اسرائيل تهدد وتنفذ ولاشيء يمكن أن يمنعها أو يقف دون تنفيذ وعيدها وارتكاب جرائمها المتكررة ومخططاتها المعلنة سلفا لاستهداف رموز المقاومة الفلسطينية, ولا شك أن اغتيال أحمد الجعبري القائد الميداني لكتائب القسام الذي استهدف في سيارته في قطاع غزة بالامس صحبة نجله حلقة جديدة ولكنها ليست حتما نهائية في سلسلة الاغتيالات الهمجية الاسرائيلية التي تستعيد نشاطها الاجرامي بشكل لافت خلال الحملات الانتخابية الاسرائيلية التي كانت ولا تزال ملطخة بالدماء الفلسطينية التي يفخر جنرالات اسرائيل باستعراضها ولا يترددون في التباهي بالترقيات التي يحصلون عليها كلما امتدت قائمة ضحايا رجال المقاومة الفلسطينية... جريمة الاغتيال الجبانة التي صدمت الفلسطينيين بالامس كانت أكثر من متوقعة والحديث عن أجواء التهدئة بين القطاع المحتل وبين اسرائيل لم يكن أكثر من تمويه استعدادا لساعة التنفيذ .والواقع أن من تصفح موقع صحيفة هارتس الالكتروني بالامس وتابع تلك الصور التي نشرها الموقع للضحية أحمد الجعبري الذي نجا من أكثر من محاولة سابقة لتصفيته يمكن أن يدرك أن استهداف الجعبري كان هدفا استراتيجيا للاحتلال الذي أراد توجيه ضربة موجعة للبنية التحتية لحركة حماس .ولا شك أن في تعمد الموقع نشر صور الجعبري وهو يتولى تسليم الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط ومعها صور الجعبري صحبة القيادي في حركة حماس خالد مشعل ربما تكون اشارة الى أن آلة الحرب الاسرائيلية لم تتوقف عند حد لعدة اعتبارات.وأولها ما سبق الاشارة اليه من أن كل انتخابات اسرائيلية إلا ويكون وقودها الدم الفلسطيني الذي هان على أصحابه كما على المجتمع الدولي المنصرف الى التحولات المتسارعة في العالم فأسقطه من اهتماماته حتى لم يجد ضحاياه لهم نصيرا على عتبات العدالة الدولية المغتصبة.أما السبب الثاني فهو بالتأكيد ضعف الصوت العربي الذي تراجع الى درجة الذوبان حتى أن كل الاصوات التي انطلقت من غزة تحسبا للجريمة وطالبت بوقف العدوان قبل وقوعه لم يتجاوز صداها حدود القطاع المحاصر بعد انفصاله عن الضفة واما النقطة التالية وهي الاخطر فهي بالتأكيد تلك المتعلقة بأصحاب النفوس الدنيئة من الخونة والانتهازيين ممن باعوا الاوطان واختاروا الرهان على خدمة العدو متنكرين لابناء قضيتهم ,وهم بالتأكيد فئة سيذكر التاريخ أنه قلما غابت أو اختفت عن معركة من معارك الشعوب في نضالاتها من أجل الحرية...وما كشف من ملابسات اغتيال الجعبري لا يمكن بأي حال من الاحوال أن ينفي وجود عملاء راقبوا الجعبري ولم يبخلوا على أعدائه بالمعلومة المطلوبة لرصد ونقل تحركات من ظل على رأس القيادات المطلوبة للاستخبارات الاسرائيلية منذ سنوات ليحددوا نهايته. ولعل الذاكرة لم تسقط بعدما حدث يوم تعرض الشيخ ياسين الشيخ المقعد للاغتيال في قطاع غزة وهو يتجه لاداء صلاة الفجر فتحول الى أشلاء... الى هنا لا مجال للمجتمع الدولي المنصرف الى قضاياه بوقف الجرائم في غزة فأوروبا منشغلة باحتجاجاتها ضد سياسة التقشف وأمريكا بدورها منشغلة باقناع حلفائها بعدم دعم طلب السلطة الفلسطينية بالعضوية في الجمعية العامة والسلطة الفلسطينية منشغلة بحملتها الديبلوماسية ودول الربيع العربي في دوامة استحقاقات وتحديات مرحلة ما بعد الثورة وفي كل ذلك يهون الدم الفلسطيني والدم السوري والدم العربي الذي يسيل...