«الشروق» ترصد فاجعة قُبالة سواحل المنستير والمهدية انتشال 5 جُثث، إنقاذ 5 بحّارة والبحث عن مفقود    زيتونة.. لهذه الاسباب تم التحري مع الممثل القانوني لإذاعة ومقدمة برنامج    لدى لقائه فتحي النوري.. سعيد يؤكد ان معاملاتنا مع المؤسسات المالية العالمية لابد ان يتنزل في اختياراتنا الوطنية    ماذا في لقاء سعيد برئيسة اللجنة الوطنية الصلح الجزائي..؟    أخبار المال والأعمال    سليانة .. رئس الاتحاد الجهوي للفلاحة ...الثروة الغابية تقضي على البطالة وتجلب العملة الصعبة    وزير السّياحة: تشجيع الاستثمار و دفع نسق إحداث المشاريع الكبرى في المجال السّياحي    تنزانيا.. مقتل 155 شخصا في فيضانات ناتجة عن ظاهرة "إل نينيو"    اليابان تُجْهِزُ على حلم قطر في بلوغ أولمبياد باريس    أخبار الترجي الرياضي: استقرار في التشكيلة ومساندة جماهيرية كبيرة    سوسة.. دعوة المتضررين من عمليات "براكاجات" الى التوجه لإقليم الأمن للتعرّف على المعتدين    إثر الضجة التي أثارها توزيع كتيّب «سين وجيم الجنسانية» .. المنظمات الدولية همّها المثلية الجنسية لا القضايا الإنسانية    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    بالثقافة والفن والرياضة والجامعة...التطبيع... استعمار ناعم    حركة النهضة تصدر بيان هام..    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    تراجع الاستثمارات المصرح بها في القطاع الصناعي    جندوبة.. المجلس الجهوي للسياحة يقر جملة من الإجراءات    منوبة.. الإطاحة بمجرم خطير حَوّلَ وجهة انثى بالقوة    برنامج الجولة الأولى إياب لبطولة الرابطة الاولى لمحموعة التتويج    اقتحام منزل وإطلاق النار على سكّانه في زرمدين: القبض على الفاعل الرئيسي    قبلي: السيطرة على حريق نشب بمقر مؤسسة لتكييف وتعليب التمور    الفنان رشيد الرحموني ضيف الملتقى الثاني للكاريكاتير بالقلعة الكبرى    السجن ضد هذه الإعلامية العربية بتهمة "التحريض على الفجور"    من بينهم أجنبي: تفكيك شبكتين لترويج المخدرات وايقاف 11 شخص في هذه الجهة    البطلة التونسية أميمة البديوي تحرز الذهب في مصر    مارث: افتتاح ملتقى مارث الدولي للفنون التشكيلية    تحذير من هذه المادة الخطيرة التي تستخدم في صناعة المشروبات الغازية    كرة اليد: الترجي في نهائي بطولة افريقيا للاندية الحائزة على الكؤوس    وزيرة التربية : يجب وضع إستراتيجية ناجعة لتأمين الامتحانات الوطنية    وزارة التعليم العالي: تونس تحتل المرتبة الثانية عربيًّا من حيث عدد الباحثين    سليانة: أسعار الأضاحي بين 800 دينار إلى 1100 دينار    الرئيس الفرنسي : '' أوروبا اليوم فانية و قد تموت ''    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    جريمة شنيعة: يختطف طفلة ال10 أشهر ويغتصبها ثم يقتلها..تفاصيل صادمة!!    قبلي : اختتام الدورة الأولى لمهرجان المسرحي الصغير    باجة: تهاطل الامطار وانخفاض درجات الحرارة سيحسن وضع 30 بالمائة من مساحات الحبوب    وزير الشباب والرياضة يستقبل اعضاء فريق مولدية بوسالم    الڨصرين: حجز كمية من المخدرات والإحتفاظ ب 4 أشخاص    قيس سعيّد يتسلّم أوراق اعتماد عبد العزيز محمد عبد الله العيد، سفير البحرين    الحمامات: وفاة شخص في اصطدام سيّارة بدرّاجة ناريّة    أنس جابر تستهل اليوم المشوار في بطولة مدريد للماسترز    التونسي يُبذّر يوميا 12بالمئة من ميزانية غذائه..خبير يوضح    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 25 أفريل 2024    الترجي يطالب إدارة صن داونز بالترفيع في عدد التذاكر المخصصة لجماهيره    هام/ بشرى سارة للمواطنين..    لا ترميه ... فوائد مدهشة ''لقشور'' البيض    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    الجزائر: هزة أرضية في تيزي وزو    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    "انصار الله" يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة صهيونية    تونس: نحو إدراج تلاقيح جديدة    هوليوود للفيلم العربي : ظافر العابدين يتحصل على جائزتيْن عن فيلمه '' إلى ابني''    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من أجل دولة فلسطين ديموقراطية لا شرقية ولا غربية فوق المحاور:عبد السلام بوشداخ
نشر في الفجر نيوز يوم 11 - 02 - 2009


بسم الله الرحمان الرحيم
من أجل دولة فلسطين ديموقراطية لا شرقية ولا غربية فوق المحاور
عندما تأسست «م. ت. ف» عام 1964 كان هدفها تحرير كل فلسطين
من النهر الى البحرآن الأوان لكي تعود المنظمة الى هدفها الأصلي .
الى متى يبقى خيارالسلم والحرب فوق الطاولة؟
التوحّد قوة والفرقة عذاب
التهدئة و فك الحصار مع فتح جميع المعابر أولا
ثم فتح ملف الحوار بين الفلسطينيين
جرائم الإبادة والتعذيب وجرائم ضد الانسانية في حرب غزة.
قوات الحلف الاطلسي تدخل المنطقة العربية عبر شرم الشيخ لتكون اللاعب الرئيسي
خطة أمريكية لدعم محمودعباس الرئيس المنتهية ولايته للسلطة الفلسطينية
القادة العرب بالكويت وأبي ظبي يضعون مصير المقاومة بين يدي مبارك
مساعد الرئيس سركوزي (بونابارت الجديد) المتواطئ في العدوان في غزة
لنكن جميعا في خندق واحد سنة وشيعة،عرب و عجم
ولنتهيء ونعدّ العدة لتحرير كل فلسطين،
لكي نصلي سويا في القدس المحرر،إن شاء الله.
لبيك غزة ... لبيك فلسطين... حي على الجهاد
قال الله تعالى " ولا تحسبنّ الله غافلا عما يعمل الظالمون"
ياسر عبد ربه أمين سرّ اللّجنة التنفيذيّة لمنظمة التحرير، انتقد وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
"دون تحقيق أهدافه"، معتبرا ذلك "خطأ كبيرا".
محمد دحلان، مسئول الأجهزة الأمنية السابق عن حركة فتح بقطاع غزة قال بالحرف الواحد
"أنا سعيد جدا بهذه الضربة العسكرية الاسرائيلية ضد حماس".
عبد السلام بوشداخ
أحد مؤسسي الحركة الاسلامية بتونس
12 فيفري 2009

انظروا إلى حكّام العرب والمسلمين اليوم، بعد ان شاهدوا مباشرة عبر الشاشة المحارق والمجازر التي حترقت غزّة كلّها ذات المليونين من المستضعفين من النّساء والولدان والرّضّع والشّيوخ والمرضى المحاصرين منذ سنتين والمقطوعين عن العالم ولو إلى الحجّ، وهم يصيحون ويصرخون فلا مجيب و لا مغيث من أحد منهم، بل قد تواطئوا على غزّة وعلى ضياع قضيّة فلسطين بأكملها.
اليمين الإسرائيلي في وضع أفضل : وبرغم تقدم حزب كاديما على الليكود بمقعدين تقريبا، فعند تقسيم النتائج المنتظرة إلى كتلتين بين اليمين واليسار في الكنيست، يبدوان حزب الليكود في وضع أفضل لتشكيل حكومة الكيان الصهيوني المقبلة. اذ تفيد النتائج الأولية بأن كاديما والأحزاب اليسارية لن تسيطر إلا على 56 مقعدا، ومن ثم فلن تحقق أغلبية، بينما ستسيطر الكتلة اليمينية على 64 مقعدا تكفيها لتشكيل حكومة (المطلوب 61 من 120 نائبا بالكنيست). مع العلم ان الاحزاب العربية الثلاثة مجتمعة حصدت 11 مقعدا.
