مازالت معاناة جريح الثورة جهاد مبروك أصيل مدينة الشابة متواصلة فاضافة الى الألم والأوجاع التي تنخر جسده الضعيف ومعاناته اليومية مع نوبات هستيرية نتيجة الاصابة البليغة التي يحملها في الكتف بسبب تعرض لطلق ناري أثناء اعتصام القصبة وعجزه عن التكفل بمصاريف علاجه الباهظة مما جعله يعيش موتا بطيئا فقد مثل يوم 7 نوفمبر الجاري أمام المحكمة الابتدائية الدائمة بصفاقس بتهمة عدم تسوية الوضعية ازاء قانون الخدمة العسكرية وتم تأجيل محاكمته الى يوم 2 جانفي القادم. جهاد تحدث ل"الصباح" عن قضيته وعن الظروف والملابسات التي حفت بها وذكر أنه بتاريخ المحاكمة وصل متأخرا الى بهو المحكمة العسكرية بصفاقس فوجد عددا من المساندين له بينهم صحفيون ومدونيون حاول بعض أعوان الجيش الموجودين ببهو المحكمة ابعادهم بقولهم إنه لا وجود لاسمه بقائمة المتهمين ولا وجود لمحاكمة ولكن مسانديه بقوا بانتظاره الى حين حضوره ودخوله قاعة المحكمة. وأضاف جهاد أنه تأثر كثيرا وانتابه الحزن لأنه لم يكن يتوقع أن يمثل أمام المحكمة وهو في وضعية بدنية صعبة دون مراعاة لحالته الصحية ووضعيته النفسية نتيجة "سياسة" اللامبالاة التي قوبلت بها وضعيته الصحية الحرجة لذلك انتابته نوبة من الغضب أثناء مثوله أمام القاضي ولامه وعبر له عن استيائه من لقب متهم" وعلى عدم التنسيق بين جميع الهياكل المسؤولة قبل توجيه الاستدعاءات بصفة عشوائية اذ كان لزاما على السلطات العسكرية التحري حول وضعيته الصحية باعتباره من جرحى الثورة ويحمل اصابة بليغة ولا يمكنه أداء واجبه العسكري قبل ارسال الاستدعاء اليه. وانتقد جهاد خلال الجلسة المؤسسة العسكرية مما جعل ممثل النيابة العسكرية يتدخل ويطلب من القاضي ايقاف المحاكمة لاتخاذ الاجراءات اللازمة في خصوص جهاد باعتبار أن أقواله تمس من هيبة المؤسسة العسكرية فاذن له القاضي بذلك وتم نقل جهاد الى غرفة الايقاف مما جعله يدخل في حالة هيجان هستيرية قبل أن يتم نقله الى وكيل الجمهورية الذي نصحه بضبط النفس وطلب منه تقديم ملف طبي يشرح حالته الصحية واعتبر أن اجراء استدعاءه الى المحكمة هو أمر عادي في مثل هذه القضايا ولا يمكن للمحكمة أن تكون ملمة بكل شيء باعتبارها تنظر في الملفات الواردة عليها من مركز التجنيد فقط ولكن جهاد صعد اللهجة مع وكيل الجمهورية وذكر له أنه سيواصل رغم حالته الصحية المتردية "نضاله" للكشف عن قتلة الشهداء والجرحى عمن أصابه برصاصة حطمت مستقبله. بعدها غادر جهاد الذي جاء مرفوقا بوالده المحكمة ليعد ملفه الطبي على أن يمثل مجددا أمام المحكمة خلال شهر جانفي القادم عسى أن ترفع عنه صفة "متهم" باعتبار وضعيته الصحية المتدهورة والتي تستوجب لفتة من الدولة مثله مثل العديد من جرحى الثورة الذين مازالوا في وضعيات صحية حرجة بحاجة الى مزيد الدعم والمساندة لتجاوزها.