكويت، فضلا عن موقف هذه الأخيرة من مشروع ايران النووي ودور الكويت في مساعدة العراق على تجاوز محنته الراهنة. * مع احتفال دولة الكويت بالذكرى 47 لعيدها الوطني كيف تقيّمون، سعادة السفير، العلاقات الكويتية التونسية وماذا عن سبل وآفاق دعمها وتعزيزها وتطويرها على مختلف الأصعدة؟ أقول إن العلاقات التونسية الكويتية قديمة متجذرة، تحرص القيادتان في البلدين على الاعتناء بها والارتقاء بها، وهو ما يسهل علينا، كدبلوماسيين، القيام بواجباتنا. تسألني عن أفق تدعيمها، اقول ان زيارة وزير الشؤون الخارجية السيد عبد الوهاب عبد الله، بتعليمات من رئيس الجمهورية فخامة زين العابدين بن علي، الى الكويت في يوليو من العام الماضي، أضافت زخما جديدا الى هذه العلاقات الطيبة بين البلدين، وزادتها بشكل عملي على الأرض، حيث نتج عنها توقيع سبع اتفاقيات، في المجالات التربوية والرياضية والسياحية والثقافية والشؤون الاجتماعية والبيئة، وكذلك مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا والشؤون الاجتماعية، والعمل جار لتفعيل هذه الاتفاقيات بما ينعكس على فائدة الشعبين والبلدين الشقيقين. طموحنا في علاقاتنا مع تونس اكبر ولا ينتهي، في المجال التجاري نطمح الى مزيد من التبادل بين رجال الأعمال في البلدين، في المجال الثقافي نحن أمام بلدين اعتبرهما بصدق، مصدر اشعاع في محيطهما، في مجالات العلم والأدب والمسرح والفن وغير ذلك. إذا اعتبرنا أن الماضي أساس الحاضر، فإن هذه الاتفاقيات الجديدة والاتفاقيات السابقة، منذ ستينيات القرن الماضي بين البلدين، تشكل داعما كبيرا لتطوير العلاقات بين تونس والكويت، وأنا متأكد أن زيارة معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ د. محمد صباح السالم الصباح ستضيف زخما جديدا للعلاقات بين البلدين، خاصة ان الشيخ محمد الصباح قد اختار تونس الخضراء، ليحتفل فيها بعيد الكويت الوطني وعيد التحرير، وهو أمر يفعله معاليه لأول مرة في حياته السياسية. * ساهم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في بعث عديد المشاريع الانمائية والاجتماعية العربية في السنوات الماضية فماذا عن دوره الانمائي في السنوات المقبلة؟ يساهم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في العديد من المشاريع الاقتصادية في الدول العربية، وفي الدول الأخرى، وفي تونس الشقيقة ساهم الصندوق الكويتي في 31 مشروعا، بدأها في العام 1963، بانشاء اول محطة كهربائية في تونس، وهذا جزء من واجب الكويت تجاه شقيقاتها، خاصة ان تونس وقفت وقفة رائدة في تأييدها لاستقلال الكويت في بدايات ستينات القرن الماضي، وهناك مشروع اخر قدمه الاخوة في تونس مؤخرا يعكف الصندوق على دراسته، وستتم الموافقة عليه قريبا، وهنا أؤكد لكم استعداد الصندوق الكامل للمساهمة في أية مشاريع مستقبلية تتقدم بها الجهات المعنية في تونس الشقيقة * ماذا عن الانجازات التي حققتها دولة الكويت خلال العقود الماضية خصوصا على الصعيد الديموقراطي وعلى مستوى مشاركة المرأة في الحياة السياسية؟ لقد حققت الكويت انجازات كبيرة في المجالات الحضارية والثقافية، وكذلك في مجالات الديموقراطية وحقوق الانسان، ولدينا برلمان نشط، وصحافة حرة، ومؤسسات نشطة في مجال المجتمع المدني، وتتمتع المرأة الكويتية بكامل حقوقها السياسية، فهي اليوم وزيرة وسفيرة وامينة عامة وسيدة اعمال، وأتذكر ان اول رئيسة امراة لأية جامعة في العالم العربي كانت كويتية * بماذا تفسرون اغلاق الكويت مكاتبها الاعلامية في العواصم العربية الا ترون ذلك يمكن ان يؤثر على الحضور الاعلامي والثقافي لدولة الكويت الذي طالما ارتبط بالنشاطات المكثفة والمشعة لتلك المكاتب لا سيما في عصر العولمة وزوال الحواجز؟ لعلمكم الكريم ان الكويت قد أغلقت كافة مكاتبها الاعلامية في الخارج وليس في الدول العربية فقط، وذلك توفيرا للمصاريف وتنسيق الخطاب السياسي الكويتي، وقد أنيط العمل الاعلامي بالسفارة، وستكون النشاطات الاعلامية والثقافية من صميم أعمال سفارة الكويت في تونس * كانت للرئيس بوش في الاسابيع القليلة الماضية جولة خليجية لمزيد الضغط على طهران فما هو موقف الكويت من المشروع النووي الايراني والخيارات القائمة لحل هذه الازمة؟ تقف الكويت ضد اي عمل عسكري في المنطقة، فكفانا حروبا ومعاناة ودعونا نركز على تنمية شعوبنا وامتنا، ولا احد يعارض حق ايران في استخدام الطاقة النووية السلمية، لكن الغرب لديه بعض الشكوك في المشروع النووي الايراني، ونحن في الكويت موقفنا من هذه القضية فني، اي هو موقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونأمل من ايران ابداء كامل الشفافية في تعاملها مع هذه المنظمة الدولية. * اي دور يمكن للكويت القيام به لمساعدة العراق على تجاوز محنته الراهنة والعودة الى الساحة العربية والدولية؟ لقد عملت الكويت الكثير في هذا المجال، وقدمت الدعم للشعب العراقي والحكومة العراقية المنتخبة، واستضافت اكثر من مؤتمر اقليمي لدعم العراق، وسوف تستضيف في شهر ماي القادم، مؤتمرا اخر يضم دول الجوار والدول الكبرى ودولا اخرى، يعمل على ارساء الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة * أخيرا ماذا تنتظرون من القمة العربية المقرر عقدها في دمشق؟ امل ان تساهم هذه القمة في ارساء سبل السلام في المنطقة، وأن تعمل على حل المشاكل والصعوبات في كل من فلسطين ولبنان والعراق.