وفور إعلان النتائج الرسمية النهائية سيتشاور الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز مع قادة الأحزاب لاختيار نائب لتشكيل الحكومة، وعادة ما تذهب المهمة إلى زعيم الحزب الفائز بأكبر عدد من الأصوات، ويكون أمامه 42 يوما لتشكيل الحكومة.
إن إسرائيل الآن أمام عدة خيارات إما تشكيل حكومة من اليسار بزعامة ليفني أي تضم كاديما والعمل وميريتس والأحزاب العربية أو تشكيل حكومة من اليمين برئاسة نتنياهو وتضم كلا من الليكود وإسرائيل بيتنا وحزب شاس ، وفي كلتا الحاليتن فإن أي من الحكومتين لن تسطيع أن تصل للنسبة المطلوبة وهى 61 مقعدا ، أي أنه يستحيل تشكيل حكومة من اليسار دون استقطاب أحزاب من اليمين والعكس . إن نتائج الانتخابات في الوضع الراهن لا تعكس صورة الحكومة المقبلة وبدون الاتفاق بين كاديما والليكود والعمل يستحيل تشكيل حكومة مستقرة وهكذا فإن إسرائيل قد تجد نفسها تدعو لانتخابات جديدة أو تقبل بحكومة ائتلافية تضم اليسار واليمين وتتولى ليفني نصف المدة ونتنياهو النصف الباقي وهو ما يطلق عليه حكومة ب "رأسين" ، أو القيام بتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى ليفني رئاستها ونتنياهو وزير الخارجية وباراك وزير الحرب،خاصة وأن ليفني أكدت أنها لن تقبل أن تشارك في حكومة يتولى نتنياهو رئاستها .
وعليه فإن إسرائيل تدخل مرحلة من عدم الاسقرار ، حيث أنه بعد الانتخابات، سيكون أمام الرئيس شيمون بيريز سبعة أيام لتكليف زعيم الحزب الفائز بتشكيل الحكومة ، وتقليديا فان هذا الحزب هو الذي يحصل على أعلى عدد من المقاعد في الكنيست ويتولى زعيمه رئاسة الحكومة الجديدة.
وبعد ذلك سيكون أمام زعيم الحزب الفائز 28 يوما لتشكيل ائتلاف ، وفي حال الضرورة يمكن لبيريز تمديد الفترة 14 يوما إضافيا ، وفي حال لم يتم تشكيل ائتلاف، يكون بإمكان بيريز تكليف زعيم حزب آخر للقيام بهذه المهمة، وسيكون أمامه 28 يوما لتشكيل ائتلاف. وإذا لم يكن ذلك ممكنا، يكلف بيريز شخصا ثالثا بهذه المهمة ، وفي حال فشله في تشكيل ائتلاف خلال 14 يوما، فإن الرئيس يدعو إلى إجراء انتخابات جديدة.
وهكذا نكتشف أن تشكيل ائتلاف سيكون صعبا وعلى الحزب الفائز التفاهم مع العديد من الأحزاب التي تطالب بحقائب وزارية في الحكومة الجديدة، كل حسب أهوائه و طموحاته وأجنداته ، وهذا سببا كافيا لعدم استقرار معظم الحكومات الإسرائيلية حيث لم تتمكن سوى ستة برلمانات من إكمال مدتها القانونية ، خلال السنوات الماضية ، و قد تمت الدعوة إلى إجراء انتخابات ست مرات بعد سحب أحزاب صغيرة تأييدها للحكومة.
وذلك عملا بما وقع رسمه لهذا النظام الانتخابي من قبل مؤسسي إسرائيل لتمكينها من الوقت وللإحالة دون تقديم أية تنازلات في الصراع العربي الإسرائيلي ، فما أن تتعرض أية حكومة لضغوط دولية إلا وتنسحب أحزاب صغيرة وتسقط الحكومة لرفع الحرج عن إسرائيل وهذا هو طوق النجاة الذي وضعه الكيان الصهيوني في وجه اي رئيس الأمريكي يحاول ان يعفل شيئا لحل هذا المشكل الدائم طيلة ستين سنة و كذلك الحال مع باراك أوباما الذي أكد أكثر من مرة حرصه على الإسراع بتنفيذ حل الدولتين .
ففوز ليفني وليس نتنياهو كان رسالة لأمريكا أكثر منها للداخل أن إسرائيل لن تأتي بحكومة يمينية متطرفة لا تتناسب مع سياسات أوباما الذي يبدو أكثر اعتدالا من سلفه جورج بوش ، وفي نفس الوقت فإن إسرائيل ضمنت في حقيقة الأمر أنها لن تقدم تنازلات تذكر في أية مفاوضات مستقبلية بشأن الصراع العربي الإسرائيلي ، لأنه حتى لو تشكلت حكومة برئاسة ليفني فإنها ستضم حزب نتنياهو المعروف عنه رفض إقامة دولة فلسطينية ورفض حل الدولتين والذي يزعم استحالة وجود ما يسميه الشريك الفلسطيني المؤهّل.
ويبدو أن دول الاعتدال التي تعول على أوباما و على نجاح باهرلحزب كاديما الذي يتبنى حل الدولتين أصابتها خيبة أمل كبيرة إزاء تحقيق السلام ، لأن أية مفاوضات مع حكومة تضم نتنياهو أو اليمين لن تحقق أية نتائج تذكر ، وهكذا فإن القضية الفلسطينية كتب عليها أن تدور في حلقة مفرغة ما بين انتهاء انتخابات وبداية انتخابات أخرى سواء كان ذلك في إسرائيل أو أمريكا. هكذا بعد ان وضعت الحرب اوزارها وعودة العدو يجر سرابيل العار والمهانة والخذلان الذي انتصر و قهر و روّع الاطفال و ثكّل النساء وقتّل الشيوخ والعجائز ولم ينجو منه لا السجر ولا الحجر.
أما المقاومة فقد ثبتت و صمدت وهي التي لم تتوقف يوما عن العمل والانجاز و لم تخلد للراحة و الاستكانة فقد اثبتت نضوجا لافتا نتيجى عبقرية بنائها و اثبتت قدرتها الفائقة على ادارة الصراع رغم الحصار. لهؤلاء نقول ما قال ربنا في سورة آل عمران اذ قال : " ولا تهنوا ولا تحزنوا و انتم الاعلون إن كنتم مؤمنين" (آل عمران - 139) و لا تنسوا قوله تعالى في سورة البقرة اذ قال : " و عسى ان تكرهوا شيئا وهو شرّ لكم و الله يعلم وانتم لا تعلمون" (البقرة - 216) أما المهرولين واللاهثين وراء سراب التطبيع و الذين سقطوا الى حد التواطئ مع العدو آن الاوان لفتح المجال امام المتطوعين من ابناء الأمة الاسلامية لمساندة المقاومة الفلسطينية بعد حل جهاز السلطة و تشكيل حكومة المقاومة من اجل تحرير فلسطين عملا بمقررات المجلس الوطني الفلسطيني التاسع عشر المنعقد بالجزائر يوم 15 نوفمبر .1988 . بعد اعادة ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية بإدماج بقية الفصائل الفلسطينية و تشكيل قيادة موحدة لمواجهة الاحتلال.
ففي وقت سابق أعلن القاضي الإسباني فرناندو أندرو أن المحكمة قررت النظر في هذه الدعوى وطلبت من إسرائيل إبلاغ المتهمين ومن السلطة الفلسطينية المساعدة في إحضار الشهود في القضية التي تتعلق باغتيال الجيش الإسرائيلي للقيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) صلاح شحادة، وهو الذي استشهد فيه أيضا 14 مدنيا فلسطينيا بينهم تسعة أطفال.
