كشف المخرج التونسي محمد الزرن أن اختيار فيلمه الوثائقي "ديقاج" لافتتاح أيام قرطاج السينمائية شرف كبير له خاصة وأن عمله يحتفي بثورة كل التونسيين وقال محدثنا أن عرض شريطه الليلة في الافتتاح هو كذلك تكريم له كمخرج سينمائي قدم العديد من التجارب في سينما الرواية والتوثيق وأضاف محمد زرن أن اختيار المنظمين فيلمه للافتتاح لا يثير فيه حسرة على المشاركة في مسابقات الدورة 24 من أيام قرطاج السينمائية بل بالعكس، مؤكدا أنه سبق له أن نال عديد الجوائز الدولية وشارك في أكبر مهرجانات السينما في كان وبرلين ونيويورك وغيرها. وعن إمكانية أن ينتقد البعض فيلمه ويعتبره غير منصف للثورة التونسية كما حدث مع عديد من الأفلام الروائية والتوثيقية المنجزة عن الثورة مؤخرا أقر صاحب فيلم «ديقاج» أنه حاول تصوير رؤيته الخاصة لهذا الحدث الاستثنائي في حياتنا كما حافظ على مصداقية ما شهده ونقل هموم ومشاغل من حاورهم دون تحيز انطلاقا من سيدي بوزيد واحتجاجات القصبة مشيرا إلى أن الاختلاف ضروري والثورة التونسية تستحق أكثر من 20 ساعة تصوير ويوم 17 ديسمبر فقط يمكن أن يكون مادة لفيلم. من جهة أخرى ، وصف مخرج الفيلم الصعوبات والعراقيل التي عاشها بالخطرة والمميتة إذ انطلق في تصوير عمله - وبمبادرة شخصية منه- في أيام الثورة الأولى ممّا جعله عرضة للرصاص والغاز قائلا: «الجهد لم يكن فكريا وعاطفيا فحسب وإنما جسديا كذلك حيث قمت بمفردي بعملية التصوير في الأيام الأولى للثورة بعد أن منعت التلفزيونات من نقل هذه الأحداث وأعتبر التوثيق للثورة واجب وطني أساهم من خلاله في نقل أصوات الطبقات المهمشة التي ثارت لأجل كرامتها ولقمة عيشها على عكس الشعارات التي رفعت بعد الثورة من قبل أشخاص يمارسون السياسية تحت مطية الدين.» وأكد محمد الزرن في هذا السياق أن فيلم «ديقاج» يكشف عن عديد الأشياء الخفية التي عرفتها مدينة سيدي بوزيد في النصف الثاني من ديسمبر 2011 ويوثق لمرحلة مهمة لبلادنا على المستوى الاجتماعي والسياسي. ولفت محمد الزرن الانتباه إلى أنه يعتبر شريطه «ديقاج» مواصلة لأعماله السابقة التي حاولت- سينمائيا- انتقاد الحياة المزرية والظلم الذي تعانيه فئات عديدة من شعبنا على غرار شريط "السيدة". تجدر الإشارة إلى أن المخرج محمد زرن متحصل على عديد الجوائز العالمية منها جائزة تربييكا بنيويورك واختيار شريطه "أغنية الألفية" ضمن المسابقة الرسمية في بانوراما برلين سنة 2003 أمّا فيلمه "ديقاج" المقترح الليلة على جمهور أيام قرطاج السينمائية فهو من سيناريو وإخراج وتصوير محمد الزرن ومدته 92 دقيقة ويقدمه صاحبه بقوله: « كان يوم 17 ديسمبر 2010 يوم أضرم محمد البوعزيزي في نفسه النار.. وهي شعلة الشباب التي ستأتي على البلدان العربيّة، فتهوي الدكتاتوريات فيها واحدة بعد الأخرى. .ثمّ سيصادر الإسلاميون الثورة من الذين أطلقوها وأنجزوها. .واليوم يهدّد الإسلاميون الذين يحكمون بأن يحطّموا أحلام جيل بأسره وآماله."