وقالت رئيسة الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان سهير بلحسن "إن القرار يشكل خطوة هامة في النضال ضد الحصانة فيما يتعلق بالجرائم التي يقترفها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة". وطالبت الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، ورابطة حقوق الإنسان في إسبانيا، والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، بضرورة تعاون السلطات الإسرائيلية بشكل كامل مع التحقيق، إضافة إلى أن "الادعاء لم يستأنف ضد القرار، وعليه فإن القرار يشكل نقطة انطلاق لإجراء تحقيق قضائي في جرائم حرب اقترفت في غزة في عام 2002".
مطلوبون : ويستهدف التحقيق سبعة مسؤولين إسرائيليين هم وزير الدفاع السابق الذي يشغل حالياً منصب وزير البنى التحتية بنيامين بن إليعازر، وقائد سلاح الجو الإسرائيلي عندما ارتكِبت الجرائم دان حالوتس، والقائد السابق للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة دورون ألموغ، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي غيورا آيلاند، والسكرتير العسكري لوزارة الدفاع ميخائيل هرتسوغ، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي موشية يعلون، والرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) أبراهام ديختر.
وكان ستة من الناجين في عملية اغتيال شحادة قدموا بتاريخ 24 يونيو/حزيران الماضي 2008 شكوى في إسبانيا استناداً إلى مبدأ الولاية القضائية الدولية، من أجل التحقيق في الجرائم وتحديد المسؤوليات الجنائية الشخصية للمسؤولين المفترضين عن ارتكاب الجرائم.
ووفقاً للقانون الإسباني، فإن القواعد التي تمكن بموجبها ممارسة الولاية القضائية الدولية في إسبانيا لا تتطلب وجود الأشخاص المتهمين في الدولة، ويمكن إجراء هذا التحقيق طالما أن هذه الجرائم لم يتم التحقيق فيها في إسرائيل باتباع الأصول القانونية. وأبقت المحكمة الوطنية الإسبانية على وضعية القضية كجريمة حرب، ولكنها لم تستبعد إمكانية توسيع هذه الوضعية إلى جرائم ضد الإنسانية في حال أثبت التحقيق ما يدل على مثل هذا التصنيف.
انزعاج إسرائيلي : أعلنت إسرائيل أنها تسعى لتغيير أو إلغاء قوانين في عدد من دول العالم من أجل تفويت الفرصة على بعض الجهات التي تعمل من أجل مقاضاة مسؤولين إسرائيليين بتهم اقتراف "جرائم حرب" في فلسطين. وكانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني قد قالت إن نظيرها الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس أخبرها أن بلاده "قررت تغيير تشريعاتها فيما يتعلق بالولاية القضائية العالمية" بعد أن قررت المحكمة الوطنية الإسبانية فتح تحقيق في دعوى رفعتها جمعيات إسبانية وفلسطينية ضد سبعة مسؤولين إسرائيليين بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" سنة 2002 بقطاع غزة.
انزعاج إسرائيلي جعلها تسعى لتغيير أو إلغاء قوانين في عدد من دول العالم من أجل تفويت الفرصة على بعض الجهات التي تعمل من أجل مقاضاة مسؤولين إسرائيليين بتهم اقتراف "جرائم حرب" في فلسطين. كما قال مكتب رئيس الادعاء في العاصمة التركية أنقره أن تحقيقا قد فتح بعد ان تقدمت منظمة تركية لحقوق الانسان تدعى "مظلوم در" بشكوى رسمية ضد كبار مسؤولي الحكومة الاسرائيلية اضافة الى كبار ضباط الجيش والمخابرات الاسرائيليين لارتكابهم جرائم الإبادة والتعذيب وجرائم ضد الانسانية اثناء الحرب في غزة.
وقال مكتب رئيس الادعاء يوم الجمعة 6 فيفري 2009 إن المنظمة طالبت بالقاء القبض على المسؤولين الاسرائيليين وهم رئيس الدولة العبرية شيمون بيريز ووزيرة الخارجية للكيان الصهيوني تسيبني ليفني ووزير الدفاع ايهود باراك إضافة الى كبار الضباط في الجيش و المخابرات في حال دخولهم الاراضي التركية. يذكر ان الادعاء التركي ملزم قانونا بفتح باب التحقيق لدى تسلمه اية شكوى. وقد امتنع ناطق باسم السفارة الاسرائيلية في العاصمة التركية عن التعليق على هذا التطور.
يذكر ان تركيا كانت ومنذ مدة طويلة اقرب حلفاء اسرائيل في العالم الاسلامي، الا ان قطاعات واسعة من الجمهور التركي تشعر بالغضب ازاء العدد الكبير من الضحايا الذين سقطوا نتيجة الهجوم الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة.
ماذا فعل العرب في قممهم و اجتماعاتهم من اجل نصرة فلسطين؟
مصر والإصرار على هزيمة المقاومة : قال صلاح البردويل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن العرض المصري للتوصل إلى تهدئة مع إسرائيل يشمل مشاركة حركة حماس بحماية الحدود من داخل قطاع غزة، كما يتضمن رفع الحصار وفتح المعابر ووقف إطلاق النار. ولكن البردويل -الذي يشارك في وفد الحركة الذي يجري محادثات مع الوسيط المصري بشأن التهدئة- أوضح في لقاء مع قناة الجزيرة أن عدة أمور ما زالت عالقة في هذه المحادثات. وأكّد ان وفد الحركة لم يتلق من المسؤولين المصريين أي ضمانات يمكن أن تلزم سلطات الاحتلال بفتح المعابر ورفع الحصار عن قطاع غزة، مشيرا إلى أن هناك استفسارات كثيرة ما تزال بحاجة إلى أجوبة في ما يخص تعهدات الجانب الإسرائيلي. وأضاف أن إسرائيل تريد أن تربط فتح المعابر بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته فصائل المقاومة الفلسطينية في شهر جوان 2006، و"تريد أن تتحكم حسب مزاجها في السماح بدخول ما تريد ومنع ما تريد".
من جهة أخرى أوردت مصادر مطلعة في حركة حماس أن وفد الحركة إلى محادثات تثبيت وقف إطلاق النار في القاهرة تعرض لما وصفها بضغوط مصرية حتى يقبل بالشروط الإسرائيلية المتمثلة بقبول تهدئة لمدة عام ونصف، وحتى تتعهد حماس بوقف تهريب السلاح إلى غزة وإغلاق جميع الأنفاق مقابل فتح جزئي للمعابر.
أما وزير الخارجية أحمد أبو الغيط فقد صرّح للصحفيين أن "هناك جهدا مصريا يتم بذله ونأمل أن تحمل الأيام القليلة القادمة انفراجة في هذا الشأن"، وأضاف "وإذا ما لم تتم هذه الانفراجة في الأيام القليلة القادمة فأستطيع أن أؤكد أن مصر سوف تمضي في الطريق الذي يؤمن تحقيق هذه التهدئة وفي المستقبل القريب جدا".
النظام الرسمي المصري الداعم للكيان الصهيوني ، حدودياً بالإصرار على غلق معبر رفح ، وأمنياً بقمع التظاهرات الشعبية واعتقال قيادات العمل الوطني واستجواب الجرحى عن سلاح وقيادات المقاومة ، وإعلامياً بتشويه صورة المقاومة وتحميلها مسئولية العدوان، ولوجستياً بالغاز والطعام ، بكل هذا تكتمل رسالة الخذلان لأخوة الجوار والعروبة والدين ونصرة بني صهيون وخنق شعب أعزل لصالح الصهاينة وحرمان نواب الشعوب العربية والاسلامية من العبور لمساندة إخوانهم في غزة بل يشاع أن عناصر أمن تابعة لدحلان تشارك الأمن المصري في السيطرة على المعبر لالتقاط رجال المقاومة التي قد تمر للعلاج إن مرت!.
مع العلم ان مصر كانت قد وضعت يوم الخامس من فيفري الجاري موعدا لبدء التهدئة ضمن جدول زمني لفتح المعابر لاحقا وبدء الحوار الفلسطيني يوم 22 من الشهر الجاري، على أن يلي ذلك عقد مؤتمر للدول المانحة المشاركة في إعادة إعمار غزة. وفي سياق الموقف الإسرائيلي ذكر وزير البنى التحتية الإسرائيلي بنيامين بن أليعازر أن إسرائيل لن تفتح معابر قطاع غزة إلا بعد الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الأسير في القطاع منذ أكثر من عامين ونصف.
وقال بن إليعازر في تصريح للإذاعة الإسرائيلية العامة "يمكن لقيادة حركة حماس الجالسة في العاصمة السورية دمشق أن تقول ما تريد، لكن فتح المعابر لن يتم قبل الإفراج عن شاليط". وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أنه يؤيد "أي صفقة لتبادل الأسرى تعرض على إسرائيل مقابل الإفراج عن شاليط".
وفي نفس السياق طالب مبعوث الاتحاد الأوروبي للشرق الأوسط مارك أوتي إسرائيل برفع حظرها على المواد اللازمة لإعادة بناء قطاع غزة، الذي شبهه ب"الجحيم" وتساءل "أين تشجيع الإرهاب في إعادة بناء نظام الصرف الصحي والحصول على مياه نظيفة وذهاب الأطفال إلى المدارس وبناء مستشفيات تعمل وتسهل ولادة الأمهات لأطفالهن في ظروف مأمونة؟" وقال المسؤول الأوروبي في مقابلة مع وكالة رويترز من مدينة القدس المحتلة إنه "من غير المقبول أن نقول للناس إنه لأسباب سياسية يتعين عليهم هم وأطفالهم أن يناموا خارج منازلهم"
إن الأنظمة العربية التي شاخت من زمن، ما عادت ترى ولا تسمع، سوى مصالحها الشخصية وتاريخ القمم التي بدأت منذ عام 1946بانعقاد قمة أنشاص الطارئة لمناصرة القضية الفلسطينية، وتوقفت القمة العربية عشر سنوات تقريبًا لِتُعْقَدَ قمة بيروت الطارئة عام 56 لِدَعْمِ مصر ضد العدوان الثلاثي، وبعد 12 عامًا عُقِدَتْ قمة الخرطوم عام 67؛ حيث دعتْ إلى إزالة آثار العدوان الصهيوني بعد ما عُرف ب"النكسة"، واللاءات الثلاث، وهي: لا صلح، ولا تفاوض مع الكيان الصهيوني، ولا اعتراف به.
وجاءت قمة الجزائر التي عُقِدَتْ في نوفمبر من عام 73 عقب انتصار السادس من أكتوبر ، ثم "قمة بغداد"- عام 78- والتي كانت بداية ظهور الانقسام العربي؛ حيث علَّقت القمة عضوية مصر، وتم مقاطعتها بعد توقيعها اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، وتم نقل مقر الجامعة العربية من مصر، وبعد 11 عاما عادتْ مصر إلى عضوية الجامعة العربية.
ومن القمم المثيرة قمة القاهرة عام 90، التي أدانت العدوان العراقي على الكويت، وأكدتْ سيادة الكويت، وشجبت التهديدات العراقية للدول الخليجية؛ حيث وصف المراقبون القمة بأنها جاءت بضوءٍ أَخْضَرَ من البيت الأبيض.
وتستمر قمم الخذلان العربية منذ التسعينات، مُوَاصِلَةً قراراتها الداعمة على الورق- فقط- للقضية الفلسطينية، حتى جاء المشهد العربي المنقسم بين قمة الرياض و قمة الدوحة في الدوحة، والقمة التشاورية على هامش القمة الاقتصادية في الكويت؛ثم اجتماع دول"الاعتدال" بأبي ظبي لتضيع قضايا الوطن العربي، وتصاب القضية الفلسطينية بالخذلان.
فهل منظمة التحرير ما زالت منظمة لتحرير فلسطين، وعودة اللاجئين، والاستقلال الوطني، واستعادة المقدسات، والحفاظ على الثوابت، أم غدت منظمة تستغل كمظلة للتفريط بالحقوق التاريخية والثابتة، والتفاوض مع العدو؟
قمة الكويت وأبي ظبي و المصالحة العربية : غزة تذبح على قارعة الطريق، أمام معالي السيادة والفخامة والجلالة والسمو، وأصحاب القصور والمناصب.. هذه غزة وأولك أطفال صغار غزة يتحدّون أزيز الطائرات وأمطار القنابل، ويحرقون أمام الشاشات وعلى مرأى من هدير المدافع، مناشير الاستسلام والتآمر.. وعبّر الرئيس حسني مبارك عن ذلك بكل وضوح في لقائه مع ساركوزي "إنه في كل الأحوال ما ينبغي لحماس أن تخرج منتصرة". كما عبرت عنه ليفني إذ قالت: إن المعركة ليست بين الفلسطينيين وإسرائيل ولا بين هذه والعرب وإنما هي بين معسكر الاعتدال ومعسكر الإرهاب بقيادة حماس.
إن هؤلاء الحكام الذين خذلوا اخوانهم في غزة لم يصلوا للحكم عبر الانتخابات فهم في واد وشعوبهم في واد آخر، فإننا ندعوهم أن يتقوا الله في شعوبهم و يتذكروا أن دوام الحال من المحال وليتذكروا يوم يلاقوا ربهم وبما هم مجيبون يوم القيامة. وهؤلاء الحكام الذين أرادوا أن تفشل حماس باءوا بخزيهم وماتوا بغيظهم، كما قال الله عز وجل في سورة آل عمران : {قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (آل عمران - 119).
"فرار من المعركة" : إن عدم اتفاق الدول على مواقف محددة في قمة الكويت العربية الاقتصادية يرجع إلى رغبتهم في عدم انتصار حماس مع العلم أن المنظمة الاسلامية حماس لم تكن وحدها التي تقاوم ولكن هناك ثمانية فصائل أخرى على الاقل مثل الجهادالاسلامي، والجبهة الشعبية، الجبهة الديمقراطية، وبالطبع فصائل فتح أيضا وغيرها..
إن موقف المشاركين في قمة الكويت كان منحازا لطرف على حساب آخر، وهو موقف غير عادل و غير منصف ولا يصلح أصحابه لأن يكونوا وسطاء، لأن الوسيط لا بد أن يكون محايدا وعادلا، عملا بقوله تعالي في سورة الحجرات: { فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } (الحجرات - 9 ). هذا وقد ساد قمة الكويت منذ بدايتها أجواء من المصالحة العربية، غير أن الخلافات العربية عادت لتسود من جديد. كما أعلنت القمة عن تبرعات بلغت 1.5 مليار دولار لإعادة إعمار غزة، لكن البيان الختامي للقمة خلا من تضمن آليات واضحة لتوزيع وإنفاق مساعدات إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية، ولا تحديد الجهة الفلسطينية التي ستتسلمها في ضوء النزاع القائم بين حركتي فتح وحماس على إدارة القطاع.
كما شهدت العاصمة الإماراتية أبو ظبي اجتماعا ل12 دولة عربية بقيادة ما يسمى بدول "الاعتدال" أي مصر والسعودية والإمارات والأردن والسلطة الفلسطينية قصد ضم أكبر عدد ممكن من الدول العربية، للوصول إلى صياغة وضع عربي جديد" من قضية غزة. وحسب مصادر دبلوماسية عربية عليمة فإنه سينضم إلى الاجتماع كل من الكويت وتونس والمغرب، ومن المتوقع أن تنضم كذلك قطر التي تعتبرمن محور "الممانعة" بعد أن وقفت إلى جانب سوريا وإيران في صف حركة حماس من العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
اما الهدف الأساسي من هذا الاجتماع يكمن في أن هناك توجها مصريا لتأكيد زعامة مصر للعالم العربي ودورها القومي المحوري في توحيد الصف وضرب محاولات الفتنة والانقسام بما لا يتنافى ولا يتصادم مع حرية كل قطر عربي في أن يتصرف وفق رؤاه ومصالحه، وهو ما فسره محللون بأنه محاولة من جانب "محور الاعتدال" تهدف إلى صياغة "وضع عربي جديد" يتفق على القضايا المتعلقة بغزة. ويهدف الاجتماع كذلك كسب تأييد أكبر للمبادرة المصرية لحل أزمة غزة.
وقال وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان إن اللقاء يأتي لتعزيز التضامن العربي، والتأكيد على مبادرة السلام العربية، ودعم السلطة الفلسطينية، وضمان عدم تدخل أي أطراف غير عربية وغير مرغوب فيها.
"سياسة المراحل الثلاثة المصرية" : إن هذه السياسة المصرية في حل مشكلة غزة، تبدأ بالتهدئة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل وتمر بالحوارمع السلطة المنتهية ولايتها لمحمود عباس وجماعته والمصالحة الفلسطينية، وتنتهي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تنهي انفراد حركة حماس بالقطاع الذي سيطرت عليه منذ نحو عامين بعد مواجهات مسلحة مع حركة فتحبقيادة دحلان وزمرته.
وفي هذا السياق قال حسام زكي‏ المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية المصري‏,‏ بأن اجتماع أبو ظبي هو استمرار للمساعي المتواصلة "لتحسين الوضع العربي الراهن"‏، مشيرا إلى أن المصالحة العربية الحقيقية "تحتاج إلى عمل جاد من كل الأطراف العربية‏,‏ وليس بعضها فقط‏" إلا أن مصادر إعلامية أخرى ومنها صحيفة "القدس العربي" اللندنية شككت في أن يسفر اجتماع أبو ظبي عن هذه النتيجة؛ فقد قالت إن هذا الحراك لدول "الاعتدال" يستبعد سوريا والجزائر وليبيا، علاوة على حركات المقاومة الفلسطينية، خاصة حركة حماس.
شهدت أبو ظبي اجتماعا تشاوريا لمجموعة دول "الاعتدال" الخمسة بحضور وزراء الخارجية والإعلام في تلك الدول‏,‏ ومن المنتظر أن ينضم وزراء خارجية 7 دول أخرى إلى اجتماع موسع. وكان وزيرا خارجية مصر أحمد أبو الغيط، والسعودية سعود الفيصل، قد غادرا إلى أبو ظبي بالأمس بشكل مفاجئ، بعد أن حضرا اجتماعا عقده الرئيس مبارك ورئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس بالقاهرة، ناقش مستقبل التهدئة بين إسرائيل والفصائل، والمصالحة الفلسطينية، وإعادة إعمار غزة. أليس من الأولى ان يطلبوا من محمود عباس ان يبدأ بتسوية وضعيته القانونية والشرعية قبل مواصلة الحديث باسم السلطة الفلسطينية.
"مقايضة اعادة الاعمار " : كشفت مصادر مصرية عليمة أن اجتماع القاهرة جرى في ظل اتفاق مبدئي يقضي بعدم بدء عملية إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل في غزة خلال عدوانها الأخير قبل اتفاق الفرقاء الفلسطينيين على تشكيل حكومة وحدة مقبولة للمانحين الدوليين. وفي حال تحقق هذا المطلب فإن سلطة محمود عباس رغم انتهاء ولايته سيتولى تنسيق جهود إعادة الإعمار، أما أموال المانحين ذاتها فستتوجه بشكل مباشر إلى جهات دولية لتولي عملية إنفاقها مثل البنك الدولي ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وذلك لفض الجدل حول من له الأحقية في تسلم أموال إعادة الإعمار.
وتأتي هذه الاجتماعات في إطار سلسلة اجتماعات بدأت في الرياض الشهر الماضي وتتواصل في أبو ظبي بهدف الوصول إلى "وضع عربي جديد". ومن أبرز هذه الاجتماعات مأدبة الغداء التي عقدها العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز أواخر يناير الماضي على هامش القمة الاقتصادية بالكويت، والتي جمعت الرئيس المصري حسني مبارك وأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، والرئيس السوري بشار الأسد في محاولة لإزالة توتر الأجواء بين العواصم العربية المنقسمة بين محوري الاعتدال والممانعة، خاصة فيما يتعلق بقضايا القطاع الذي يشهد خلافا بين فتح حماس حول الأحقية فيمن يقوم على جهود الإعمار.
الطريق الخاطئ : إن فرض عباس المنتهية ولايته في كافة الاجتماعات ، أهمها التهدئة بين المقاومة والكيان الصهيوني إلا إذا كان حضوره ضمن الوفد المصري كوسيط ، أو الصهيوني نظرا للتنسيق الأمني القائم بين السلطة والصهاينة لكنه في جميع الأحوال لا صلة له بالوفد المقاوم من الناحية القانونية أو الميدانية أو السياسية وترك الحدود المصرية مستباحة للقصف الصهيوني لتدمير الأنفاق و هي المنفذ الوحيد لشعب غزة المحاصر فضلا عن مراقبة الحدود بالكاميرات والاتفاقات الأمنية التي حولت دولة مصر لشرطي يبذل كل الجهد ويعطي كل العهود لحماية الكيان الصهيوني كأوراق اعتماد للبقاء في الحكم أو الوصول إليه.
كمانقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن الرئيس التركي قوله قبيل لقائه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، إن تركيا تحدثت إلى حماس عقب الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة يناير 2006، التي فازت فيها الحركة، وأوضحت لها ما يتعين عليها القيام به لتجنيب المنطقة عواقب "السير في الطريق الخاطئ الذي اختارته الحركة"، حسب قوله. وأضاف: "لو كانت الفرصة أعطيت تركيا وتم الاستماع إلى وجهة نظرها لما أصبح الوضع في غزة على ما هو عليه اليوم".
وأكد أن توحيد الفصائل الفلسطينية "أمر حيوي" بالنسبة للقضية الفلسطينية، وقال إنه يجب على الفلسطينيين "القبول بالتعددية، وأن تكون لديهم القدرة على العمل معا، وسنقوم بكل ما هو ضروري كي يعود الفلسطينيون للعمل معا". وتتوافق تصريحات الرئيس التركي مع موقف دول ما يسمى بالاعتدال العربي، وعلى رأسها السعودية ومصر، مقابل مواقف دول "الممانعة"، التى طالبت في قمة غزة بالعاصمة القطرية الدوحة الشهر الماضي، بإسقاط مبادرة السلام العربية.
تجنبا لعزلة بعد ملاسنة : وتأتي زيارة الرئيس التركي عبد الله جول للسعودية بعد أيام قليلة من الأزمة التي أثارها انسحاب أردوغان من إحدى جلسات منتدى دافوس في سويسرا؛ إثر مشادة بينه وبين الرئيس الإسرائيلي الذي حاول تبرير عدوان إسرائيل على غزة، كما تأتي عقب تقارير إعلامية تحدثت عن اتجاه إسرائيل والولايات المتحدة لعزل تركيا سياسيا عن دورها في الشرق الأوسط. وألغى المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، جورج ميتشل، زيارة كانت مقررة إلى تركيا؛ "لأسباب فنية وضيق وقته"، بحسب السفارة الأمريكية بأنقرة، فيما تحدثت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية عن "اتجاه أمريكي - إسرائيلي لنزع أي دور إقليمي عن تركيا".
في المقابل، قال أردوغان خلال جلسة لحزبه الحاكم، العدالة والتنمية، إن أنقرة "ستواصل بذل أقصى الجهود الممكنة من أجل تسوية النزاع في الشرق الأوسط". لكن الإسرائيليين قالوا إنه "لم يعد وسيط سلام مقبولا بسبب المواقف التي اتخذها من الحرب الإسرائيلية على غزة".
تعميق الصراع : ويعمق هذا الخلاف التجاذب الإقليمي الحاد بين معسكرين يدعم إحداهما جماعة محمود عباس من حركة فتح ويضم بشكل خاص مصر والسعودية والأردن، أما المعسكر الثاني فيدعم حماس ويشمل سوريا وإيران اللتين انضمت إليهما قطر خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة. واتهمت بعض الصحف الرسمية المصرية قطر وسوريا وإيران بالعمل على تعطيل المصالحة الفلسطينية والدور المصري في المنطقة.
والقاهرة سبق لها أن حددت إطلاق المصالحة الفلسطينية بمؤتمر يعقد في القاهرة بحضور جميع الفصائل الفلسطينية في 22 فيفري 2009 إلا أن حماس أعلنت عزمها بناء مرجعية جديدة للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج اعتبر بمثابة عرقلة للخطة التي وضعتها القاهرة لوضع يدها نهائيا على القضية الفلسطينية لإنهاء أزمة غزة وتثبيت التهدئة مع إسرائيل.
من الذي أمات منظمة التحرير، ومنع اجتماعات هيئاتها لأكثر من عشرين عاما سواء المجلس الوطني أو اللجنة التنفيذية أو المجلس المركزي ومن صادرأملاكها، واستعملها كغطاء للاعتراف بإسرائيل، وبدل وألغى ميثاقها في اجتماع المجلس الوطني في غزة؟!
مع العلم أن حركة المقاومة الإسلامية حماس لم تنفي الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية، ولكن مع "وقف التنفيذ" لحين في انتظار إصلاحها، بينما اعتبرت الجهاد تصريحات عباس "إساءة للمنظمة ومحاولة للتهرب من الاستحقاقات التي فرضتها الحرب على غزة".
خطة أمريكية لدعم عباس : ذكر مسئولون أمريكيون من الادارة السابقة أن الولايات المتحدة تأمل في استخدام إعادة الإعمار في غزة لمساعدة السلطة الفلسطينية على استعادة حضورها ونفوذها فيما أسموه "معقل حركة حماس". وقال مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لم يذكر اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية إن "الولايات المتحدة تدرس سبل استخدام إعادة الإعمار في قطاع غزة في دعم الرئيس عباس"و نسي المسؤول الامريكي ان محمود عباس انتهيت ولايته فكيف يواصل التخاطب مع من لم تبقى له أي شرعية للحديث باسم السلطة الفلسطينية.
وأضاف "لا نريد بالتأكيد أن تستفيد حماس من برنامج إعادة الإعمار ولا نريد أن يذهب أي جزء من هذه الأموال إلى حماس أو عبرها". ومن جانبه ، رفض رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس من القاهرة في مؤتمر صحفي في العاصمة المصرية يوم الاثنين 2 فيفري 2009 أن أي حوار مع من يرفض منظمة التحرير الفلسطينية مرفوض إشارة إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) متهما إياها بأنها غامرت بحياة الشعب الفلسطيني. وأضاف هؤلاء الناس غامروا بحياة الشعب غامروا بدم الشعب غامروا بمصير الشعب غامروا بحلم وامل الشعب باقامة دولة فلسطينية مستقلة.
كما كشف مصدر مصري عليم عن شبه إجماع بين ما يسمى بدول "الاعتدال العربي" والدول الغربية على تأجيل عملية إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل في قطاع غزة قبل اتفاق الفرقاء الفلسطينيين على تشكيل حكومة وحدة وطنية تنهي انفراد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالقطاع، وتكون مقبولة للمانحين الدوليين.
إن "الحوار الثلاثي الذي تم يوم 2 فيفري 2009 بالقاهرة بين الرئيس المصري حسني مبارك، ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية النتهية ولايته محمود عباس، ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، جرى وفق موقف مبدئي رافض للبدء في إعادة الإعمار قبل تشكيل حكومة وحدة وطنية تتمكن السلطة عبرها من موطئ قدم في القطاع لإنهاء انفراد حماس به" مع العلم ان منظمة المقاومة الاسلامية حماس تسيطرعلى غزة منذ يونيو 2007.
وان هذه التصريحات تتوافق مع ما شدد عليه الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته للتلفزيون المصري: إن "السلطة لن تتخلى عن قطاع غزة، وتعمل كل ما بوسعها لمعالجة الأوضاع المأساوية"، مضيفا أن "السلطة تقدم 58% من الميزانية الرسمية لغزة، وتدفع رواتب 77 ألف موظف بالقطاع".
وفي انتظار تحقق مطلب حكومة وحدة، أن "دول الاعتدال (مصر، والسعودية، والإمارات) ستجمع على أن تتولى السلطة تنسيق جهود إعادة إعمار غزة من خلال وضع قائمة أولويات بالمنشآت التي تحتاج إعادة بناء، بينما ستوجه أموال المانحين بشكل مباشر إلى جهات دولية، مثل البنك الدولي، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) لكي تتولى عملية الإنفاق".
ونال القصف الإسرائيلي، الذي تواصل 22 يوما على غزة قسما كبيرا من المنشآت التابعة لحكومة حركة حماس، التي وصلت السلطة بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الأخيرة يناير 2006. ولفتت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، إلى أن "هذا الموقف، الذي تم إبلاغه لحماس بشكل غير معلن، هو أيضا موقف كافة الدول المانحة العربية والغربية تقريبا، باستثناء قطر". وتستضيف القاهرة خلال شهرمارس 2009 مؤتمرا دوليا حول إعادة إعمار غزة من المنتظر أن يضع آلية تفصيلية حول إنفاق أموال الإعمار.
زيارة مفاجئة : وفور انتهاء اجتماع القاهرة غادر وزيرا الخارجية المصري والسعودي القاهرة بشكل مفاجئ إلى الإمارات. وقالت مصادر ملاحية في مطار القاهرة: إن أبو الغيط والفيصل غادرا على متن الطائرة الخاصة بوزير الخارجية السعودي إلى أبو ظبي، التي يمكن أن تساهم بجزء كبير من أموال إعادة إعمار غزة.
رد إيجابي : وإلى جانب قضية الإعمار، تطرق الاجتماع الثلاثي في القاهرة إلى سبل التوصل إلى اتفاق تهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، بوساطة مصرية، ورفع الحصار عن غزة، والسجال بين الفلسطينيين حول المرجعية الفلسطينية، ومسألة المصالحة الوطنية.
وقال قيادي في حماس ل"إسلام أون لاين.نت": إن وفد الحركة، الذي وصل القاهرة مساء يوم الاثنين 2 فيفري 2009، سيبلغ المسئولين المصريين برد إيجابي على مقترح بدء تهدئة يوم 5-2-2009 تدوم 18 شهرا، إذا التزمت إسرائيل برفع كامل للحصار عن غزة، وفتح كافة المعابر، بما فيها معبر رفح بين القطاع ومصر.
كما سيبلغ الوفد القاهرة بما استقرت عليه حماس بشأن إعادة إعمار غزة، وأمور أخرى رفض القيادي بالحركة الكشف عنها.
وأعرب القيادي عن تمسك حماس بالحوار، قائلا: "متمسكون بالحوار الذي يعطي المقاومة حقها، ويقود إلى تشكيل حكومة بناء على نتائج الانتخابات الفلسطينية, وليس الحوار الذي يؤدي إلى تشكيل حكومة مقبولة دولية فقط.. لكن نفضل أن ننتهي أولا من التهدئة، وفك الحصار، وفتح المعابر، ثم ننتقل إلى ملف الحوار الفلسطيني".
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل كشف أخيرا عن تحرك تقوم به الفصائل سوف تفاجىء به الأطراف الأخرى لبناء مرجعية وطنية جديدة تمثل فلسطينيي الداخل والخارج وتضم جميع القوى الوطنية الفلسطينية وقوى الشعب وتياراته الوطنية مأكدا على أن منظمة التحرير الفلسطينية في حالتها الراهنة لم تعد تمثل مرجعية الفلسطينيين وتحولت الى إدارة لانقسام البيت الفلسطيني. ولا تشارك حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ حزيران/يونيو 2007 في منظمة التحرير الفلسطينية التي يترأسها عباس وتضم ابرز الفصائل الفلسطينية وتشكل مظلة للسلطة الفلسطينية. كما وصف محمود عباس المشروع الذي أعلنه مشعل بأنه مشروع تدميري واضاف لا يمكن ان نسمح لهؤلاء بان يعبثوا بكيان منظمة التحرير الذي ضحى من اجله عشرات الوف الشهداء والجرحى والاسرى.
بدورها ردت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في بيان صحفي على تصريحات محمود عباس اكدت فيه على فشل كل خياراته لابتزاز حماس وتشويه مواقف المقاومة ودللت على عمق الإزمة النفسية التي يعاني منها بعد انتهاء ولايته. وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم في البيان ان هذه التصريحات بمثل هذه الطريقة وفي هذا الوقت بالذات في ظل الجهود التي تبذل من اجل انجاح الحوار الوطني الفلسطيني هي اجهاض للجهود الفلسطينية والمصرية والعربية الرامية لانجاح الحوار الوطني الفلسطيني.
واوضح ان طرح حركة حماس لمرجعية وطنية للشعب الفلسطيني لا ياتي بديلا عن منظمة التحرير وليس على قاعدة شطب منظمة التحرير الفلسطينية انما طرح هذه المرجعية الجديدة الموازية لسبب وجود فصائل مقاومة فلسطينية وقوى ممانعة خارج اطارمنظمة التحرير الفلسطينية. رغم صعوبة الطريق وكثرة العقبات والتحديات إلا أن منظمة الخركة الاسلامية حماس فهي تملك ما يفتقده الآخرين، من شرعية قانونية وشعبية ، وإيمانٌ بالقضية ،وإردةٌ قوية ،وتاريخ نظيف ومشرف ،وشهداء بالألاف روت دماؤهم الطاهرة أرض فلسطين المباركة لتنبت أجيالاً مقاومة وغير مفرطة.
ظلم ذوي القربى أشد مرارة : ذكرت مصادر صحفية أن السلطات المصرية استدعت القيادات الأمنية الفارة من قطاع غزة ومن حركة فتح والمتواجدة في مصر والأردن وفي الضفة الغربية ودعتهم للحضور إلى القاهرة من أجل التنسيق حول ما يجب اتخاذه للسيطرة على الوضع في قطاع غزة عند انهيار سلطة حماس.
كما طالب سياسيون ونشطاء حقوقيون ومساجين سياسيون سابقين بتونس السلطة الفلسطينية في رام الله بالإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين في سجون الضفة الغربية. وقال الموقعون على هذه العريضة "إننا لا نرى أي مبرر لسجن المقاومين بالتزامن مع العدوان الصهيوني وفي ظل حاجة الوطن لكل أبنائه". مضيفين "إنّ سبق معايشتنا لظلم الاعتقال الجائر وظلمة الزنازين يدفعنا لمناشدة جميع إخوتنا الفلسطينيين أن لا يضيفوا لظلم العدو.. ظلم ذوي القربى".
ووزّعت العريضة المذكورة في مواقع تونسية على شبكة الانترنيت ووقّع عليها قياديون ونشطاء من حركة النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية والحزب الديمقراطي التقدمي ومحامون ومدافعون عن حقوق الإنسان.
نقلت مصادر فلسطينية عن أن ياسر عبد ربه أمين سرّ اللّجنة التنفيذيّة لمنظمة التحرير، مساعد الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس انتقد في لقاء مغلق مع صحفيين وقف العدوان الإسرائيلي "دون تحقيق أهدافه"، معتبرا ذلك "خطأ كبيرا"، وأن "بقاء حماس في السلطة حتى الآن هو أمر سيئ لنا جميعاً".
كما كشف عبد ربه أن "قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله قررت اتخاذ إجراءات قاسية جداً لإحباط أي محاولة من حماس لإثارة اضطرابات في الضفة الغربية"، متابعاً: "لا مكان لزعران حماس في الضفة الغربية، ولن نسمح بأن تحوّل الضفة إلى جمهورية إسلامية أخرى". وقال مراقبون إن وعيد عبد ربّه تجسّد فعلا بقيام أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بحملة اعتقالات في أوساط أنصار حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" ومناصريهما في الضفة. وقالت ذات المصادر إن عبد ربه وافق على نشر تصريحاته مع عدم ذكر اسمه والاكتفاء بالإشارة إليه بأنه "مسؤول فلسطيني رفيع المستوى"، ما أثار استغراب الصحفيين الحاضرين.
وعلّق متابع للشأن الفلسطيني ب"أن عبد ربه كان في كلامه هذا ينطق باسم طرف سياسي انحسرت شعبيته بعد أن كان خسر الانتخابات التشريعية في 2005، وجاءت نهاية 2008 دون الظفر بوعد بوش بخصوص الدولة الفلسطينية، لتُفْقده آخر ما تبقى له من مصداقية وتُبَيّن خسران نهجه التفاوضي دون الاستناد إلى أي من عناصر القوة، ثم جاءت أحداث غزة لتنحره سياسيا".
وأضاف "طبيعي أن يأسف عبد ربّه على وقف العدوان لأن بنهايته تبخّرت آخر آمال له في القضاء على حماس". وسجّلت أطراف فلسطينية سيل التصريحات التي أصدرها ياسر عبد ربه بالذات بمجرّد توقّف العدوان مباشرة ومبادرته إلى اتهام حماس باغتيال نشطاء من فتح خلال الهجوم الإسرائيلي ومصادرتها أسلحة لمقاومين من الحركة. وعزت ذلك إلى كون عبد ربه "هو المخوّل من قبل سلطة عباس بمعاضدة حملة عربية أشمل مقررة من أطراف في "محور الاعتدال العربي"، لحرمان حركة حماس من استثمار صمودها وانتصارها سياسيا".
وأفاد المصدر أن من بين هؤلاء رشيد أبو شباك والمشهراوي وأبو الزعيم المقيم في القاهرة. وكشف عن أن بعض هذه العناصر ستتوجه إلى مدينة العريش بإيعاز من مصر للبقاء هناك ومتابعة الأحداث.
كما ذكرت هذه المصادر أن دحلان أجرى اتصالا مع أحد كبار المسؤولين في المخابرات العامة المصرية لينقل رسالة إلى عمر سليمان مفادها أنه أجرى اتصالات مع مسؤولين في الولايات المتحدة ومع بريطانيا وفرنسا وكذلك مع مدير المخابرات الأردنية ، وأنه على استعداد للقيام بمبادرة لإنقاذ قطاع غزة. دحلان وصل سراً إلى القاهرة بعد جولة قام بها في إحدى الدول الأوروبية، وقد رفض مقابلة الصحفيين لكنه أبلغ مسؤولاً أمنياً مصرياً أنه يتوقع أن يشهد القطاع حالة من الفوضى وأن تخرج الناس إلى الشوارع لإسقاط سلطة حماس.
وأكدت المصادر حدوث لقاء سري جمع قائد كتيبة "كركيل" التابعة لجيش الاحتلال الصهيوني مع عدد من ضباط المخابرات الحربية المصرية العاملين عند معبر كرم أبو سالم بهدف التنسيق بين الوحدات العسكرية الصهيونية والجانب المصري أثناء العمليات العسكرية التي يقوم بها جيش العدو ضد قطاع غزة.
إن الهدف الاساسي قبل الدولة هو دحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات وهدم الجدار، بل من الخطأ طرح موضوع الدولة على المفاوضة أو للمساومة، لأنه عندئذ سيقايض بالتنازلات الفلسطينية في الأرض وحق العودة، وهو ما يلخص شعار «حل الدولتين»).فيما لا يزال البرنامج المرحلي لم يتحقق أي دحر الاحتلال بلا قيد أو شرط عن الأراضي التي احتلت في يونيو 1967، وبعد ذلك يستفتى الشعب الفلسطيني كله وليس جزءاً منه فقط حول ما يقوم فوق تلك الأراضي أو ماذا نفعل. إن الهدف الاصلي هوتحرير الأراضي جميعها غير قابل للمساومة،تلك الأرض التي لم يقبل السلطان العثماني ان يبيعها لليهيد رغم الضغوط و الاغراءات أما هدف إقامة الدولة فيعني المساومة على كل القضية الفلسطينية، وقد لخص في النهاية ب «حل الدولتين» أي تصفية للقضية الفلسطينية.
فعندما شكلت «م. ت. ف» عام 1964 كان هدفها تحرير كل فلسطين وهو خلاصة ميثاقها الأول، وعندما حدث تحوير في بنيتها عام 1968 بدخول الفصائل الفلسطينية إليها وتوزيع حصص التمثيل داخلها بينها وبين المستقلين وتقررت قيادة فتح لها، حافظت على أهدافها في الميثاق الأول في الآن نفسه. وعندما أدخل ما يسمى برنامج النقاط العشر الذي تقرر في مؤتمر وطني في القاهرة 1974 فسّره وسوغه المنظرون له بأنه مرحلة باتجاه تحرير كامل التراب الفلسطيني من النهر إلى البحر، ولهذا لم يتغير الميثاق من هذه الزاوية.
طبعاً هذا المسوغ الأساسي الذي نظّر له مَنْ مررواً برنامج النقاط العشر لم يعودوا يرددونه الآن بعد أن تحولوا إلى القبول بحل الدولتين عملياً منذ إعلان «الاستقلال» في الجزائر عام 1988 ولاحقاً بعد أوسلو، بل بعد «مشروع بوش» وأثناء حصار الرئيس الشهيد ياسر عرفات، فبوش صاحب نظرية «حل الدولتين» المستخدمة الآن.
وكان وراء موضوع الممثل الشرعي والوحيد الذي أضيف في عام 1974 بقرار من الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وكان هدفه التمهيد لاسترجاع سيناء وترك أمرالاراضي الفلسطينية المحتلة بدايتة بقطاع غزة والأراضي الفلسطينية الأخرى للممثل الشرعي والوحيد فماذا تحقق من مشروع تحرير فلسطين من النهر الى البحربعد ستين سنة؟
كما اكدت مصادر فلسطينية يوم الاحد 25 جانفي 2009 على تفاقم الصراع داخل حركة 'فتح' على خلفية الحرب الاسرائيلية التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة وموقف الحركة والسلطة من تلك الحرب. اذ اقدم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح هاني الحسن على اصدار بيان صحافي وجه فيه انتقادات حادة للرئيس الفلسطيني محمود عباس وهنئ حركة حماس بانتصارها في قطاع . وقالت المصادر ان اللجنة المركزية منقسمة الى معسكرين.
وان معسكر المرحوم ياسرعرفات الذي يضم هاني الحسن وفاروق القدومي واحمد قريع وغيرهم من اعضاء المركزية يطالب بالتعامل مع حركة حماس على قاعدة انتصارها في صد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، في حين يرفض معسكر عباس ذلك المطلب الامر الذي دفع بالحسن لاخراج الصراع داخل اللجنة المركزية للعلن، ومنتقدا اداء السلطة وحكومة تسيير الاعمال برئاسة الدكتور سلام فياض خلال الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة.
كما اشار هاني الحسن من عمان الى أن السلطة وحكومتها 'لم ترسل مساعدات إلى أهالي قطاع غزة، وإلى المقاومة الفلسطينية التي تصدت للعدوان'. وشدد الحسن على ان حكومة تسيير الاعمال برام الله غير شرعية، مطالبا السلطة باحتضان المقاومة لتحرير فلسطين، ومهنئا 'حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في تصديها للعدوان والنصر الذي حققته في دحر الاحتلال الصهيوني عن قطاع غزة'. وأن لا خيار 'أمامنا سوى المقاومة للدفاع عن شعبنا وأرضنا'، منتقداً سياسة عباس وفياض 'بالاستمرار في المفاوضات مع العدو الصهيوني' والتي وصفها 'بالعبثية التي لا تحقق شيئاً لشعبنا سوى التراجع والتنازل عن حقوقه التي لن تعود إلا بالمقاومة والتصدي لهذا العدو الغاصب'.
ووجه الحسن في بيان صحافي التحية إلى أجنحة المقاومة التي تصدت للعدوان، متمنياً لهم التوفيق في الحفاظ على الجبهة الداخلية والحفاظ على سلامة الشعب الفلسطيني من أي عدوان قد يقع عليه. وجاء بيان الحسن المنتقد للسلطة في ظل تزايد الاصوات المنتقدة لادائها خلال الحرب الاسرائيلية على غزة.
خلال 22 يوما قتل الصهاينة 1412 فمنّ الله على غزة فأنجبت 3700 جندي : قال مدير العلاقات العامة في وزارة الصحة بحكومة غزة "همام نسمان" : إن "3700 طفل ولدوا بين 27 ديسمبر 2008 و17 جانفي 2009، في حين أسفر العدوان في نفس الفترة عن استشهاد 1412 معظمهم من النساء والأطفال". وأن نسبة المواليد في نفس الشهر "سجلت أعلى مستوى من الارتفاع قياسا بالأشهر السابقة والمعدلات الطبيعية المعروفة"، مؤكدا بأن "هذه من بركات الله وفضله على غزة وأهلها".
الإنجاب جهادا : خوف إسرائيل مما تصفه ب"الغول الديمغرافي الفلسطيني" سيبقى ماثلا، وربما يزداد أمام إصرار نساء غزة على إنجاب المزيد بعد الحرب.. أم أحمد لديها أربعة أطفال وتؤكد ل"إسلام أون لاين": "بإذن الله سأضع في كل عام مولودا.. سنبقى نحاربهم، ولو قتلوا منا ألفا فسنأتي بآلاف". وكان خبراء ديمغرافيون أشاروا إلى أن عدد الفلسطينيين في مجمل الأراضي المحتلة سيفوق عدد اليهود في غضون عامين.
واستند الخبراء في توقعاتهم إلى أحدث معطيات مركز الإحصاء الفلسطيني ومكتب الإحصاء الإسرائيلي، التي قدرت عدد اليهود المقيمين في إسرائيل ومستوطنات الضفة الغربية بنحو 5.4 ملايين نسمة، فيما قدرت إجمالي عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وفلسطينيي 48 داخل إسرائيل بنحو 5.2 ملايين نسمة. ورأى الخبراء أنه "إذا أخذ بالاعتبار تفوق العرب على اليهود في مجال التكاثر الطبيعي، فإن الفلسطينيين سيصبحون الأكثرية في عام 2010".
وتؤكد الإحصائيات أن عدد سكان غزة خلال السنوات العشر الماضية قد ازداد من مليون نسمة إلى 1.5 مليون،‏ أي زيادة 50%‏.‏ وتشير التوقعات إلى أن عدد سكان الأراضي الفلسطينية سيتجاوز‏ 6‏ ملايين بحلول عام 2025،‏ وسيقترب من 9‏ ملايين في منتصف القرن الواحد والعشرين،‏ ومع استمرار التفاوت في معدلات المواليد لمصلحة غزة‏ من المتوقع أن يتساوى عدد الفلسطينيين من سكان غزة مع عدد الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية.
وان تواجد الشعب العربي الفلسطيني في وطنه وتكاثره الطبيعي "خطرا" على إسرائيل وعلى وجودها كدولة يهودية، لافتا إلى أن الميزان الديمغرافي يسير لصالح الفلسطينيين لارتفاع نسبة التكاثر الطبيعي لديهم، وقال: إن هذا الواقع الديمغرافي يشكل مشكلة وخطرا إستراتيجيا على إسرائيل.
إن التّحدّي الأكبر الذي ينتظر المقاومة في فلسطين المحتلة حتّى تنتصر على العدوان العسكريّ ولو بقدر في حربها المفروضة عليها ليس بعيد المنال، إلاّ أنّه لا بدّ لها أن تحقّق انتصارا أكبر وثباتا أعظم على العدوان السّياسي العالمي الذي يحاك حولها من حرب قذرة لم تحقّق أهدافها، فالصّمود الصّمود الصّمود، وإنّكم على ذلك بعون الله تعالى بعونه لقادرون. نسأل الله لنا ولهم الثّبات و التمكين.
باريس في 12 فيفري 2009
عبد السّلام بوشداخ - أحد مؤسسي الحركة الاسلامية بتونس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.